إسرائيل و«السوشيال» بالعربي.. سياسة «دس السم في العسل»
الجمعة، 06 يناير 2017 12:26 م
ايمن فرج
تستمر إسرائيل في تكريس كل أدواتها للتوغل داخل عقول العرب وخاصة المصريين منهم، بعد أن لعبت مواقع التواصل الاجتماعي دورًا في الحياة السياسية منذ أحداث ثورات الربيع العربي في عام 2011، حيث أدركت السلطات الإسرائيلية أن استخدام أدوات السوشيال ميديا للتأثير على الرأي العام أصبحت قوة لا يستهان بها.
خلال السنوات الأخيرة تم تدشين عدة صفحات إسرائيلية باللغة العربية تخاطب الشباب والمُتابعين العرب وبين الحين والآخر تحاول إثارة الفتنة والجدل من أجل لفت الانتباه واستقطاب أكبر عدد ممكن من المُتابعين.
«دس السم في العسل».. سياسة ليست بالجديدة، ويبدو أن الصفحات التي يُدير بعضها مكتب السفارة الإسرائيلية في مصر عبر المنشورات التي يتم بثها وأحيانًا تُثير سخرية المتابعين، تتبعها جيدًا؛ إلا أنه من الممكن أن يكون ورائها هدف آخر حيث الرغية في قياس تفكير ومعرفة المتابعين، الذي يُعد غالبيتهم في متوسط أعمار الشباب.
وتقديرًا لهذا الهدف الذي وضعته إسرائيل مبكرًا، عينت تل أبيب أحد مواطنيها العرب، قنصلاً لها في مدينة الإسكندرية، حسن كعبية، والذي يُجيد اللغة العربية بشكل جيد، ويُتوقع أنه هو من يدير تلك الصفحات في مصر.
وفي أقل من عامين انطلقت أكثر من صفحة عربية تعددت هويتها وطبيعة المنشورات التي تقدمها مثل "إسرائيل في مصر"، و"إسرائيل تتكلم بالعربية"، و"إسرائيل بدون رقابة"، فضلًا عن الصفحات الرسمية للمسؤولين والمتحدثين الرسميين في الحكومة الإسرائيلية، والتي تقوم ببث المنشورات التي تُريد ترويجها على مواقع التواصل الاجتماعي.
كما يبدو في أحيان أخرى عندما يكون المنشور هام والهدف منه الانتشار أو استقطاب الآلاف من المُتابعين؛ أن تلك الصفحات المعنية تقوم بتناقله فيما بينها، وهو ما حدث قبل أيام مع إعلان قيل إنه لجهاز الموساد الإسرائيلي يطلُب "جاسوسات" من الفتيات للعمل؛ فبعد أن نشرته صفحة المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أوفير جندلمان، على الفيسبوك، وأثار موجة من التعليقات الساخرة؛ قامت صفحة تنسب لوزير الدفاع الإسرائيلي تسمى افكادوا دوبرمان، بنشر نفس المضمون بهدف زيادة متابعيها، حيث يعتمد عليها الشباب كمصدر أساسي في الحصول على المعلومات عن إسرائيل.
ولعل من أبرز الصفحات الإسرائيلية التي تُمثل دليلًا على ما سبق ذكره، والتي تعتبرها السلطات الإسرائيلية أيقونة في مجال السوشيال ميديا، صفحة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، والذي رغم أن منصبه عسكري، إلا أن كل مهمته على السوشيال ميديا هى أنه يبث منشورات على الفيسبوك بعيدة كل البعد عن مهامه الأصلية كأي شخص في منصبه، حتى وإن انهالت عليه التعليقات الساخرة، فيبدوأنه الهدف المنشود من قِبل الحكومة الإسرائيلية، وخاصة في ظل مُلاحظة التحول الذي تشهده سياسة الصفحة مع الوقت، حيث بث معلومات وأفكار تُزرَع في الشباب الصاعد، بتوجه واضح أن المراد زرعه في العقول، ولربما تصُب نتائحه في صالح إسرائيل مُستقبلًا، إذا استمر الأمر على ذلك المنوال.
وأخيرًا، تجدًر الإشارة إلى أنه بحصول تلك الصفحات الإسرائيلية على العدد الأكبر من المتابعين، فإن الحكومة الإسرائيلية تستطيع الوصول لكل حساب عربي متواجد على مواقع التواصل الاجتماعي، ما يُصبح سلاح من الأسلحة السهل استخدامها مُستقبلًا، في ظل تعدُد الأهداف المرجوة منها سواء في وقت السلم أو الحرب بالنسبة لإسرائيل.