بعد تراجعها عن قرارها بشأن «الأقصى».. «اليونسكو» في موقف محرج
السبت، 15 أكتوبر 2016 11:36 ص
قال المحلل السياسي والكاتب الصحفي، ثابت العمور، إن الرجوع عن قرار منظمة اليونسكو بإعتبار القدس مكان إسلامي مقدس لا علاقة لليهود به، هو الوجه الحقيقي لهذه المنظمات وتغولها ودعمها القديم للمشروع الصهيوني.
وأشار العمور، إلى أن لا القدس ولا المسجد الأقصى يحتاج من «اليونسكو» شهادة تقر بأن هذه أماكن مقدسة، موضحا أن تلك المنظمة، جزء من الأمم المتحدة التي قامت بإصدار مئات من القرارات، تتعلق بحق الشعب الفلسطيني، والتي لم ينفذ منها أى قرار، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن.
وأضاف المحلل السياسي، لبوابة «صوت الأمة»، أن «هذه حلقة من مجموعة حلقات دولية يهودية تتآمر على القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن لا الأمم المتحدة ولا مجلس الأمن ولا اليونسكو؛ يهمها إنهاء الصراع أو إحقاق الحق أو الإعتراف بفلسطين، وحق أهلها بها».
وتابع: «الجميع يعلم أن لا مكان لليهود في فلسطين ولا مقدسات لهم، لكن البعض راهن على قرار اليونسكو وكأنه يحتاج لقرار دولي ليتعرف بحق المسلمين في القدس.. مثل تلك المنظمات وجدت للإنقضاض على حقوق الضعفاء».
وأنهى العمور، حديثه متسائلا: هل صدر قرار يدين اسرائيل أو واشنطن.. هل صدر قرار ينصف فلسطين دون حق النقض؟!.
وكانت بعض الصحف الإسرائيلية في مقدمتها «يديعوت إحرنوت» و «والا» قد نشرت أن إسرائيل تواصلت عبر سفيرها في «اليونسكو»، رافضة إقرارها مشروع قانون يعتبر المسجد الأقصى مكانا مقدسا خاصا بالمسلمين، هادفا للحفاظ على التراث الثقافي الفلسطيني، وطابعه المميز في القدس الشرقية، بحسب وكالة فرانس برس.
كما وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، انتقادات إلى «اليونسكو» بسبب عقدها جلسة تصويت أول أمس، الخميس، تتعلق بـ «فلسطين»، معتبرا أن الوكالة التابعة للأمم المتحدة فقدت شرعيتها.
وبعد ساعات من الضغوط الإسرائيلية على «اليونسكو»، نشرت المديرة العامة للمنظمة، إيرينا بوكوفا، بيانا خاصا أمس الجمعة، أوضح رفضها للقرار وبوادر التراجع عنه، مشيرة إلى الأدلة الموجودة في الكتب المقدسة، والتي تربط الديانات الثلاث بالمدينة، وقالت: «القدس مقدسة للديانات السماوية الثلاث - اليهودية، المسيحية والإسلام.. الإرث المميز للقدس لا يمكن تقسيمه، فكل ديانة تملك الحق بالإعتراف بتاريخها وعلاقتها في المدينة، وأى إخفاء أو طمس أو نفى التقاليد اليهودية، المسيحية والإسلامية المرتبطة بالمدينة، من شأنه تدمير وحدتها».
يذكر أن دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، هى من يدير شؤون المسجد الأقصى، وأن فلسطين والأردن -المتبنيتان للقرار- تؤكد أنه مسجد إسلامي للمسلمين وحدهم. ذلك الأمر الذي ترفضه إسرائيل ومحل جدل منذ فترة طويلة؛ فهى ترى أن «الأقصى» أقيم في المكان الذي أقيم فيه الهيكل اليهودي قبل هدمه، والهيكل حسب التسمية اليهودية، هو هيكل سليمان، أو معبد القدس، والمعروف باسم الهيكل الأول، الذي بناه النبي سليمان عليه السلام. الأمر الذي لم تنجح في إثباته حتى الآن الحفريات الواسعة التي قامت بها إسرائيل في المنطقة منذ الاحتلال الإسرائيلي عام 1967.