بعد عام من اعتداءات نوفمبر.. فرنسا تواصل مكافحة التطرف
الجمعة، 11 نوفمبر 2016 09:28 ص
بعد عام من اعتداءات 13 نوفمبر الإرهابية التي هزت فرنسا وخلفت مئات القتلى والجرحى، لازالت فرنسا تحشد إمكانات واسعة لمكافحة التطرف الذي يستهدف شبابها ولثني الأشخاص الراديكاليين عن العنف الا أن جهودها في هذا الشأن لم تحقق بعد النتائج المأمولة.
وأطلقت فرنسا في عام 2014، حملة لمكافحة التطرّف العنيف، أهميتها القصوى للقضاء على تلك الآفة بعد الهجمات غير المسبوقة التي خلفت 238 قتيلا ومئات الجرحى في البلاد في عامي 2015 و2016 وارتكبت باسم الدين.
وقال وزير العدل، جون جاك أورفواس،« لا اعتقد أنه يمكن اختراع لقاح ضد الاغراء الجهادي، بالرغم من تخصيص الحكومة 100 مليون يورو على ثلاث سنوات لمكافحة التطرّف الا أنها تدرك أن النتائج قد تتحقق قي نطاق محدد، وكانت من أبرز التدابير التي اتخذتها السلطات الفرنسية اطلاق موقع إلكتروني للتصدي للدعاية الارهابية على الانترنت الذي يعد القناة المفضلة للجماعات المتطرفة لتجنيد الشباب الفرنسيين.
وفي سياق متصل، دعت باريس شركات الانترنت الكبرى إلى مضاعفة جهودها لمحاربة التطرف الديني، والأفكار المتشددة عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ بالتنسيق مع السلطات الأمنية الفرنسية لكي يتم نزع اي محتوى«جهادي» ووضع حد للرسائل والفيديوهات التي تنشرها الجماعات المتطرفة التي تحاول استقدام شبان فرنسيين إلى مناطق النزاع في سوريا أو في العراق، الأمر الذي دفع الشبكات المتطرفة إلى التواصل مع عناصرها عبر رسائل مشفرة على تطبيق تلجرام، والتي يصعب تتبعها من قبل الأجهزة الأمنية.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد أطلقت فرنسا في أبريل 2014، خط ساخن تحت شعار«اوقفوا التطرّف الجهادي» في خدمة الأسر الفرنسية عند معرفتها أن أحد أفرادها ينوي التوجّه إلى سوريا أو ظهرت عليه علامات التطرّف مثل«ارتداء النقاب بالنسبة للفتيات».
ويرى متخصصون في الأنثروبولوجيا ضرورة أخذ العديد من المقاربات بعين الاعتبار لتحليل أسباب التطرّف والمتمثّلة في معرفة عما إذا كان الاسلام يتخذ كسبب أو مبرر للتطرّف، وهل يجب التركيز على هدم الخطاب«الجهادي» أو على الحالة النفسية أو البيئة الاجتماعية المحيطة للأشخاص الذي يقعون فريسة لهذه الظاهرة.
وأكد المتخصصون أن التطرّف نابع من الطائفية ويتم مواجهته بأساليب متعددة ومنها اللجوء الى أطباء نفسييين أو أخصائيين اجتماعيين أو متخصصين في الشؤون الدينية، مع امكانية دمج في بعض الأحيان، كل تلك آلاليات لزيادة فاعلية برامج إعادة التأهيل على غرار ما يفعله مركز الوقاية من التطرّف في مدينة بوردو «جنوب غرب).
وأضاف المتخصصون في العلوم الانسانية أن هناك بعض الحالات التي استغرقت وقتا طويلا واخرى لم تخضع بعض للتقييم ويقول بعضهم:" لا أحد يعرف بالضبط ما يجب فعله، وربما يكمن الحل في دمج الأفكار.
وفي ظل وجود 1400 شخص متطرف في السجون الفرنسية، فقد قررت الحكومة الفرنسية بعد اعتداءات يناير 2015، تجريب فكرة عزل النزلاء المتطرفين في اجنحة منفصلة للحيلولة دون انتشار أفكارهم إلى السجناء الآخرين، إلا أن واقعة الاعتداء على إثنين من حراس السجون من قبل سجين متطرف في سبتمبر الماضي أظهر فشل هذه الاستراتيجية التي كانت محل الكثير من الانتقادات "لانه لم يكن من الصعب التنبؤ بأن جمع هؤلاء الاشخاص في مكان واحد كان سيفضي إلى نتيجة عكسية أي مزيد من التطرّف.