انطلاق فعاليات مؤتمر "التنوع الديني بهدف احترام التعددية والتسامح" بالأردن

الثلاثاء، 01 نوفمبر 2016 04:33 م
انطلاق فعاليات مؤتمر "التنوع الديني بهدف احترام التعددية والتسامح" بالأردن
مؤتمر حوار التنوع الديني بعمّان

انطلقت بالعاصمة الأردنية عمان، اليوم الثلاثاء، أعمال مؤتمر "التنوع الديني: التعددية والتسامح والتماسك الاجتماعي في ضوء المواطنة المشتركة" الذي ينظمه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد).

ويناقش المؤتمر الذي يستمر ليومين بمشاركة أكثر من 100 مشارك من 25 دولة، الدور المحوري للقيادات والمؤسسات الدينية في تعزيز التعددية والتسامح والتماسك الاجتماعي ضمن نطاق برنامج عمل إقليمي يضع في الاعتبار أولويات وحاجات مجتمعات المنطقة العربية، ويسعى لفتح قنوات التواصل والتشارك بين فئات المجتمع من فئات المجتمع والتي يمكن تطويرها عبر آليات جديدة.

ويشارك الأزهر الشريف في أعمال المؤتمر ممثلا في الدكتور محمد عبدالفضيل منسق عام مرصد الأزهر وعضو مركز الحوار.

وقال وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردني الدكتور وائل عربيات - في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر - إن التعددية هي سنة الكون فلا يستطيع أحد من البشرية العيش بمفرده أو دون تعاون مع الغير فهو محتاج للانتفاع من علم وقوة وصلاحيات الآخرين، موضحًا أن التعددية والتعامل مع الآخرين يعطي الجمالية للكون ولكنه يحتاج للترتيب والتنسيق لإظهار هذا الجمال المهم للبشرية، مؤكدًا أن الحوار بين الجميع يمنع البشرية من الصدام الذي يعود على الجميع بالخسارة.

ولفت عربيات إلى أن الدولة المدنية موجودة منذ بداية الإسلام حيث كانت المدينة المنورة أساسا لها وأوجدت دستور المدينة الذي قبل الجميع واعتبرهم جزءا من الدولة دون النظر إلى دينه أو عرقه أو لونه.

من جانبها، قالت زينا علي أحمد، المدير القٌطري لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي في المملكة الأردنية الهاشمية ورئيس مكتب دعم المكاتب القٌطرية في المكتب الإقليمي للمنطقة العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي "نحن في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومن خلال عملنا في ثمانية عشر دولة عربية، نُدرك وبالممارسة بأنّنا نظلم تاريخنا وإرثنا إن لم نعمل على نبذ السرديات المتطرفة التي تُختصر بها منطقتنا".

وأضافت: "غير أن هذا الإرث لا يجب أن يعمينا عن التحديات العديدة التي نواجهها اليوم والتي ليس بالإمكان معالجتها والتصدّي لها من دون فهم معمّق للمسببات والمشاكل الى أوصلتنا إلى الدرك الذي نشهده اليوم في العديد من بلداننا.. وإدراكًا منّا بأهمية دور القادة الدينيين والمنظمات الدينية، نعمل مع العديد من الشركاء في مكاتبنا، ومنهم (كايسيد)، على إعادة إحياء وتفعيل حوارات التنوع الديني من خلال جهد جماعي يهدف إلى تطبيق أهداف التنمية المستدامة وإلى تحقيق التنمية والسلام والاستقرار.

وبدوره، قال الدكتور محمد أبو نمر، كبير مستشاري مركز الحوار العالمي "كايسيد"، إن المركز يعمل من خلال الشراكات المحلية والدولية للحفاظ على التنوع الديني والثقافي في ضوء المواطنة المشتركة بتوفير منصات قد تساعد في إحداث تغيير إيجابي لدعم وتعميق مفهوم المواطنة المشتركة وترسيخ التعايش السلمي وقيم الحوار والتفاهم والتعاون بين أتباع الأديان والثقافات المتنوعة.

وأوضح أن المركز يدعم الأمم المتحدة للوصول إلى غايتها السامية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال مشاريعه مع منظمات الأمم المتحدة المختلفة مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي واليونسكو ومكتب الأمم المتحدة ضد الإبادة الجماعية.. مؤكدا أن المركز بصفه منظمة حوارية، يؤمن بمساهمة القيادات الدينية لإيجاد حلول مستدامة للسلام والتعايش السلمي، لذلك ندعو لاتباع نهج شامل لمواجهة التحديات المعاصرة من خلال مشاركة القيادات والمؤسسات الدينية إلى جانب صانعي القرار وكافة مكونات المجتمع.

وتحدث في الجلسة الافتتاحية سفير اليابان في الأردن السفير سوئيتشي ساكوراي، والذي أكد أن اليابان ساهمت في تعزيز التنوع الثقافي والحوار في العالم وخاصة في المنطقة العربية، مشيرا إلى أن دعم اليابان في حوار الأديان وفي العلميات ضد الإرهاب.

وتأتي أهمية المؤتمر لاسيما وان المنطقة العربية تشهد في الآونة الأخيرة تصاعد وتيرة التطرّف من أجل غايات سياسية وانتهازية ضيقة وتدميرية على حساب الوجه التعددي للخطاب الديني وعلى حساب قيم وأسس التسامح والتعددية والتماسك الاجتماعي، وفي وقت باتت فيه إمكانات الشباب في المنطقة العربية معرضةً لخطر الاستغلال والتوظيف على يد منظمات متطرفة، بحيث لم يعد العمل على مختلف المستويات لمواجهة جذور التطرف خيارا بل أصبح ضرورة ملحة.

جدير بالذكر أن مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات هو منظمة حكومية دولية تسعى لبناء السلام في مناطق النزاعات وذلك من خلال تعزيز ثقافة احترام الآخر.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق