جولة «أوباما» الأوروبية.. رسالة طمأنة أم اعتذار؟ (تقرير)

الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016 12:26 م
جولة «أوباما» الأوروبية.. رسالة طمأنة أم اعتذار؟ (تقرير)
بيشوي رمزي

الرئيس الأمريكي باراك أوباما يقوم بجولته الأوروبية الوداعية، قبل أسابيع قليلة من ترك البيت الأبيض، لخليفته دونالد ترامب، بينما تبقى حالة من الضبابية طاغية على شكل العلاقات الأمريكية الأوروبية في المرحلة المقبلة في ظل قلق أوروبي عميق من جراء التصريحات المتواترة التي سبق وأن أدلى بها الرئيس الجديد للولايات المتحدة حول العديد من القضايا التي تعد محورية بالنسبة للأنظمة الأوروبية الحاكمة، وعلى رأسها حرية التجارة، ومستقبل حلف الناتو، بالإضافة إلى الموقف من التهديدات الروسية.

لم تتوقف المخاوف الأوروبية من جراء صعود ترامب إلى البيت الأبيض على مدى تأثيره على العلاقات الأمريكية الأوروبية، ولكنها تمتد إلى تداعيات نجاح المرشح الجمهوري المثير للجدل على الداخل في العديد من الدول الأوروبية، حيث أن الرجل ربما يمثل إلهامًا لتيارات اليمين المتطرف، التي تبقى على أهبة الاستعداد لدخول الانتخابات في عدد من البلدان الرئيسية في أوروبا، وأهمها فرنسا وألمانيا، والتي سوف تشهد انتخابات مهمة في العام القادم.

شبح ترامب

وهنا يبقى التساؤل حول الهدف من الزيارة، والتي سوف تبدأ اليوم من العاصمة اليونانية أثينا، خاصة وأنها تأتي في توقيت حساس للغاية فيما يتعلق بالعلاقات التي تجمع أمريكا بحلفائها الأوروبيين، في ظل توقعات تدور حول أن مخاوف أوروبا سوف تتصدر محادثات الرئيس أوباما، مع زعماء القارة.

يقول المندوب الأمريكي السابق لدى حلف شمال الأطلسي «ناتو» كورت فولكر، «بالطبع مازال الأوروبيين يتساءلون كيف صعد ترامب إلى البيت الأبيض؟ حيث أن القلق مازال مهيمنًا على زعماء أوروبا من جراء نجاح المرشح الجمهوري الذي تبنى برنامجًا متعارضًا مع توجهاتهم إلى حد كبير».

وأضاف أن «النقاط التي تبناها ترامب في برنامجه الانتخابي، كالإرهاب واللاجئين وحرية التجارة، كانت سببًا رئيسيًا في انتخابه، وهي نفس القضايا التي يشعر المواطن الأوروبي بالقلق من جراءها. ومن هنا يصبح الموضوع الرئيسي في أجندة أوباما الأوروبية هو الكيفية التي يمكن بها مجابهة صعود التيار الشعبوي المناوئ للمؤسسات».

رسالة أوباما الأخيرة

ربما يكون الهدف من الزيارة التي سوف يقوم بها الرئيس الأمريكي هو طمأنة مخاوف الأوروبيين من جراء صعود ترامب، في ظل الاعتماد الأوروبي الكبير على القيادة الأمريكية سواء على المستوى العسكري من خلال الدور الأمريكي في حلف الناتو، أو على المستوى السياسي في ظل المواقف الموحدة التي تتبناها القوى الغربية حيال العديد من القضايا الدولية والإقليمية، وعلى رأسها التهديد القادم من روسيا.

يقول نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي بين رودس أن الانتخابات الأمريكية الأخيرة سوق تهيمن على أجواء الزيارة الخارجية التي يجريها أوباما قبل خروجه من البيت الأبيض في يناير المقبل، موضحًا أن رسالة أوباما الأخيرة تتمثل في طمأنة الشركاء الأوروبيين للنوايا الأمريكية في المرحلة المقبلة.

وأضاف المسئول الأمريكي، في تصريحات صحفية أبرزتها صحيفة «التايمز» البريطانية، أن التزام الولايات المتحدة بتعهداتها التي قطعتها على نفسها في مختلف المعاهدات يبقى بمثابة أولوية قصوى، وهو الأمر الذي شوهد في أكثر التغييرات الدراماتيكية في تاريخ الإدارة الأمريكية.

مهمة لا يحسد عليها

إلا أنه على الجانب الأخر، فهناك من يرى أن الزيارة لن تقدم جديدًا، فهي لا تمثل أكثر من اعتذار من جانب الرئيس المنتهية ولايته لشركائه في أوروبا بسبب التداعيات الكبيرة المترتبة على فوز المرشح الجمهوري بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، والتي سوف تؤثر بصورة كبيرة على العلاقات الأمريكية الأوروبية في المرحلة المقبلة.

يقول هيثر كونلي، الخبير بمركز واشنطن للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن لا يوجد شيء يمكن للرئيس الأمريكي تقديمه، موضحًا أن الزيارة كان مخططًا لها أن تتم عندما كانت تصب كافة التوقعات والاستطلاعات في صالح المرشحة الديمقراطية في الانتخابات الأخيرة هيلاري كلينتون، حيث كان الهدف منها هو التأكيد على استمرار السياسات الأمريكية تجاه أوروبا على حالها.

وأضاف «مهمة الرئيس الأمريكي لا يحسد عليها، حيث لم يعد أمام أية خيارات سوى أن يشرح لنظرائه الأوروبيين كيف يمكنهم التعامل مع تلك التداعيات الكارثية لوصول ترامب إلى البيت الأبيض».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة