مستقبل مظلم في انتظار لاجئي سوريا بعد تفجيرات باريس
الثلاثاء، 17 نوفمبر 2015 06:33 م
"قوة تدميرية مماثلة لتسونامي نووي".. هكذا وصف الصحفي الألماني يورجن تودنهوفر تنظيم الدولة الإسلامية داعش في مقابلة اجراها مع "السي ان ان بالعربية" بعدما كان قد رافق في سوريا والعراق عناصر من التنظيم الإرهابي الذي لم يكتفي بإغراق الأراضي السورية في تسونامي من الخراب والدمار دفع بأهلها لفرار منها وإنما سعي لحرمان اللاجئين السوريين حتي من حقهم في
الحياة خارجها عبر عملياته الإرهابية في الدول الأوروبية وكان اخرها التفجيرات التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس في الثالث عشر من نوفمبر الجاري مما جعل الكثير من هذا الدول تتراجع عن مواقفها التي كانت مرحبة سابقا بإستقبال اللاجئين.
فقد تعالت الأصوات المناهضة لوجود اللاجئين السوريين في العديد من الدول، ففي الولايات المتحدة الأمريكية احتل الموقف الأمريكي من اللاجئين عقب الحادثة الإرهابية مساحة واسعة من تصريحات المرشحين المحتملين للرئاسة حيث وعد المرشح الجمهوري دونالد ترامب في تصريحاته لوكالة "روتيرز" بترحيل كل مهاجر غير شرعي من البلاد فضلا عن التفكير في إغلاق المساجد لمنع مسلمي الولايات المتحدة من إعتناق أفكار متطرفة.
وفي نفس السياق كان المرشح الجمهوري المحتمل جيب بوش قد أعلن في مقابلة مع محطة "إن بي سي" ضرورة إبقاء أغلبية اللاجئين في مناطق آمنة بسوريا لكن في الوقت نفسه تبقي هناك حاجة ملحة لمساعدة المسيحيين السوريين علي الخروج من سوريا.
وعلي الرغم من موقف مرشحين الحزب الجمهوري وقيام نحو خمس عشر ولاية أمريكية بالإعلان عن رفضها لتنفيذ خطة الإدارة الأمريكية الرامية للإستقبال نحو عشرة آلاف لاجئ سوريا خلال العام المالي القادم كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الوقت نفسه قد صرح في ختام قمة مجموعة العشرين في مدينة أنطاليا التركية بأن " الذين يهربون من سوريا هم أكثر المتضررين من الإرهاب، أنهم الأكثر ضعفا.
وأضاف أوباما "من الضروري جدًا ألا نغلق قلوبنا لضحايا عنف كهذا أو أن نمزج بين أزمة اللاجئين وأزمة الإرهاب "، وفيما يخص الدعوات بإستقبال اللاجئين المسحيين فقط فقد اعتبرها الرئيس الأمريكي "أمر مخجل" يتنافي مع كل القيم الأمريكية حسبما ذكرت وكالة "فرانس براس".
وإلي جانب الولايات المتحدة شهدت كندا بروز أصوات تطالب بإلغاء خطة رئيس الوزراء الكندي
جاستن ترودو الهادفة للإستقبال نحو 25 ألف لاجئ سوري بنهاية العام الحالي نتيجة للمخاوف الأمنية وعلي رأسها وزيرة الهجرة في إقليم كيبيك ذي الأغلبية التي تتحدث الفرنسية كاتلين ويل
والتي أعلنت أنها " لا تعتقد أن هدف ترودو واقعي "،وكان براد وول رئيس وزراء اقليم ساسكاتشوان وفقا لوكالة "روتيرز" قد حث ترودو علي إعادة تقيم الأهداف من خطته في ضوء الهجمات التي شهدتها باريس خاصة مع إمكانية تسلسل عناصر داعش ضمن أفواج اللاجئين.
وأوضح أحمد البان الكاتب والباحث في الحركات الإسلامية لصوت الأمة " أن تفجيرات باريس ستنعكس بلا شك بشكل سلبي علي مواقف الدول الأوروبية التي كانت داعمة للاجئين السوريين خاصة المانيا والتي كانت تطمح إلي استخدام اللاجئين كأيدي عاملة لتعويض النقص لديها مما
مما يجعلنا أمام كارثة انسانية حقيقية تسبب فيها مع الأسف بعض العرب والمسلمون الذي انخرطوا
في التطرف وتسللوا إلي أوساط اللاجئين"
وأضاف البان " أن أزمة اللاجئين السوريين لن تحل بواسطة القوي الغربية خاصة في ظل وجود شبة مؤامرة تقوم بها قوي اليمين المتطرف في اوروبا لقطع الطريق علي توافد اللاجئين إليها واستقرارهم بها وإنما يبقي الطريق الوحيد لحلها هو الحل السياسي الذي لن يأتي إلا من من خلال
مقاربة سياسية ما بين مصر وايران وسوريا والسعودي
وفي ذات الإطار أكد الدكتور سعيد اللاوندي خبير العلاقات الخارجية والإستراتيجية لصوت الأمة
"أن الحل الأمثل للأزمة اللاجئين السوريين ليس في الذهاب إلي شواطئ أوروبا والذي سيؤدي بالضرورة إلي تفريغ سوريا من مواطنيها مما سيسهل من عملية تقسيمها وهو ما يهدف إليه الغرب وإنما يجب أن يكون حل سياسي يضمن الحفاظ علي وحدة البلاد "
وأضاف اللاوندي " أن تهديدات داعش للغرب ساهمت في جعل الغرب يتراجع نسبيا عن مصالحه في سوريا في سبيل القضاء علي خطر التنظيم الإرهابي الداهم وهو ما أبرزته قمة العشرين في تركيا والتي مثلت نواة للخطوط الأولي لحل الأزمة السورية وتكوين تحالف دولي للقضاء علي
داعش "
يذكر أن استراليا كانت قد اعلنت في اعقاب تفجيرات باريس تغير سياسية الإحتواء والتفاوض والسماح لقوات الشرطة بإطلاق النار علي المتطرفين حيث أعلن مفوض الشرطة نيك كالداس.
حسبما ذكرت " وكالة ايه بي سي " في الظروف الحالية " سوف نكون مجانين إذا استمرينا في القول بأننا لن نفعل شيئا غير الاحتواء والتفاوض. "