صحيفة فرنسية: الاعتداءات الإرهابية معضلة المسلمين الفرنسيين
الأربعاء، 03 أغسطس 2016 05:50 ص
نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية صباح اليوم مقالا بعنوان "إدانة الاعتداءات المرتكبة باسم الدين: معضلة المسلمين الفرنسيين"، تطرقت فيه إلى تجمع للمسلمين عقد يوم الأحد المنصرم كنوع من التعبير بالتضامن والوحدة مع الجالية المسيحية الفرنسية، غير أن التجمع اتخذ بعدا غير منتظر.
وكانت جمعية سكان مدينة أوبرفيليه، ضاحية باريس، قد دعت سكانها إلى حضور لقاء بين الديانات في أحد المراكز الرياضية بعد مقتل الكاهن "هاميل" في كنيسة شمال فرنسا. وحضر السكان على اختلاف انتمائهم الديني، غير أنه منذ الوهلة الأولى ساد مبدأ الفصل بين مكونات المجتمع الفرنسي.
في أثناء الكلمات التي ألقيت عن الكاهن الراحل، طالب كاهن مسيحي المسلمين "بحذف الآيات التي تحرض على العنف في كتاب القرآن". وبعده، ذكر حاخام يهودي أن المسلمين لا يدينون الاعتداءات الإرهابية قائلا: "كنت أريد رؤية مسيرة حاشدة للمسلمين في مختلف أنحاء شوارع العاصمة، كما أنني لا أرى مسلمين يتحدثون على شاشات التلفزيون لإدانة الأحداث الإرهابية".
واحتجاجا على هذه التصريحات غادر العديد من المسلمين المركز، وقال شاب مسلم انزعج من حضور التظاهرة "للأسف أنا منزعج من الطابع الديني للتجمع، كنت أود مزيدا من الأخوة بدلا من الخطابات الدينية" .
ويثير كل اعتداء إرهابي في فرنسا ردود الأفعال نفسها، وكان توالي الاعتداءات الأخيرة التي عاشتها باريس (حادثة الدهس الجماعي وذبح كاهن بطريقة بشعة) قد أكدت ذلك: بداية نجد الفزع، والحزن، والأسى ثم يحين وقت الأسئلة، والبحث عن الإجابات والشعور بالغضب أحيانا.
وبالنسبة للمسلمين الفرنسيين، فالمخطط هو ذاته فيما عدا جانب واحد. فإضافة إلى الهلع، والآسى، وطرح الأسئلة ستنضاف ضرورة التبرير، والنأي عن أنفسهم من الأعمال الإرهابية المرتكبة من قبل متطرفين يستخدمون الدين الإسلامي.
أما بالنسبة لجمعية "التعايش" التي تشجع التعايش بين الشباب المسلم والمسيحي واليهودي، فإن رئيسها صامويل غريبوسكي قد ألمح إلى أن "الجالية المسلمة لا ينبغي لها استنكار كل اعتداء، فالشباب المسلم اليوم لا يشعر بذلك الإحساس، لأن شعور الانتماء إلى فرنسا أقوى بأكثر لديه من لدى الجاليات السابقة".