رحل «زرزور».. وبقيت «طعطعته وبرعشته وحنكشته» (صور)
الأحد، 13 نوفمبر 2016 12:14 م
شارع إضاءته خافتة.. منازله قديمة ومتهالكة.. أسفلها ورش لتصليح السيارات.. وفي منتصف الشارع شجرة عالية أمامها منزل ذو طابع قديم.. مكون من ثلاث طوابق.. أبوابه كبيرة.. أسقفه عالية.. سلالمه من الرخام الأبيض.. جدرانه متهالكة.. ومدخله يحمل طابع الأسر متوسطة الحال في فترة السبعينات.
منزل متواضع.. التف حوله منازل تحمل نفس الطابع، تنشر دفء الماضى بالمكان، وبالقرب منه تجد ورشة صغيرة لصيانة السيارات يجلس أمامها الحاج علي حسن علي، بابتسامة تتغير ملامحها على أنغام الست أم كلثوم، ويرصد المارة بالطريق.. أنه شارع المعاون، بمنطقة الورديان، بالإسكندرية.. ومنزل الراحل «مزجنجي السينما المصرية».
«المعاون».. شارع سرق من حياة محمود عبد العزيز، سنوات من.. لعب الكرة.. والمزاح.. ومعاكسات بنات الجيران.. وشغب الطفولة -أيام الشقاوة- هكذا بدأ الحاج علي حسن علي، صديق «الساحر» حديثه، مشيرًا إلى أن المنزل لا تقطنه أسرة الفنان الراحل منذ فترة طويلة، قائلًا: «لكن محمود كان يتردد عليه أيام الأعياد والمناسبات والعزاء.. وكان دائمًا ما يحب أن يداعب أصدقائه وجيرانه من أهالي المنطقة أثناء تواجده».
«بلكونتنا في وش بلكونته.. كنت بلعب معاه وأنا صغير.. أكلنا وشربنا ومشينا مع بعض.. كان يحب دائم الدعابة.. شريط من الذكريات التي جمعتني به يمر أمام عيني الآن.. إنا لله وإنا إليه راجعون» هكذا أكمل «علي»، مضيفًا: «محمود بن حلال ومن أسرة طيبة وكان وطني مخلص من المقام الأول وكان دائما ما يحب الهزار والضحك ومش بيزعل حد منه أبدًا».
«كان إبن المنطقة بجد.. وكان بيحب كل الناس.. وكان يساهم في الأعمال الخيرية» هكذا قال محمد متولي، أحد سكان المنطقة، مضيفًا: «نعزي أنفسنا في وفاة الفنان الراحل.. فلقد كان محبًا لعمل الخير وكان حريصًا كل الحرص على عدم معرفة أحد بما يقوم به من أعمال خيرية.. وكان رافع رأسنا دائمًا بأعماله لفنية الرائعة الذي كان يقدمها».