بالفيديو.. 7 انقلابات هزت سلطنة «أتاتورك».. «الباب العالي» الأول في تاريخ تركيا.. الجنرال «جورسيل» يطيح بالحكومة المنتخبة.. الجيش يستخدم «مذكرة» بدلاً من الدبابات.. و«أردوغان» ينجوا من محاولتين
الثلاثاء، 26 يوليو 2016 08:47 م
لا تزال حتى الآن سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان القمعية مستمرة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة ضده خلال الأيام القليلة الماضية، لم تكن هذه السياسة جديدة على تركيا حيث شهدت الدولة العثمانية العديد من الانقلابات العسكرية على مدار العقود الخمسة الماضية والتي كانت نتيجة للصدام بين السلطة الحاكمة والمؤسسة العسكرية.
وتستعرض «صوت الأمة» تاريخ سلطنة «أتاتورك» مع الانقلابات العسكرية خلال التقرير التالي:
انقلاب الباب العالي
شهدت سلطنة «أتاتورك» في 23 يناير 1913 أول انقلاب عسكري بالبلاد والمعروف بـ«انقلاب الباب العالي»، والذي أطاح بكامل باشا الصدر الأعظم من السلطة واستبدال وزير الحربية، ناظم باشا، بإسماعيل أنور باشا، وقد أنهى ذلك مؤتمر لندن للسلام بفاعلية، ومثّل نقطة هامة في تقدم الحكومة العثمانية تجاه المركزية.
استقلال تركيا
وفي أعقاب هزيمة الامبراطورية العثمانية في 1923 قامت قوات الحلفاء بمحاولات لتقسيم الامبراطورية، لتبدء معها حرب الاستقلال التركية والتي قادها مقاومة عسكرية وسياسية من القوميون الأتراك، حيث بلغت الحركة الوطنية التركية ذروتها في الأناضول بعد تشكيل الجمعية الوطنية الكبرى التي عبأت الموارد بنجاح تحت قيادة مصطفى كمال.
أجبر الثوار الأتراك الحلفاء على التخلي عن معاهدة سيفر والتفاوض على معاهدة لوزان في يوليو 1923، وذلك بعد قيامهم بحملات عسكرية لصد الهجمات اليونانية والأرمينية والفرنسية، مما أدى إلى السماح للأتراك بتشكيل جمهورية تركيا في الأناضول وتراقيا الشرقية في أكتوبر 1923 وضم جزء من الأراضي العربية السورية عرف باسم الأقاليم السورية الشمالية، تأسيس الحركة الوطنية التركية أدى إلى نهاية العهد العثماني.
انقلاب جورسيل
وفي 27 مايو 1960، أطاح 38 ضابط من القوات المسلحة التركية خارجين عن قيادة رؤساء الأركان بقيادة الجنرال «جمال جورسيل» برئيس البلاد والحكومة الديمقراطية المنتخبة، والسيطرة على مقاليد الحكم في البلاد، وأحال الانقلابيون وقتها 235 جنرالا و5000 ضابط بينهم رئيس هيئة الأركان إلى التقاعد، كما تم وقف نشاط الحزب الديمقراطي واعتقل رئيس الوزراء «عدنان مندريس» ورئيس البلاد حينذاك «جلال بايار» مع عدد من الوزراء وأرسلوا إلى سجن في جزيرة «يصي أدا».
تلا ذلك محاكمة شكلية للرئيس والحكومة، انتهت المحاكم بإعدام عدنان مندريس، ووزير الشؤون الخارجية، فاتن روستو زورلو، ووزير المالية، حسن بولاتكان، على جزيرة إمرالي في 16 سبتمبر 1961، وبعد شهر عادت السلطة الإدارية للمدنيين.
انقلاب المذكرة
وبعد مرور 11 عام على الانقلاب الثالث، جرى انقلاب عسكري آخر تحديداً في 12 مارس 1971، وعُرف باسم «انقلاب المذكّرة»، وهي مذكّرة عسكرية أرسلها الجيش بدلا من الدبابات، ولقد جاء ذلك وسط تفاقم النزاع الداخلي ولكن في نهاية الأمر لم يحدث تغييرًا يذكر لإيقاف تلك الظاهرة.
انقلاب إيفرين
ويعد انقلاب «كنعان إيفرين» والذي جرى في 12 سبتمبر1980، الأشهر في تاريخ الانقلابات في تاريخ تركيا، حيث أعقبه حالة قمع سياسي ودموية أشد من سابقيها، وفي 7 نوفمبر 1982 تولي «إيفرين» رئاسة تركيا ليصبح الرئيس السابع للجمهورية التركية، وذلك بعد الاستفتاء الشعبي على الدستور، وذلك حتى التاسع من الشهر ذاته عام 1989.
و بتهمة «قلب النظام الدستوري» صدر الحكم على «إيفرين» مع قائد القوات الجوية الأسبق «تحسين شاهين كايا» بالسجن مدى الحياة عام 2014 لدورهما في انقلاب 1980.
الانقلاب الأبيض
وفي 1997 وصل الزعيم الإسلامي الراحل «أربكان» إلى منصب رئيس الوزراء ليصبح أول رجل ذي توجّه إسلامي صريح يصل إلى السلطة، وذلك عقب حدوث ماسمي بالانقلاب الأبيض على حكومة «نجم الدين أربكان» أو ما عرف بـ«الانقلاب ما بعد الحداثة»، عقب وصول حزب الرفاه إلى السلطة سنة 1995، وهو الأمر الذي أغضب العلمانيين ودعاهم إلى تحريك الأذرع العسكرية ضد الحكومة المنتخبة.
مذكرة 1997 العسكرية أو عملية 28 فبراير وتسمى أيضا «ثورة ما بعد الحداثة»، تشير إلى القرارات الصادرة عن قيادة القوات المسلحة التركية في اجتماع مجلس الأمن القومي يوم 28 فبراير 1997 والتي بدأت إثرها عملية 28 فبراير التي عجلت باستقالة رئيس الوزراء نجم الدين أربكان من حزب الرفاه وإنهاء حكومته الائتلافية.
كما أجبرت الحكومة على الخروج دون حل البرلمان أو تعليق الدستور، فقد وصف الحدث بأنه «انقلاب ما بعد الحداثة» من قبل الأميرال التركي سالم درفيسوجلو، وهي التسمية التي تم إقرارها، ويزعم أن العملية بعد الانقلاب نظمتها باتي كاليسما جروبو (جماعة دراسة الغرب)، وهي جماعة سرية داخل الجيش.
وقد تم تشكيل حزب العدالة والتنمية كرد فعل على الانقلاب، وحقق فوزا ساحقا في انتخابات عام 2002 بعد 5 أعوام من الانقلاب، وتم تخطيط العملية على يد الجنرالات إسماعيل حقي قرضاي وشفيق بير وتيومان كومان وشتين دوغان ونجدت تيمور وإرول أوزكاسناك.
انقلاب إرجينيكون
ظهر اسم مجموعة إرجينيكون للمرة الأولى في عام 2007 حين اكتشفت كمية من المتفجرات في عملية مداهمة نفذتها الشرطة لمنزل في إسطنبول.
وحوكم بعد ذلك مئات الأشخاص بزعم القيام بمحاولة انقلاب ضد رئيس الوزراء آنذاك رجب طيب أردوغان وأدين 275 ضابطا وصحفيا ومحاميا وغيرهم.
ونقضت جميع الأحكام في ذلك العام بعد أن خلصت محكمة الاستئناف لعدم وجود ما يسمى بشبكة إرجينيكون، وساند أردوغان الذي انتخب رئيسا بعد ذلك في 2014 ما قاله الادعاء، لكنه بعد ذلك ألقى بالمسؤولية في تدبير هذه المؤامرة على الشرطة والمدعين المنتمي نلحركة دينية يقودها فتح الله غولن الذي اختار من ولاية بنسيلفانيا الأمريكية منفى له. وينفي جولن أي دور في هذا الأمر.
مخطط 2010
كشفت صحيفة عن مخطط لانقلاب علماني تردد أن تاريخه يعود لعام 2003 بهدف إثارة فوضى اجتماعية لإسقاط حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي له أردوغان.
وفي 2012 قضت محكمة بسجن 300 من أصل 365 متهما. وبعد ذلك بعامين أطلق سراح جميع هؤلاء المدانين تقريبا بعد أن قررت المحكمةالدستورية أن حقوقهم انتهكت. وحمل أنصار غولن مرة أخرى المسؤولية في تلك القضية وهي تهمة ينفونها أيضا.
انقلاب الخمس ساعات
وفي 15 يوليو الجاري، قام بعض أعضاء الجيش التركي أطلقوا على أنفسم «حركة السلام» بمحاولة انقلاب فاشلة على الحكومة التركية، ولكنها لم تدم سوى ساعات قليلة، وفشل منفذي الانقلاب في تنفيذ خطتهم وتعليق العمل بالدستور وإلغاء المؤسسات المنتخبة، لتعلن الحكومة التركية عقب مرور ساعات قليلة سيطرتها على الأمر، واعتقال العديد من منفذي الانقلاب، وسط حشود من المتظاهرين بالميادين تأييداً للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.