مراسم جنازة «ماجى مؤمن» تتحول إلى حفل عرس

الثلاثاء، 20 ديسمبر 2016 05:21 م
مراسم جنازة «ماجى مؤمن» تتحول إلى حفل عرس
مونيكا جرجس

اختلفت جنازة ماجى مؤمن كثيرا عن سابقيها كونها" طفلة" لم تتجاوز العاشرة من عمرها، وتلقت بين أحشائها شظايا الإرهاب حال سجودها خاشعة لصلاة القداس لتذهب عن عالمنا ولتصعد روحها إلى السماء.

باقات الورورد اتنشرت بمحيط الكنيسة من الداخل خاصة المنضدة التي ينتظر وضع صندوق جثمان "ماجي مؤمن" التي راحت متأثرة بجراحها قبل 9 أيام خلال صلاتها في الكنيسة البطرسية، فيما تبدلت ملابس السواد بالبياض وتناثرت الورود في كل مكان.

إرتدى عدد غفير من المواطنين وخاصة السيدات المتواجدات بالكنيسة البطرسية للمشاركة في صلوات جنازة، الشهيدة ماجي مؤمن، الثياب البيضاء قبل وصول جثمانها من المستشفى،وذلك بناء على طلب والدا الشهيدة ماجي بأن تزيين الكنيسة بالورود، وألا يحضر المشاركون بملابس الحداد لأنهما يريا أن صلاة الجنازة ستكون بمثابة إحتفالية يسودها الفرح بإبنتهما الشهيدة الصغيرة التي يقدمانها بكل فرح للمسيح.

ولدى وصول جثمان الشهيدة ماجى إلى الكنيسة البطرسية بالعباسية، لتدخل الكنيسة على دقات أجراس الكنيسة وإستقبلتها الكشافة وهى تقرع الطبول وتعزف الألحان الجنائزية، حاملين الإعلام الكشفية وعلم مصر، فيما تقدم الموكب الذي رافق الجثمان إلى الكنيسة الأنبا أرميا، الأسقف العام، وعدد من الآباء الكهنة،، فيما بدأ خورس الكلية الإكليريكية والمعلم إبراهيم عياد كبير شمامسة الكنيسة، ومرتليها فى ترديد أناجيل الصلاة.

وترأس الصلاة الأنبا دانيال أسقف المعادي والأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة وسكرتير المجمع المقدس والأنبا إرميا الأسقف العام والأنبا يوحنا أسقف شمال الجيزة والأنبا يوليوس الأسقف العام لكنائس مصر القديمة وأسقفية الخدمات، وشارك أيضا الأب كيرلس المسعودي ربان كنيسة السريان الأرثوذكس والأب بطرس دانيال مدير المركز المصري الكاثوليكي للسينما.

ومن ناحية اخرى قال الأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس للكنيسة القبطية، إن البابا تواضروس كان راغبًا فى الصلاة على الطفلة ماجى مؤمن وتوديعها وتعزية أسرتها ولكنه إنشغل بإستقبال السفراء، موضحا أن الشهداء الذين سبقوها إستعجلوها لماذا تأخرتى علينا، وأمها قالت إننا ننجب لكى نرسل أبناءنا للسماء، مستكملًا، نرفع صلوات إلى السماء من أجل قبول هذه الذبيحة المقدسة، ماجى فى صفوف جميلة فى السماء.

وتابع،ماجى نشأت فى أسرة جميلة ظهر ذلك من فرحهم بهذه التجربة حيث كانت الطفلة فى يد أمها فى قداس الأحد حتى تمتعت بقرب المسيح فى السماء، لتنضم لشهداء السماء الأطفال مثل الشهيد أبانوب لأنهم تربوا فى بيوت جميلة، منوها بأن الطفل نموذج للنقاوة، وكأنه آدم قبل السقوط وقبل أن يأكل من الشجرة ويورثنا هذه الخطيئة، ثم يصير كل طفل بعد معموديته نقيًا كآدم فور ميلاده.

وقال من إستشهدوا فى البطرسية قتلوا لأجل المسيح، فيقول الإنجيل، رأينا تحت المذبح نفوس قتلوا لأجل كلمة الله، مستكملًا، نصلى من أجل أن يشفى الله عقل الإرهابيين.

ونقل الأنبا رافائيل تعزيات الأنبا موسى أسقف الشباب الذى عاد للتو من العلاج بالخارج وما زال تحت الفحص الطبى، وإختتم، نصلى من أجل سلام البلد وسلام الكنيسة وأن يهتدى الناس لمعرفة الله الحقيقى وليس المعرفة المشوهة.


وودعت الكنيسة البطرسية،فى نهاية قداس الصلاة منذ قليل، جثمان الشهيدة الطفلة ماجى مؤمن، قبل نقلها فى سيارة نقل الموتى إلى مثواها الأخير بمقابر عائلتها، فيما حملت الكشافة جثمان الشهيدة بينما قرعت باقى فرق الكشافة الطبول وعزفت الألحان الجنائزية، كذلك فإن خورس الكلية الإكليريكية والمعلم إبراهيم عياد كبير شمامسة الكنيسة ومرتليها رددوا أناجيل الصلاة، كما أطلقت قبل نقلها إلى مثواها الأخير، الزغاريد، وتحولت الجنازة إلى إحتفالية وداع، إمتزج في أجواءها الوقار بالبهجة،









 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق