مسلمو «الروهينجا» يفرون من العنف في بورما
الخميس، 24 نوفمبر 2016 08:57 م
يروي الهاربون من ابناء اقلية «الروهينجا» المسلمة، قصصا مروعة عن الاغتصاب الجماعي والتعذيب والقتل في بورما، التي فروا منها إلى بنجلادش في الأيام الأخيرة هربا من أعمال العنف التي تستهدفهم.
ونزح حوالى ثلاثين الف شخص بسبب أعمال العنف التى أدت الى سقوط عشرات القتلى، منذ أكتوبر في ولاية راخين بغرب بورما حيث تعيش هذه الاقلية، حسب الامم المتحدة.
ورفضت بنجلادش الدعوات الدولية لفتح حدودها لتجنب اندلاع ازمة انسانية، ودعت بورما بدلا من ذلك الى العمل لمنع الأقلية المسلمة الفقيرة من دخول اراضيها.
ويروي محمد عياض وهو يحمل طفله ابن العامين كيف هاجمت القوات البورمية قريته وقتلت زوجته الحامل.
ويضيف ان الجنود قتلوا 300 رجل على الاقل في سوق القرية، واغتصبوا عشرات النساء قبل احراق نحو 300 منزل، ومتجر يملكها مسلمون والمسجد الذي كان يؤم الصلاة فيه.
ويقول لوكالة فرانس برس «اطلقوا النار على زوجتي جنة النعيم التي كانت تبلغ من العمر 25 عاما وحاملا في شهرها السابع. اختبأت في مجرى مائي مع طفلي ابن العامين الذي القى ضربة من عقب بندقية"، مشيرا الى جرح على جبهة الطفل».
واضطر عياض لبيع ساعته وحذائه ليدفع ثمن الرحلة الى بنجلادش، واستقر حاليا مع 200 من جيرانه في مخيم للاجئين غير المسجلين من الروهينجا.
-قلق شديد-
ويقول العديد من اللاجئين، انهم ساروا لعدة ايام واضطروا لاستخدام زوارق متهالكة للعبور الى دولة بنجلادش المجاورة، والتي يعيش فيها مئات الالاف من اللاجئين المسجلين من الروهينجا منذ عقود.
ويبدي كثيرون في بورما الكراهية لمسلمي الروهينجا، الذين يعتبرونهم مهاجرين غير شرعيين جاءوا من بنجلادش المجاورة، رغم ان جذورهم في بورما تعود الى عدة اجيال اذ يعيش مئات الالاف منهم في ولاية راخين النائية غرب بورما.
واعلنت بنجلادش انها استدعت سفير بورما لديها للاعراب عن «قلقها الشديد».
وقالت السلطات انه «على الرغم من جهود حرس الحدود لمنع التدفق، يواصل الالاف من مواطني بورما المنكوبين، بينهم نساء واطفال وكبار في السن عبور الحدود الى بنغلادش».
واضافت ان المزيد من اللاجئين يتجمعون قرب الحدود استعدادا للعبور.
تعذيب واغتصاب
وينفذ الجيش البورمي عمليات في ولاية راخين المحاذية لبنجلادش، بعد هجمات دامية بداية أكتوبر على مراكز للشرطة.
وتخضع حكومة بنجلادش العلمانية لضغوطات كبيرة لفتح حدودها، لتجنب حدوث كارثة انسانية منذ اندلاع موجة العنف الاخيرة.
لكنها عززت الدوريات الحدودية ودوريات خفر السواحل، وتمكنت من منع نحو الف من الروهينجا من الدخول الى أراضيها خلال الايام الثلاثة الماضية، وفق الجيش.
وكان المزارع دين محمد (50 عاما) من بين الاف تمكنوا من تجنب دوريات الجيش، وتسللوا الى مدينة تكناف الحدودية قبل اربعة ايام مع زوجته واثنين من اطفالهما الاربعة وثلاث عائلات اخرى.
وقال لوكالة فرانس برس إن الجيش البورمي اخذ ابنيه وهما في التاسعة والثانية عشرة من العمر بعد اقتحامه قريته، مؤكدا "لا اعلم ما الذي حل بهما".
وأضاف «اخذوا النساء الى غرف واغلقوا عليهن من الداخل. تم تعذيب نحو 50 امرأة وفتاة من قريتنا واغتصابهن».
ويقول النازحون انه تم احراق المنازل في قراهم.
وكشفت صور التقطت بالاقمار الاصطناعية نشرتها منظمة «هيومن رايتس ووتش»، المدافعة عن حقوق الانسان الاثنين ان اكثر من الف منزل دمرت في قرى مسلمة في بورما.
ونفى الجيش البورمي احراق القرى، والقى باللوم على الروهينجا انفسهم.
ويتهم الجيش البورمي بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان ضد الاقلية المسلمة من اغتصاب نساء الى قتل مدنيين. وهذه الاتهامات يصعب التحقق منها من مصدر مستقل، اذ ان السلطات تفرض قيودا صارمة على الدخول الى المنطقة وتمنع الصحفيين من الوصول اليها.
فرت جنات ارا مع جيرانها بعد اعتقال والدها واختفاء شقيقتها الصغيرة التي تعتقد ان الجيش البورمي اغتصبها وقتلها.
وتروي الشابة التي دخلت بنجلادش الثلاثاء «سمعنا انهم عذبوها حتى الموت ولا اعلم ماذا حل بوالدتي».
وخشية طردهم، يختبىء اللاجئون في مخيمات اللجوء القائمة منذ عشرات السنين في بنجلادش.
واوقفت شرطة بنجلادش الاربعاء 70 شخصا بينهم نساء واطفال. وقالت انها تعتزم اعادتهم الى بورما.
وقال احد اعيان الروهينجا طالبا عدم ذكر اسمه «قاموا حتى بتكبيل ايادي الفتيات الصغيرات، والاطفال واخذوهم لاعادتهم الى بورما»، مؤكدا ان مصيرهم الموت في حال اعادتهم.