من يقف وراء هجمات باريس «داعش أم القاعدة»؟
الإثنين، 16 نوفمبر 2015 12:17 م
اعتبرت قناة سكي تي جي 24 الإيطالية، بعد سماع الجملة التي كان الإرهابي يقولها وهو يقتل المدنيين بشوارع باريس، أن ذلك يعد إعلانًا لتبني "داعش" مسؤوليته عن أحداث باريس، لكن حتى الآن وحتى صدور تبني رسمي من التنظيم، تبقى أصابع الاتهام تشير إلى داعش أو القاعدة، أو إلى الذئاب المنفردة.
قال عثمان تازغرت، الصحفي الفرنسي والباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية، إن هناك بصمة في الهجمات التي استهدفت باريس تشير إلى تنظيم "القاعدة" التاريخي، وليست تلك الفقاعة
المسماه بـ"داعش"، حسب وصفه.
أوضح تازغرت، لـ"مونت كارلو"، أنه يُرجّح نظرية "الذئاب المنفردة" في اعتداءات باريس، مضيفًا: "خلقت القاعدة نوعًا من استراتيجية المواربة، بترك الجماعات الصغير تكثر وتنمو كستار
دخان لعملياتها الكبرى".
أشار الباحث إلى أن المؤشرات تؤكد أن عملية باريس يجرى الإعداد لها منذ سنيتن أو ثلاث، فهي تحتاج إلى كثير من التدريب، متابعًا: "كل هذا يؤكد أن من قام بالعملية تنظيم القاعدة، وذراعه الموجودة في اليمن.. من نفذوا العملية فرنسيون لأنهم على دراية كبيرة بالأماكن، ولسنا أمام جيل عفوي من الإرهاب، وعلينا أن نفرق بين الرؤوس والعضلات، وهي نظرية أيمن الظواهري، بوجود رؤوس تخطط من الخارج، وسواعد تنفذ من البيئة نفسها".
داعش وفرنسا
في 4 فبراير هذا العام، وجّه تنظيم داعش تهديدات جديدة لفرنسا، زاعمًا بأن لديه الآلاف من الأنصار داخل الأراضي الفرنسية، مستعدين لشن هجمات، حسبما ذكر التلفزيون الفرنسي، وجاء ذلك في رسالة باللغة الفرنسية وجهها جهادي محاط بـ 6 رجال ملثمين يرتدون زيًا عسكريًا عبر شريط فيديو، داعيًا أتباع التنظيم في فرنسا إلى مهاجمة أفراد الشرطة والجيش، مستخدمين أسلحة حادة للاستيلاء على
المسدسات والبنادق التي بحوزتهم، كما حث مسلمي فرنسا على مغادرة الأراضي الفرنسية في أقرب وقت، والتوجّه إلى الأراضي الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش في العراق وسوريا، كما طالب الرئيس الفرنسى بالإفراج عن الإسلاميين المسجونين، وإعطائهم جوازات سفر حتى يتسنى لهم الانضمام إلى التنظيم ثم في 23 يوليو، بث "داعش"، فيديو لأحد عناصره الفرنسيين، وهو يتوعد فرنسا بإرسال "الذباحين" إلى عاصمتها "باريس"، لتنفيذ عمليات إرهابية، وملء شوارع باريس بالجثث، مؤكدًا أن الذئاب المنفردة، لن تترك مساحة في باريس إلّا وتنفذ فيها عملياتها، ضد الفرنسيين وقوات الأمن، التي تشارك في التحالف
الدولي المحارب للتنظيم.
القاعدة وفرنسا
أمّا تنظيم القاعدة، فقد وجّه أحد أذرعه "تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في 5 أغسطس، رسالتي تهديد إلى أمريكا ودول، وصفها بـ"الكافرة، داعيًا التنظيم، إلى شن المزيد من هجمات "الذئاب المنفردة" ضدها، بحسب ما ذكرت شبكة CNN، اليوم الأربعاء.
ودعا قيادي التنظيم، يدعى خالد باطرفي، في مقطع الفيديو، إلى تنفيذ هجمات من نوعية عمليات "الذئب المنفرد" التي ينفذها جهاديون من داخل البلاد ضد الولايات المتحدة وفرنسا و"دول الكفر الأخرى"، وفق ما نقله موقع "سايت".
وفي 13 سبتمبر، دعا زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من دول الغرب، إلى انتهاج أسلوب "الذئاب المنفردة"، في شن هجمات داخل الدول التي يعيشون بها.
دعوة الظواهري جاءت ضمن كلمة مسجلة بعنوان "الحلقة الثانية من الربيع الإسلامي"، قال فيه: "أدعو كل مسلم يستطيع أن يستهدف دول التحالف الصليبي أن لا يتردد في ذلك.. أرى أننا يجب أن نركز الآن على نقل الحرب لعقر دار مدن ومرافق الغرب.. وعلى رأسه أمريكا".
يشار إلى أن الرئاسة الفرنسية أعلنت الخميس 5 نوفمبر، أنها ستقوم بنشر حاملة الطائرات "شارل ديجول" للمشاركة في العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش.