تركيا تكثف "حملة التطهير" في وسائل الإعلام وصفوف الجيش

الخميس، 28 يوليو 2016 03:14 ص
تركيا تكثف "حملة التطهير" في وسائل الإعلام وصفوف الجيش

كثفت حكومة الرئيس التركي الاسلامي المحافظ رجب طيب أردوغان الاربعاء "حملة التطهير" بعد محاولة الانقلاب في 15 يوليو، فأغلقت عشرات وسائل الإعلام وأمرت بتنحية زهاء 150 جنرالا من الجيش.

وكان رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم قد حذر الاربعاء في حديث لقناة "سكاي نيوز" البريطانية من "احتمال تنفيذ حملة اعتقالات جديدة" اضافة الى تلك التي تمت منذ الانقلاب الفاشل، قائلا ان "حملة التطهير" لم تنته.

وبعد ساعات على تصريح يلدريم أمرت السلطات بإغلاق عشرات الصحف والمجلات والقنوات التلفزيونية والإذاعات، بحسب ما أعلنت الأربعاء الجريدة الرسمية، مشيرة إلى ان 3 وكالات انباء و45 صحيفة و16 قناة تلفزيونية يشملها هذا التدبير.

وتم ايضا اغلاق 23 اذاعة و15 مجلة و29 دار نشر، بحسب الجريدة الرسمية.

ولم يتم تقديم أي لائحة تتعلق بأسماء وسائل الإعلام المعنية بهذا الاجراء، لكن قناة "سي أن أن تورك" الخاصة افادت بأن الأمر يتعلق خصوصا بوسائل اعلام في المحافظات وبوسائل اعلام اخرى تبث على المستوى الوطني ككل.

ومن بين وسائل الاعلام التي يشملها الاغلاق، وكالة جيهان وتلفزيون "آي إم سي تي في" المؤيد للاكراد، فضلا عن صحيفة "طرف" التابعة للمعارضة.

اما صحيفة "زمان" ونسختها الانكليزية "تودايز زمان" اللتان كانتا قبل مارس الماضي من ضمن شركة قابضة مرتبطة بالداعية فتح الله غولن، فتم أيضا اقفالهما. وأصدر القضاء التركي الأربعاء مذكرات توقيف بحق 47 موظفا سابقا في "زمان".

وتتهم أنقرة الداعية المنفي في الولايات المتحدة بتدبير مؤامرة ضد حكومة الرئيس رجب طيب اردوغان، وهو ما ينفيه غولن.

ونقلت وكالة انباء الاناضول عن وزير الداخلية افكان آلا، قوله ان 15846 شخصا سجنوا على ذمة التحقيق منذ محاولة الانقلاب. وقال مسؤول تركي لوكالة فرانس برس انه تم مذذاك الافراج عن ثلاثة الاف شخص وان 8113 وضعوا في الحبس الاحترازي.

- تنحية جنرالات -
وتسارعت حملة التطهير في صفوف الجيش ايضا. واعلن مسؤول تركي مساء الاربعاء تنحية 149 جنرالا وادميرالا بسبب مشاركتهم في الانقلاب الفاشل في 15 يوليو.

واضاف "لقد تمت تنحتيهم بسبب تواطئهم في محاولة الانقلاب"، موضحا ان 87 منهم برتب عليا في جيش البر و30 في سلاح الجو و32 في سلاح البحرية.

وتأتي عمليات التنحية هذه، عشية اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي سيعقد الخميس في انقرة بحضور يلديريم وكبار المسؤولين العسكريين، لإجراء إصلاح واسع في الجيش.

ومنذ الانقلاب الفاشل، تم سجن 178 جنرالا، أي نصف عدد الجنرالات والأدميرالات في الجيش، وفقا لوزارة الداخلية. وينتظر ان تعلن القوات المسلحة التركية عن تعديلات كبرى.

وكشف بيرات البيرق وزير الطاقة زوج ابنة اردوغان الاربعاء ان المجلس العسكري الاعلى كان ينوي قبل الانقلاب الاجتماع هذا الصيف وفصل كل الضباط الذين يشتبه في انهم مرتبطون بغولن.

واوضح ان عملية التطهير في الجيش قد تكون شقا في حملة اوسع ترمي الى اقالة اشخاص متهمين بانهم من انصار غولن في القضاء والمؤسسات الاخرى.

وتابع انه عندما علم العسكريون الذين يشتبه في انهم مرتبطون بغولن، بانه ستتم اقالتهم "اتخذوا قرار" اطاحة النظام حفاظا على مواقعهم.

واكد البيرق الذي كان يمضي مع اردوغان اجازة في منتجع مرمريس (غرب) لدى وقوع محاولة الانقلاب ان قسما صغيرا من القوات المسلحة دعمتها وان مناصري غولن اخترقوا المراتب العسكرية العليا والوسطى.

وبحسب ارقام رسمية شارك 8651 عسكريا في الانقلاب الفاشل واستخدم الانقلابيون 35 مقاتلة و37 مروحية و246 آلية مدرعة منها 74 دبابة وثلاثة زوارق.

وروى صهر اردوغان كيف تبلغت الاسرة بان انقلابا كان جاريا. وقال "تلقينا اول اتصال هاتفي من مدني في اسطنبول" في حين اشار مسؤولون كبار الى ثغرات في جهاز الاستخبارات.

واضاف ان اردوغان لم يتمكن من الاتصال برئيس الاركان خلوصي اكار ولا بضباط كبار اخرين وعندها "تبينت لنا خطورة الوضع".

واوضح "لقد نجحنا في الاتصال بوزراء كثيرين، وادركنا ان الامر ليس بسيطا بل انه محاولة انقلاب مدبرة".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة