تضارب الآراء بين الألمان بشأن اللاجئين.. «حزب البديل» يشكلون خطرًا على المواطنين.. طفل يساعد الوافدين وينتقد استقبال المسيحيين فقط.. وعالمة لغة: اللاجئين يحاولون تعلم اللغة الألمانية بأي طريقة

الثلاثاء، 13 سبتمبر 2016 11:47 ص
تضارب الآراء بين الألمان بشأن اللاجئين.. «حزب البديل» يشكلون خطرًا على المواطنين.. طفل يساعد الوافدين وينتقد استقبال المسيحيين فقط.. وعالمة لغة: اللاجئين يحاولون تعلم اللغة الألمانية بأي طريقة
سمر عبدالله

يستفيد مؤيدو حزب «البديل لألمانيا» من معارضة عدد متزايد من السكان لاستقبال المهاجرين؛ ليعززوا صفوفهم في مختلف أنحاء البلاد تقريبًا، لكن ملايين المتطوعين يقومون في المقابل بتعبئة متواصلة لمساعدة اللاجئين.

يتساءل غيورغ بازدرسكي، مرشح حزب البديل لألمانيا في برلين، «هل تعلمون كم يكلف اللاجئ المانيا كل شهر؟ قبل أن يضيف 3500 يورو وكلنا هنا ندفع الضرائب، هذه اموالنا.

ويعلو تصفيق حاد في صالة بلدية زيلندور، التي يعقد فيها تجمع حزب البديل لألمانيا، استعدادًا للانتخابات المحلية الأحد لتجديد برلمان برلين وبين الحضور عدد كبير من الأشخاص الذين أصيبوا بالخيبة من أداء برئاسة المستشارة الألمانية انجيلا ميركل على صعيد سياسة الهجرة.

يقول باستيان بيرينز، 42 عاما، مسؤول الإعلام في الاتحاد المسيحي الديموقراطي، إنه سيصوت لصالح اليمين الشعبوي الأحد متسائلًا «لماذا علينا ان نستقبل في برلين لاجئين يعيشون في أمان في اليونان أو إيطاليا أو تركيا؟».

وأضاف بيرينز أنه بين ملايين الوافدين هناك عدد كبير من اللاجئين الاقتصاديين وليس من لاجئي الحرب.

أما مايا بونيش، مدرسة في الـ45، كانت أيضا من مؤيدي الاتحاد المسيحي الديموقراطي، فرأت أن ترك الحدود مفتوحة والسماح للجميع بالدخول دون معرفة هوياتهم يشكل خطرا على بلادنا.

ويعرب كل من بيرينز وبونيش عن مخاوف إزاء القدرة على استيعاب مليون طالب لجوء وصلوا إلى ألمانيا في العام 2015، ويوردان لذلك مثال الجالية التركية المقيمة منذ عقود في البلاد والتي تشكل «مجتمعا موازيا» على حد تعبيرهم.

وهذا الموقف المتشائم منتشر لدى آخرين، فقد أظهر استطلاع لمعهد الينسباخ أن 21% فقط من الأشخاص الذين شملهم يعتبرون أن قدرات استيعاب اللاجئين «جيدة جدا» أو «جيدة».

ثقافة الاستقبال
تؤكد مؤسسة برتلزمان في دراسة نشرت الشهر الماضي أن الاعتداءات الجنسية ليلة رأس السنة في كولونيا والاعتداءات التي تبناها تنظيم الدولة الإسلامية في أواخر يوليو لم تحبط من عزيمة المتطوعين.

يقول فولفغانغ كاشوبا، مدير معهد الأبحاث حول الاندماج والهجرة في برلين، إن ثلاثة إلى أربعة ملايين شخص ينشطون في المانيا في اطار ما يعرف بـثقافة الاستقبال، من خلال التبرع بالأموال أو تقديم مساعدة عملية إلى اللاجئين.

حيث ساعد كونراد كوبر، 18 عامًا، طوال الأشهر الماضية في توزيع الطعام على لاجئين مقيمين في قاعة رياضية في حيه، وبعد نقل هؤلاء إلى مساكن دائمة، وجد كونراد ووالدته سبيلا آخر للمساهمة، وخصوصا من خلال مساعدة اللاجئين في اجراءات طلبات اللجوء المعقدة.

ويشدد كونراد «لا افهم كيف يمكن ان يقول احد ان علينا استقبال اللاجئين المسيحيين دون سواهم».

وأضاف «انا فخور بأن المانيا بلد يقدم مساعدات، معربا عن الحزن لتزايد نفوذ الشعبويين ويقول «المانيا التي احبها هي على مثال برلين، الناس فيها يتقبلون الاخر ويعملون معا».

أما صوفيا دورينغ، عالمة اللغة، البالغة من العمر32 عامًا، والتي تساعد لاجئين في اجراءاتهم، قالت إن السكان لا يدركون إلى أي حد الحياة صعبة داخل قاعة رياضية، و أن اللاجئين وخلافا للمعتقد السائد لا يتلقون اموالا كثيرة.

وتشدد دورينغ على أن الغالبية يريدون تعلم الألمانية بأي ثمن وبدأوا تعلمها بمفردهم مستعينين بالكتب لكنهم يريدون العمل وكسب رزقهم.

وإزاء هذا الانقسام المتزايد في وجهات النظر، يرى كاشوبا أن المجتمع الألماني منقسم بشدة حول مسالة مجتمع متنوع ومتحرك ومتعدد الثقافات.

ويختم بالقول «لدى الشعبويين، الأمر لا يتعلق برد فعل إزاء المهاجرين فقط، بل أيضا إزاء هذا القسم من المجتمع الذي يردد مع ميركل سننجح في تحقيق ذلك».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق