الاتحاد الأوروبي وكندا يوقعان اتفاقا تجاريا طال انتظاره

الإثنين، 31 أكتوبر 2016 07:03 ص
الاتحاد الأوروبي وكندا يوقعان اتفاقا تجاريا طال انتظاره
الاتحاد الأوروبي

وقع الاتحاد الأوروبي وكندا اتفاقا تجاريا هاما منهيا بذلك أزمة استمرت لأيام بعد أن رفضت منطقة بلجيكية صغيرة تأييد الاتفاق، وهو ما أصاب الاتحاد الأوروبي بحرج شديد.

ومع احتشاد محتجين خارج مقرات الاتحاد الأوروبي في بروكسل، وضع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، ورئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، ورئيس الوزراء السلوفاكي، روبرت فيكو، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي، حدا لإرجاء التعليق بتوقيع "اتفاق الاقتصاد والتجارة الشامل".

وقال ترودو للصحفيين بعد ذلك "الاتفاق هو نتاج مناقشات طويلة. مناقشات صريحة، لكن جرت باحترام، بين المشاركين الذين يتبادلون القيم المشتركة".

واحتاج الاتحاد الأوروبي إلى اجماع أعضائه ال28، وكانت بلجيكا بحاجة إلى دعم كل مناطقها للموافقة على الاتفاق الذي يعرف باسم "سيتا". وكان مقررا أن يوقع ترودو الاتفاق يوم الخميس، بيد أنه أجبر على إلغاء رحلته عندما لم تتمكن بلجيكا من التوقيع بسبب معارضة منطقة والونيا.

حطمت والونيا آمال اتمام الاتفاق بين أكثر من 500 مليون مواطن في الاتحاد الأوروبي و35 مليون كندي لأسابيع. وقال سياسيون هناك إن "سيتا" سيقوض العمل والبيئة ومعايير المستهلك وسيسمح للشركات متعددة الجنسيات بسحق الشركات المحلية.

وبعد جولات محادثات عديدة تواصلت حتى وقت متأخر الأسبوع الماضي، منحت بلجيكا تأييدها بشكل رسمي صباح السبت، حتى أن طائرة ترودو بدت وكأنها تتآمر لعرقلة مراسم توقيع الاتفاق، إذا انها عادت أدراجها إلى أوتاوا بسبب عطل فني.

لكن ترودو، الذي وصل إلى مقر الاتحاد الأوروبي متأخرا ساعتين، قال إنه رحب بالتحدي الذي شكلته والونيا.

وقال "حقيقة... طوال الوقت بوجه الناس أسئلة صعبة عن الاتفاق الذي سيكون له تأثير كبير على اقتصاداتنا، ويمنحنا الفرصة لإظهار أن ذلك التأثير سيكون إيجابيا، وأمرا جيدا".

واثنى يونكر على الاتفاق بأنه "الأفضل والأكثر تقدما الذي وقعناه في أي وقت مضى". وأضاف "أننا ممتنون لكندا لكونها كانت صبورة".

غير أن يونكر قال ملوحا بإصبعه "ينبغي أن تفكر بلجيكا مليا في اسلوب عملها عندما يتعلق الأمر بالعلاقات الدولية".

على الجانب الآخر من مقر الاتحاد الأوروبي، كانت هناك مجموعة تتألف من نحو 250 شخصا من المحتجين المناهضين للاتفاقية الاقتصادية والتجارية الشاملة (سيتا) محتشدين لسد المدخل الأمامي بينما وقفت عناصر شرطة مكافحة الشغب تراقب الموقف.

وألقى المحتجون طلاء احمر اللون على المبنى وتمكن عدد من المحتجين من دخول بهو المبنى بالفعل.

وقالت الناطقة باسم الشرطة إيلسه فان دي كيره إن الشرطة اقتادت ستة عشر شخصا بعيدا لكنها لم تفرق المحتجين.

يقول الاتحاد الأوروبي إن الاتفاقية ستلغي أكثر من تسعة وتسعين بالمائة من الرسوم الجمركية وستعزز التبادل التجاري مع كندا بما يعادل 12 مليار يورو سنويا، ما سيؤدي إلى نمو اقتصادي وخلق وظائف جديدة على جانبي الأطلسي.

الاتحاد شدد على أن الاتفاقية لن تمنع الحكومات من التحرك لحماية معاييرها البيئية والاجتماعية إذا ما رأت أنها بحاجة لذلك، رغم مخاوف في والونيا وأماكن اخرى من أن تصبح الكلمة العليا للشركات الكبرى.

وقال يونكر " إننا نرسي معايير دولية سيتعين أن تلتزم بها الاطراف الأخرى التي نتفاوض معها فيما يتعلق بالتجارة الحرة".

بدأ العمل على صياغة الاتفاقية عام 2009 وانتهى العمل على ذلك فعليا قبل عامين لكنها ظلت حبيسة الادراج في انتظار التصديق عليها.

وأثار تأجيل التصديق على الاتفاقية تساؤلات حول قدرة الاتحاد الأوروبي على إتمام اتفاقيات تجارية ضخمة.

خطة إبرام اتفاق مشابه مع الولايات المتحدة أطلق عليه اتفاقية شراكة التجارة والاستثمار عبر الأطلسي لم تحرز تقدما يذكر هذا العام ومن المستبعد إحراز المزيد من التقدم قبل إعلان رئيس جديد للولايات المتحدة الامريكية في يناير المقبل.

"مفوضة التجارة في الاتحاد الأوروبي سيسيليا مالمستروم قالت الأحد "لن يكون واقعيا أن نبرم اتفاق شراكة التجارة والاستثمار عبر الاطلسي الآن" مشيرة إلى حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

ولا شيء من ذلك يبشر بالخير بالنسبة لمحادثات التجارة التي سوف تحتاج بريطانيا لإجرائها مع شركائها السبعة والعشرين في الاتحاد الأوروبي بعد بمجرد أن تغادر التكتل.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق