روسيا تؤمن نفسها من «الإرهاب الإليكتروني» (تقرير)

الخميس، 08 ديسمبر 2016 01:07 ص
روسيا تؤمن نفسها من «الإرهاب الإليكتروني» (تقرير)
محمود علي

باتت الحرب الإليكترونية في عالم التكنولوجيا والإنترنت سلاحًا مهمًا يستخدمه أعداء الدول للنيل من استقرارها وبث الفوضى فيها، فمن ناحية تستخدم هذه الأدوات من قبل التنظيمات الإرهابية لتعزيز تواجدها داخل العالم، ومن ناحية أخرى تستخدمها قوى ومخابرات دولية عالمية للسيطرة الكاملة على حلفائها قبل أعدائها، وفي حين تؤكد روسيا أنها مستهدفة بهذه الأدوات التكنولوجية، صدق الرئيس الروسي فلادمير بوتين، قبل أيام على عقيدة جديدة بشأن ضمان أمن المعلومات في روسيا.

وجاءت العقيدة الجديدة متضمنة أن النشاط الرامي إلى منع ظهور نزاعات عسكرية، والتي يمكن أن تندلع بواسطة استخدام تكنولوجيات المعلومات، يجب أن يكون أحد اتجاهات العمل الهادف إلى تحقيق ضمان أمن المعلومات في الدولة الروسية، كما أن الهدف الاستراتيجي من ضمان أمن المعلومات في مجال الاستقرار والتعاون الاستراتيجي المتكافئ، يتلخص في تشكيل نظام العلاقات الدولية بلا نزاعات في مجال المعلومات، مضيفة أن أجهزة استخباراتية لعدد من الدول تستخدم التأثير المعلوماتي- السيكولوجي بغية زعزعة استقرار الوضع في العالم، الأمر الذي يؤدي إلى نسف سيادة الدول الأخرى، وتقويض وحدة أراضيها.


وأكدت العقيدة ازدياد عدد الهجمات الإليكترونية التي تستهدف منشآت روسية هامة، إضافة إلى زيادة نشاط استخبارات الدول الأجنبية ضد روسيا، مشيرة إلى أن العمل على تطوير نظام حماية المعلومات في القوات المسلحة الروسية يعد من أهم اتجاهات هذه العقيدة، كما أكدت أن وسائل الإعلام الروسية تتعرض لتمييز صارخ أثناء عملها في الخارج، كما يواجه الصحفيون الروس عقبات مختلفة أثناء نشاطهم المهني في عدد من الدول الأجنبية، مشيرة أيضًا إلى أن وسائل إعلام خارجية تقوم بتغطية السياسة الروسية بشكل متحيز.

من جانبه يقول اللواء محمد رشاد وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، إن روسيا تؤمن نفسها من الإرهاب الإليكتروني الشائع في الفترة الأخيرة، مشيرًا أن هذا الإرهاب أصبح عب على الدول خاصة الكبرى التي يتعلق أمنها القومي بمعلومات دقيقة وحساسة، مؤكدًا أن الدول بدأت تأخذ احتياطتها لمنع هذه الاختراقات.

وأضاف رشاد في تصريحات لبوابة «صوت الأمة» أن الإرهاب الإليكتروني بدأ يدخل في إطار الحرب النفسية والباردة بين الدول الكبرى فيما بينها، مشيرًا إلى أنه يتم استخدام التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي من قبل مخابرات الدول في الصراعات الدائرة لاسيما وأن تكلفته قليلة جدًا وتأثيره واسع وسريع، مستدلًا بالإشاعات التي تبث يوميًا ومدى تأثيرها في توجههات الرأي العام.

وبسؤاله عن أن هذا التحرك الروسي يعتبر استعداد لظروف قد تطرأ على الساحة الروسية تلزم تقويض سيولة المعلومة، أكد رشاد أن الإدارة الروسية تلتزم بالسيولة المطلوبة من المعلومات في إعلامها، في حين لا تفرط في المعلومات التي تخص أمنها القومي، مضيفًا أن الإعلام الروسي كله تحت أعين وسيطرة السلطات الأمنية فيما يخص المعلومات الحساسة، لذلك فهو لا يخرج عن النص ويشارك البلاد في الحفاظ على أمنها القومي، مشيرًا إلى التأكيدات الروسية على ضمان وحماية حقوق الإنسان وحرياته في مجال الحصول على المعلومات واستخدامها.

من جانبه يقول اللواء محمود الرشيدي، مساعد وزير الداخلية السابق، ومدير الإدارة العامة للوثائق والمعلومات سابقًا، أن تطور تكنولوجيا المعلومات أحدث انفلاتًا شديدًا حيث تطورت الجريمة إلى أن وصلت إلى الإرهاب الإليكتروني، مشيرًا أن جميع التنظيمات الإرهابية اعتمدت على استخدام هذه التكنولوجيا لاستقطاب الشباب وتجنيدهم للعمل معهم دون أي مراقبة من الحكومة.

وأضاف أن ما يميز «الإرهاب الإليكتروني» هو صعوبة السيطرة عليه من قبل الحكومات، حيث من الممكن أن يخترق الحدود، مشيرًا إلى أنه بإمكان التنظيمات الإرهابية تنفيذ جريمة من خارج البلاد، ورغم تحديد المتهم لا يمكن أن تطلب محاكمته داخل فضاءك القضائي، مؤكدًا أن هذا الأمر لا يمكن الحد منه إلا بالتعاون الدولي للتخفيف من هذه الجرائم.

وأشار الرشيدي في تصريحات لبوابة «صوت الأمة» إلى أحاديث الرئيس عبدالفتاح السيسي المتتالية عن هذا الأمر ودعوته للأمم المتحدة لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة.

ولفت «الرشيدي» إلى اجتماع «سوتشي» في روسيا عام 2015 والذي أجمع فيه المشاركين عن أن ظاهرة الإرهاب الإليكتروني من أكثر أدوات الدمار الشامل وأنه لا يمكن الحد منه إلا بالتعاون الدولي.

وفيما يخص الصراع الدولي بين الأقطاب السياسية الدولية خاصة روسيا والغرب، وهل من الممكن أن يتم استخدام شبكات «الإنترنت» في هذا الصراع؟، أكد الرشيدي أن سهولة استخدام شبكات الإنترنت في الكشف عن المعلومات والتجسس على الدول الأخرى، جعلت مخابرات بعض الدول تتنافس بالقيام بعمليات اختراق وترصد لتحقيق مصالحها، مشيرًا أن ذلك سيوفر على الدول ومخابراتها جهود كثيرة للحصول على معلومة ما.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة