«‏واشنطن بوست» تتهم روسيا بالعبث بأمن «البلطيق»

الإثنين، 07 نوفمبر 2016 01:24 م
«‏واشنطن بوست» تتهم روسيا بالعبث بأمن «البلطيق»

رصدت صحيفة «واشنطن بوست» ‏الأمريكية الصادرة اليوم الإثنين التحذيرات المستمرة التي لم تتوقف منذ ‏ساعات بأن الطائرات الروسية تواصل انتهاكاتها للمجال الجوي الخاص ‏بدول حلف شمال الأطلسي «الناتو»، وبالتحديد دول البلطيق «استونيا ولاتفيا ولتوانيا».

وذكرت ‏أن الطائرات المقاتلة لحلف الناتو المتواجدة في قاعدة اماري الجوية ‏بدولة استونيا ظلت طوال ليلة ليست بالبعيدة تراقب عن كثب تحركات ‏الكرملين في هذا الشأن، وقالت في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني إن 13 ‏طائرة مقاتلة روسية على الأقل اخترقت أجواء دول الناتو، فيما أبقت ‏طائرات الحلف على دورياتها الجوية من أجل لقاء الطائرات ‏الروسية إلى أن أعلنت كلا من فنلندا واستونيا بحلول نهاية هذه الليلة أن ‏مجالهما الجوي تم انتهاكه من جانب روسيا، وشهدت ‏بحار دول الناتو تحرك منظومة صواريخ قوية قادرة على حمل رؤوس نووية ‏في طريقها لقاعدة بحرية روسية في إقليم كاليننجراد.‏

وأضافت الصحيفة إنه بالتزامن مع اقتراب إجراء الانتخابات الرئاسية ‏الأمريكية يبدو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن يدفع صراعه مع ‏الغرب إلى آفاق جديدة، فضلا عن أنه قرر تعليق العمل باتفاقية التخلص ‏من البلوتونيوم الموقعة مع ‏الولايات المتحدة.

كما نشرت روسيا قبل أسبوعين بطاريات صواريخ ‏كروز جديدة في كاليننجراد ما يعزز قوة هذه المنطقة التي تعج بالفعل ‏بالأسلحة.

وتابع التقرير إن العديد من الساسة ‏في أوروبا يقولون إن بوتين ربما يستغل فرصة انشغال البيت الأبيض بتغيير ‏إدارته ليظهر نفسه قائدا للعالم بأقصى حد ممكن قبل تولي الرئيس ‏الأمريكي الجديد مهام منصبه في 20 يناير المقبل.‏

ونسبت الصحيفة إلى مسئولين عسكريين قولهم «إنه بينما تستعد ‏الولايات المتحدة للتصويت، يستعد الكرملين من جانبه، ولكن بطريقه ‏مختلفة، مدركا جيدا أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد لا يتماشى مع ‏التصعيد الروسي حتى فترة وجيزة قبل أن يسلم السلطة لخليفه، وإن ‏التصرفات الأخيرة لروسيا في سوريا تؤكد أيضا أن موسكو ترغب في ‏تحقيق مكاسب حربية بأقصى سرعة، كما أن مسئولي دول البلطيق ‏لاحظوا زيادة كبيرة في الهجمات الإلكترونية».‏

وأشارت الصحيفة إلى أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية أعلنت أن قراصنة ‏إلكترونيين تديرهم الدولة الروسية يقفون وراء تسريبات البريد ‏الإلكتروني الخاص بأعضاء الحزب الديمقراطي، والتي شككت في ‏شرعية الانتخابات، إلى جانب التحذيرات المتكررة التي أصدرها إعلامي ‏روسي بارز عبر التلفزيون الرسمي بأن بلاده قادرة على تحويل الولايات ‏المتحدة لرماد مشع.‏

‏ وذكرت الصحيفة أن الرئيس الروسي بوتين أقر ‏بأنه لا ينظر إلى إدارة الرئيس أوباما وأنه يهتم بالرئيس القادم للبيت ‏الأبيض، وإن هناك العديد من القضايا يصعب مناقشتها مع ‏الإدارة الحالية؛ لأنه لم يتم الإيفاء عمليا بأي التزامات أو احترام أي ‏اتفاقيات، بما في ذلك الخاصة بسوريا، لذا فنحن مستعدون، على أي ‏حال، للتحدث مع الرئيس الجديد والبحث معه عن حلول لأصعب القضايا ‏الدولية".

ونقلت الصحيفة عن مسئولين عسكريين قولهم" إن ‏الطلعات الجوية الروسية فوق دول البلطيق تعد مزعجة للغاية أكثر منها ‏تهديدية، فالطائرات الروسية لا تبدو على استعداد لمهاجمة دول ‏الناتو، ولكن تصرفاتهم تزيد من مخاطر إمكانية وقوع حوادث اصطدام في ‏الجو، والتي بدورها قد تزيد من حدة التوترات الراهنة بين روسيا، ‏والغرب".‏

وأضافت: «من المنتظر أن يعرب الناتو عن مخاوفه حيال الوضع في دول ‏البلطيق أمام روسيا في الاجتماع المقرر عقده قريبا لمجلس روسيا - الناتو ‏‏وفقا لتصريحات ديلان وايت المتحدث باسم الحلف، وهو المجلس الذي ‏تعلقت فعالياته عدة مرات منذ اندلاع أزمة القرم في العام 2014.‏

‏ ونسبت «واشنطن بوست» إلى قادة من استونيا قولهم إنه رغم ‏شدة الاهتمام بمحاولات روسيا لتخريب العمليات السياسية في الدول ‏الأخرى من خلال طرق جديدة مثل القرصنة الإلكترونية والتأثير على ‏الإعلام، إلا أن التهديد العسكري التقليدي لا يزال الأكثر خطورة.‏

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق