بالفيديو.."ست بـ 100 راجل" .. "سناء".. أشهر سائقة ميكروباص علي خط الصعيد
السبت، 31 أكتوبر 2015 05:07 م
علي درب "صيصة أبو دوح"، سيدة الصعيد، التي ارتدت جلباب الرجال لأربعين عاما من أجل الإنفاق علي أولادها عقب وفاة السند زوجها، وكرمها الرئيس السيسي، تسير سناء غريب، أرملة في سن مبكرة وترك لها زوجها "كوم لحم".
ــ أكل العيش يهزم التقاليد
اضطرت سناء تحت وقع الفقر إلا تحطيم ثوابت وتقاليد الصعيد، علي الرغم من تجاوز عمرها 53 عاما، عملت "الحاجة سناء"، أول "سائقة ميكروباص" بطريق قنا – الأقصر الصحراوي السريع، بعد وفاة زوجها تاركا لها ثلاثة أبناء وحفيدين، أكملت المسيرة متحدية حتي لا تنهار الأسرة بعد وفاة الأب والزوج، الذي كان يعمل سائقا علي هذا الميكروباص الذي يتطلب قسط شهري بقيمة ٢٠٠٠ جنيه للأكثر من سنتين علي التوالي.
ــ سناء بمئة رجل
تقول سناء غريب، إنها تقطع يوميا أكثر من 400 كيلو متر ذهابا وإيابا من مجمع مواقف قنا حتي مجمع مواقف مركز إسنا بجنوب الأقصر وتجبرها الظروف أن تبيت خارج المنزل أكثر من ثلاثة أيام أسبوعيا من أجل توفير القسط الشهري للميكروباص، حتي توفر ما يسد الرمق لأسرتها المكونة من أربعة أبناء وثلاثة أحفاد.
وتذكر سناء غريب أنها تعلمت قيادة السيارة منذ صغرها حينما كانت تعمل مع والدها بالحقل الزراعي لزراعة قصب السكر فكانت تحرث الأرض عبر الجرار الزراعي، إلا أن الظروف قد أتت بما لا تشتهي السفن ومات زوجها وتعرضت الأسرة لظروف معيشية حرجة أجبرتها لتحدي المجتمع وأمتهنت هذه المهنةالشاقة.
ــــ مهنة المهالك
تصف سناء غريب مهنة قيادة السيارة علي الخطوط الصحراوية بأنها مهنة المهالك والمخاطر، فيوميا تنشب المشاجرات المسلحة بين السائقين علي أولوية تحميل الركاب، علاوة علي غياب كافة الخدمات بطريق قنا – الأقصر الصحراوي مما يتسبب في وجود قطاع للطرق لجمع الإتاوات في فترات التراخي الأمني.
وأضافت "غريب" أنها تحدت الجميع من أهلها وجيرانها ومجتمعها حينما أمتهنت هذه المهنة وأنها تشعر بالشرف لاتعمل في وظيفة حلال وليست حرام للإنفاق علي تعليم أبنائها وإكمال مسيرة زوجها المتوفي ولا يهمها ما يقال عنها من قبل بعض الرجعيين علي حد تعبيرها، الذين يشنون عليها حربا يومية من أجل أن تهجر المهنة وتجلس في المنزل وفي هذه الحالة سوف تنهار الأسرة ذات المتطلبات الكثيرة.
التضامن فين؟
طالبت السيدة سناء غريب، وزارة التضامن الاجتماعي، بالنظر لها ولأسرتها بعين الرأفة وتسديد الأقساط المتبقية علي الميكروباص، وانهارت دموعها، قائلا اتمني إن أزور الحبيب المصطفي، صلي الله عليه وسلم، وأن تحج لبيت الله الحرام وأن يرحم زوجها الذي ما قصر معها ومع أسرتها في حياته قط.