قوات الحكومة الموازية بقيادة حفتر تهاجم المنطقة النفطية في شرق ليبيا

الإثنين، 12 سبتمبر 2016 07:50 ص
قوات الحكومة الموازية بقيادة حفتر تهاجم المنطقة النفطية في شرق ليبيا
صورة أرشيفية

شنت القوات الموالية للحكومة الموازية في ليبيا الاحد هجوما مباغتا على منطقة الهلال النفطي التي تتبع سلطة الحكومة المعترف بها دوليا، واعلنت سيطرتها على ميناءين رئيسيين، في تطور من شأنه ان يزيد من تعقيد النزاع الليبي.

وأكد قيادي عسكري يقاتل في قوات حرس المنشآت النفطية التي تتولى حماية المنطقة النفطية لصالح حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا "سيطرة قوات حفتر على (ميناءي) السدرة وراس لانوف".

وقال العقيد احمد المسماري، المتحدث باسم قوات الحكومة الموازية التي يقودها الفريق اول خليفة حفتر، "سيطرنا على بلدة راس لانوف بالكامل، الميناء والمدينة، كما سيطرنا على ميناء السدرة بالكامل ايضا، وقد غنمت قواتنا اسلحة وذخائر".

واضاف لوكالة فرانس برس "لا زالت الاشتباكات مستمرة في (ميناء) الزويتينة ومداخل اجدابيا" على بعد نحو 190 كلم غرب مدينة بنغازي (الف كلم شرق طرابلس).

وقالت وكالة أنباء "وال" القريبة من الحكومة الموازية ان حفتر أطلق على الهجوم المباغت اسم "البرق الخاطف". ونقلت عنه قوله لقواته قبيل بدء العملية العسكرية "الآن دقت ساعة الصفر، فتقدموا تقدم الذئاب واقتحموا اقتحام الأسود".

وأكد قيادي عسكري من حرس المنشآت على الارض لفرانس برس "سيطرة قوات حفتر على السدرة وراس لانوف".

في المقابل، قال المتحدث باسم جهاز حرس المنشآت النفطية علي الحاسي "شنت قوات تابعة لحفتر عند الساعة السابعة صباح اليوم (05,00 ت غ) (...) هجوما على موانئ الزويتينة وراس لانوف والسدرة استخدمت فيها الطيران والاسلحة الرشاشة".

واضاف "الاشتباكات مستمرة (...) لدينا قتلى وجرحى في صفوفنا، لكننا لم نحص أعدادها بعد".

وتقع منطقة الهلال النفطي في شمال شرق ليبيا بين مدينتي بنغازي وسرت (450 كلم شرق طرابلس) حيث تخوض القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني التي تتخذ من طرابلس مقرا، منذ اربعة اشهر معارك مع تنظيم الدولة الاسلامية.

- صراع أكبر وضربة قاضية -
وفي حال تمكنت قوات حفتر من السيطرة بشكل كامل على المنطقة النفطية، فستحرم حكومة الوفاق الوطني من أهم مواردها المالية، في وقت كانت هذه الحكومة تستعد لإعادة إطلاق قطاع النفط عبر استئناف التصدير من الموانئ النفطية.

وقد تؤدي مهاجمة قوات الحكومة الموازية للمنطقة النفطية الى تأجيج الصراع بينها وبين القوات الموالية لحكومة الوفاق التي تقاتل الجهاديين في سرت وباتت قاب قوسين او ادنى من استعادة السيطرة على كامل المدينة.

ويرى الباحث في المجلس الاوروبي للعلاقات الخارجية ماتيا توالدو ان القوات التي يقودها حفتر "استغلت انهماك قوات (حكومة الوفاق) في سرت" لشن الهجوم على منطقة الهلال النفطي، محذرا من ان هذا الهجوم "قد يؤدي (...) الى صراع عسكري" أكبر، وقد يكون بمثابة "الضربة القاضية لقطاع النفط في ليبيا".

وتابع ان قوات حكومة الوفاق "قد تتجه بعد سرت نحو الشرق، وتحديدا باتجاه الموانئ النفطية".

وعبر ممثل الامين العام للامم المتحدة في ليبيا مارتن كوبلر في تغريدة على موقع "تويتر" عن قلقه من الهجوم.

وقال انه "قلق جدا من التقارير حول اشتباكات في منطقة الهلال النفطي. هذا الامر سيؤدي الى مزيد من الانقسام والحد من تصدير النفط. النفط لليبيين جميعا".

واضاف "الخلاف يمكن ان يحل فقط عبر الحوار وليس القتال. أحض جميع الأطراف على الجلوس معاً. ليبيا موحدة بحاجة لجيش موحد".

وفي آب/أغسطس، أعلن حرس المنشآت النفطية في ليبيا اعادة افتتاح قريبة لميناءي السدرة وراس لانوف اللذين تبلغ طاقتهما التصديرية نحو 600 الف برميل في اليوم. الا ان قوات الحكومة غير المعترف بها التي تتخذ من مدينة البيضاء في الشرق مقرا هددت بقصف السفن التي قد تتجه الى الموانئ الليبية لتصدير النفط لصالح حكومة الوفاق.

وتسببت النزاعات السياسية والمسلحة في ليبيا، احدى أغنى الدول الإفريقية بالنفط (احتياطي من نحو 48 مليار برميل)، بتراجع معدلات الانتاج لتبلغ حاليا نحو مئتي ألف برميل يوميا بعدما كانت تبلغ نحو مليون ونصف مليون برميل بعيد انتفاضة 2011 ضد الزعيم السابق معمر القذافي.

وأغلقت موانىء التصدير في المنطقة النفطية في مراحل عدة منذ العام 2011، وكان آخرها في بداية العام الحالي اثر تعرضها لهجمات من تنظيم الدولة الاسلامية تمكن حرس المنشآت من صدها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق