وسط دعوات مطالبة بإقالته..آراء متباينة حول آداء محافظ الإسكندرية منذ توليه المحافظة

الأربعاء، 13 يوليو 2016 01:56 ص
وسط دعوات مطالبة بإقالته..آراء متباينة حول آداء محافظ الإسكندرية منذ توليه المحافظة
أحمد مرجان

سادت حالة من الاستياء بين المواطنين بمحافظة الإسكندرية بسبب تردي أوضاع المحافظة خلال الآونة الأخيرة، حيث تعاني المدينة من العديد من المشكلات من بينها مشكلة الصرف الصحي، وأعمال البناء المخالف، وهدمٍ للمباني الأثرية، وانتشار القمامة بشوارع المدينة، والذي اعتبره البعض بمثابة ذبح لعروس البحر المتوسط.


وترددت بقوة أنباء عن اقتراب صدور حركة تغيير للمحافظين، وهو ما أحدث حالة واسعة من الترقب بين المواطنين بالإسكندرية، حيث تشير التوقعات أنها تقع ضمن حركة التغييرات.


وترصد " صوت الأمة " بعض أراء الشارع السكندري حول أداء المهندس محمد عبدالظاهر محافظ الإسكندرية الحالي، منذ تعيينه محافظاً للإسكندرية إلي الآن.

الحل الأمثل

في البداية، قال حازم رجب إبراهيم، أحد قاطني منطقة المندرة، إنه لا يتولي أحد منصب محافظ الإسكندرية إلا ويتم عزله أو تغييره خلال فترة قصيرة من توليه، لعدم قدرته علي إدارة الأزمات التي تمر بها المحافظة، والتي من أهمها أزمة القمامة والصرف الصحي، فتلك الأزمات سببها قلة ميزانية محافظة الإسكندرية، فهي لا تكفي لحل تلك الأزمات علي الرغم من أن هناك دخل كبير للمحافظة مثل الرسوم التي يدفعها المواطن السكندري علي فاتورة الكهرباء في متوسط عشرة جنيهات شهريا مما يوفر ملايين الجنيهات شهريا ومليارات الجنيهات سنويا، ولكن لا يتم تخصيص هذه الأموال في الأماكن المخصصة لها، وكذلك الضرائب التي يدفعها المواطنون وتصل قرابة المليار جنية سنويا، ولكن يتم تحويل هذه الأموال الطائلة إلي وزارة المالية.


وأضاف " إبراهيم " أن حل أزمة المحافظة ليس في إقالة المحافظ وتغييره بشخص آخر؛ لأن المشكلة ليست في أداء المحافظ ولكن في الإمكانيات المتاحة له، لذلك إقالة المحافظ ليس حلا، وإنما الحل هو تخصيص ميزانية كافية وتوفير إمكانيات تتيح للشخص الذي يتولي مهام منصب محافظ الإسكندرية حل تلك الأزمات التي تواجه المحافظة قبل أن تتحول تلك الأزمات إلي كارثة.

فشل ذريع

وقال محمود مرشدي، أدمن صفحة "نفذ يامحافظ" علي "فيسبوك"، وأحد قاطني منطقة المندرة، إن من السلبيات التي تؤخذ علي المحافظ أنه عندما تولى المحافظة حاول سلب مبنى المركز الإقليمي للمرأة، والذي يقدم خدمة طبية بأجور رمزية للمرأة وفحوص للثدي وهشاشة العظام بالمجان للنساء فوق سن الخامسة والأربعين، لتحويله إلي مكتب مخصص له، وعندما قام الأطباء والعاملون بالمبنى الدفاع المستميت وساندهم الشعب السكندري المتمثل في منظمات المجتمع المدني، تراجع وتصدى له رئيس الوزراء إمتثالاً لرغبة المواطنين، هذا بالإضافة إلى الفشل الذريع في احتواء أزمة القمامة، والتي تفاقمت بالشوارع والميادين، وغرق منطقة المندرة في مياه الصرف الصحي، أما من الايجابيات التي تحسب لصالح المحافظ تأجير شاطئ البوريفاج بمبلغ خمسة عشرة مليون جنيه، مقابل اثنين مليون جنيه سابقاً، علاوة على دخوله (عش الدبابير) بأرض الحديقة الدولية التى تؤجر بقيمة جنيها فقط، والمزاد العلنى لكبائن استانلى.

وأضاف " مرشدي ": " لقد حاولت مقابلة محافظ الإسكندرية لعرض مقترحاتٍ لحل مشاكل السكندريين، اولتى قمت بعرضها على صفحة "نفذ يا محافظ" علي "الفيسبوك"، مثل الاختناقات المرورية والتخلص من القمامة وأفكار للاستفادة من أسفل الكباري بإنشاء محلات ودورات مياه عامة، وقال لي أنه يتواجد بمبنى الوزارة، وتوجهت للقائه إلا أن أمن المبنى قال بإنه غير موجود، وسجلت مسؤولة مكتب المحافظ بياناتي للتواصل معي إلا أنه لم يتم التواصل معي ولم أستطع مقابلته.


قرارات علي ورق

وقال حمدى الشيبانى منسق ائتلاف الطرق الصوفية بالإسكندرية، وأحد قاطني منطقة العصافرة، إن مشكلة المحافظ أنه تسلم المحافظة ولا يوجد بها ميزانية، فهل يعقل أن يكون حي مثل حي المنتزه ثان به ما يزيد عن نصف مليون مواطن ميزانيته ٤ مليون جنيه كما تردد ؟! ناهيك عن الفساد المتفشي في جميع المصالح الحكومية وهناك العديد من موظفي الأجهزة التنفيذية بالمحافظة يعملون ضد سياسة رئيس الجمهورية.


وأضاف "الشيباني" أن هناك أيضاً سلبيات من جانب محافظ الإسكندرية، منها عدم محاولته ابتكار وإيجاد حلول للأزمات التي تشهدها المحافظة، وجلوسه علي الكرسي والاكتفاء بقرارات على الورق رغم أن الإسكندرية من أكثر المحافظات الغنية بمواردها، وأيضاً عدم تواجده بين المواطنين ومناقشتهم للتعرف علي مشكلاتهم، فالمواطن لديه الحل للمشاكل ولكنه ليس جهة تنفيذ، حتى بات لا أحد يشعر بوجوده فصارت المقولة الشائعة بين المواطنين "إسكندرية بلا محافظ"، مضيفاً أن المحافظة بحاجة إلي رجل عسكري، فهم الوحيدين الذين يملكون الضبط والربط وسرعة اتخاذ القرار بحسم.


موقف صعب

وقال عمر عوض المسؤول الإعلامي لحزب حماة الوطن بالإسكندرية، وأحد قاطني منطقة العجمي، إن محافظ الإسكندرية حاول منذ توليه مسؤولية المحافظة الإلمام بكل المعوقات والمشاكل التي تواجه المواطنين وكان ذلك واضحاً من خلال لقاءاته واجتماعاته مع جميع الفصائل والنشطاء بالمحافظة، لكنه كان يقابل هذا بتراخٍ كامل من بعض مسؤولي الأحياء الذين لم يقم أغلبهم بالدور المنوط به، كذلك عدم الاعتماد على كوادر قيادية جديدة لرئاسة أحياء الإسكندرية والاكتفاء بتنقل رؤساء الأحياء وتبديلهم ببعض، فنجد مثلاً رئيس حي ينتقل لرئاسة أكثر من حي فى فترة قصيرة، وهذا كله يؤثر بالسلب على خطة أى حي، كذلك واجه المحافظ عدة ملفات شائكة منها ملف القمامة التي أصبحت تملأ الشوارع والميادين في ظاهرة لم تشهدها المحافظة من قبل، وسط تكاسل وعدم قدرة من الشركة المتعاقد معها لنظافة المدينة، مما وضع المحافظ فى موقف صعب.

وأضاف "عوض" أنه كان من أهم مميزات المحافظ هو ترحيبه بأى فكرة أو مشروع يخدم المواطن السكندرى، فمحافظة الإسكندرية بها العديد من الملفات الشائكة غير القمامة مثل العقارات المخالفة والعقارات الآيلة للسقوط وكلاهما يهدد أرواح الكثير من المواطنين، مشيراً إلي أنه ليس مع إقالته، مطالباً بفسخ فوري لعقد شركة النظافة الحالية وفتح باب المناقصات بين عدة شركات، مضيفاً : "يجب أن ندرك ن ملف القمامة وانتشارها بالشوارع والميادين، ولن تحل الأزمة إلا إذا تم تجميعها مباشرة من المصدر سواء عن طريق جمعها من الشقق السكنية أو وضع صندوق خاص لكل عقار يتم تفريغه كل يوم، ولن تحل أيضاً بوضع الصناديق الكبيرة المجمعة في كل منطقة، ويمكن ذلك في حالة وضع شروط من المحافظة في حالة فتح باب المناقصات للشركات المتقدمة لأخذ حق تجميع القمامة من المحافظة إن توفر صندوق لكل عقار يفرغ يومياً".

تخبط في الإدارة

وقالت جورجيت شرقاوي رئيس لجنة الاتصال بحملة "مين بيحب مصر"، إن أداء محافظ الإسكندرية الحالي منذ أن تولي المحافظة إلي الآن في تدرج نسبي، حيث أنها يحاول تدارك المشاكل التي واجهت المحافظين السابقين ولكن دون جدوي، مما يجعل المواطن السكندري يشعر بحالة من عدم الرضي، لأنه يشعر بأنه وقع ضحية لقرارات وزير التنمية المحلية من جهة والمحافظ من جهة أخري فيما يخص طريقة إدارة شؤون المدينة، فطفت تلك الصراعات علي المواطن نفسه وتصدرت المشهد مع أول موجة تصطدم بزائري وأهالي الإسكندرية، و عانوا من تخبط في إدارات المحافظة وتضارب في الاختصاصات بين المسؤولين.

وأشارت "شرقاوي" إلي أنها ترفض الدعوات المطالبة برحيل المحافظ، معللة ذلك بأن له إنجازات في محاربة مافيا العقارات المخالفة ومخالفات الأحياء و الشواطئ، مطالبة بزيادة ميزانية المحافظة في الموازنة الجديدة أسوة بمحافظة القاهرة؛ لحل مشاكل الصرف المتراكمة قبل قدوم فصل الشتاء، ومشاركة الجمعيات الأهلية ورجال الأعمال بالتعاون مع المحافظة للنهوض بعروس البحر، مشيدة بمبادرة النظافة "حلوة يا بلدي"، والتي تتيح للشباب المشاركة الفعلية في تحمل مسؤولية حل أكبر مشكلة تواجه المدينة الآن وهي نظافة الأحياء.


علي الجانب الآخر نفت إدارة العلاقات العامة والإعلام بمحافظة الإسكندرية، ما تردد من أنباء عن سحب اختصاصات المهندس محمد عبدالظاهر محافظ الإسكندرية، ووقف توقيعه تمهيداً لإقالته، مؤكدة أن هذا الكلام عارٍ تماما عن الصحة.

وأضاف أحد مسئولي العلاقات العامة بالمحافظة، في تصريحات صحفية، اليوم الثلاثاء، أن المحافظ يمارس عمله بشكل طبيعي، ولا توجد أي قرارات بشأنه، ولا يستطيع أحد سحب اختصاصته بدون قرار بتغيير المحافظين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة