هكذا أطاحت «سو تشي» بآمال «الروهينجا» في ميانمار
الجمعة، 18 نوفمبر 2016 09:13 ص
"أراكان" أو "راخين"، كما يلفظها العرب، تلك البلد الواقع غربي ميانمار، والذي حاز على شهرته إعلاميًا من خلال أعمال عنف واضطهاد واسعه ضد المسلمين "الروهينجا" به، من الذين لا تعترف بهم حكوماتهم المتعاقبة، وفق تقرير لـ "سي ان ان" الأمريكية"
وقبل عام، أجريت أول انتخابات تعددية حزبية في ميانمار، أدت إلى تراجع الحزب الحاكم منذ ربع قرن، وصعود المعارضة وزعيمتها الشهيرة أون سان سو تشي، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام من أجل دعمها للنضال اللاعنفوي.
وعلى الرغم من حرمان المسلمين من حقوقهم في التمثيل السياسي في تلك الانتخابات، إلا أن آمالًا وطموحات واسعة رسمها هؤلاء بصعود "أيقونة" الديمقراطية التي طالما دافعت عن الحقوق والحريات. وجاءت الصدمة الأولى للمسلمين هناك خلال الانتخابات التي التزمت فيها "سو تشي" الصمت تجاه منع المسلمين من المشاركة في الانتخابات، ولكن أرجعت الأغلبية ذلك بأنها مجرد وسيلة نحو الصعود والفوز بالانتخابات، مراعاة منها للقوميين البوذيين.
وفي أعقاب فوز حزبها المعارض "الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية"، كانت الصدمة الثانية، عندما استضافتها مذيعة التلفزيون البريطاني (بي بي سي) المسلمة، مشعل حسين، ووجهت إليها سؤالًا حول العنف ضد مسلمي "الروهينجا" في البلد ذات الأغلبية البوذية، ونقلت صحيفة الإندبندنت البريطانية ما حدث في الكواليس، من غضب "سوتشي" والتي قالت أنها "لم تكن تعلم أن مسلمة ستحاورها.
ووفق تقرير للصحيفة البريطانية، فإنه ليس هناك تصريحات واضحة لـ "سو تشي" حول المسلمين الروهينجا، الذين يعانون نقصًا فادحًا في خدمات الرعاية الصحية والتعليم خاضعين في ذلك لسياسات حكوماتهم، لكنها أعربت عن أسفها مرارًا عما تتعرض له تلك الفئة رافضة في الوقت نفسه اتهامات المنظمات الحقوقية على رأسها هيومان رايتس ووتش للبوذيين باضطهاد المسلمين.
تصريحات زعيمة المعارضة بميانمار، وفق الصحيفة، كانت سببًا في هجوم الغرب الذين صدموا كونها لا تدين حتى ما تراه، فكل من كان على دراية بشهرتها السابقة، يدرك أنها تنتظر فقط الوقت المناسب لوضع نهاية حاسمة وفورية لتلك الأزمة.
وفي محاولة "فاشلة"، عقد في سبتمبر الماضي، أول اجتماع للجنة مكلفة بإحلال السلام في هذه الولاية، برعاية "سو تشي"، وكوفي عنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، متعهدين ببذل كافة المساعي لحل مشكلات المسلمين هناك.
ووفق صحيفة "فرونتير ميانمار"، فإن "عنان" أعرب عن قلقه تجاه أعمال العنف الأخيرة، داعيًا إلى إنهاء هذا النزيف في الوقت الذي توجه فيه 7 أفراد من اللجنة إلى الإقليم لإجراء محادثات مع مسؤولين محليين.
ووسط إدانات عربية ودولية، يحاول المئات من مسلمي "الروهينجا" في ميانمار الفرار عبر الحدود إلى بنجلاديش هربًا من اضطهادهم هناك، حيث لقي حوالي 130 شخصًا مصرعهم خلال حوالي شهر منذ بدء حملة أمنية في ولاية راخين فضلًا عن إحراق مئات المنازل وتسويتها بالأرض، بحسب ما أعلنت عنه منظمة هيومان رايتس ووتش الحقوقية. فيما زعمت الحكومة أن تلك النيران أشعلتها جماعات محلية مسلحة، وذلك وفقًا لما ذكرته شبكة سي إن إن الأمريكية.