بعد 6 سنوات وأكثر.. سوريا قلب الوطن المجروح

السبت، 08 أبريل 2017 02:39 م
بعد 6 سنوات وأكثر.. سوريا قلب الوطن المجروح
بوتن وحسن الروحانى وترامب
كتب - محمد الشرقاوي

«إذا قيل: المحبةُ والوئامُ.. تلألأَ في خيال المجد شامُ، ولاحتْ في أصالتها دمشقٌ.. ورفرفَ فوق غوطتها الحمامُ».. كلمات للدكتور عبدالرحمن بن صالح العشماوي، أحد الشعراء العرب في قصيدته «بلاد الشام» والتي تحدث فيها عن الجمهورية العربية السورية.

اختزل الشاعر مكانة تلك البلد في قوله «بلاد بارك الرحمنُ فيها.. وغرّد في مغانيها السّلام، يمدّ الفجر راحتهُ إليها.. مُعطّرةً، وفي فمه ابتسامُ».. 6 أعوام انتهت ومضى معها شهران في العام السابع على تدهور الأوضاع في سوريا، يظل معها الوضع داميًا، ومتشابك بين أطراف الصراع.

لكن يبقى السؤال الحائر «سوريا.. ليه؟» دون إجابة تشفي صدور ملايين نزحوا ومثلهم يعانون من ويلات الحرب ومئات آلاف قتلوا وأصيبوا، قدرتهم بعض المراكز بمليوني شخص.

سيدة سوريا ترثى حالها
 

اتهامات ووضع ضبابي

على مدار أسبوع أظهرت صفحات التواصل الاجتماعي تعاطفًا كبيرًا مع الوضع السوري، كذلك عشرات الدول والمراكز الحقوقية، خاصة بعد الهجوم الكيميائي بـ «غاز السارين» على منطقة «خان شيخون» التي تسيطر عليها قوات مناهضة للقوات الحكومية بريف مدينة «إدلب»، ما أدى إلى وقوع 100 قتيل جلهم من الأطفال، ونحو 400 مصاب، يعتقد أنه من تنفيذ الحكومة السورية - حسب بعض الإدانات الدولية – غير أن الحكومة السورية نفت استخدام أي سلاح کيميائي.

اتهامات أخرى طالت الأطراف المعارضة لبقاء النظام السوري، قالت بأن المواد الكيميائية كانت للميليشيات المعارضة وهو ما جاء على لسان وزارة الدفاع الروسية، والتي قالت أن طائرات سلاح الجو السوري قصفت مستودعًا للذخائر يحتوي على أسلحة كيميائية ومعملا لإنتاج قنابل تحتوي على مواد محرمة دوليًا، وهو ما لم تأبه به الدول المطالبة برحيل بشار الأسد.

اشتعلت صفحات مواقع التواصل مرة أخرى بعد الرد الأمريكي بصواريخ «توماهوك» على مطار «الشعيرات» الحربي والذي رحبت به دول أغلبها عربية ورفضته أخرى، قالت عنه شبكة الـ «CNN» الأمريكية الجمعة، إن الهجوم إلى تدمير 20 طائرة، بينما أعلن نظام الرئيس بشار الأسد أن القصف أدى إلى مقتل 9 مدنيين.

الضربات الأمريكية
 
 
أطراف الصراع
 
الوضع متشابك لدى الكثير من متابعي الشأن السوري، فهناك انقسامات قال البعض إنها تنذر بحرب عالمية ثالثة، وذلك لتنوعها العسكري والسياسي.

اختزلت الأطراف المتنازعة الصراع حول بقاء الرئيس السوري بشار الأسد من عدمه، ناسيين تدهور الوضع الإنساني والمعيشي وتدمير البنية التحتية لدولة كانت الأجمل عربيًا.

وفيما يلي عرضًا مفصلًا لأطراف الصراع:

بقاء بشار

بشار الأسد
 

النظام السوري

الطرف الأقوى في الحرب الأهلية الدائرة، دائمًا ما يروج للمساعي الإرهابية والدولية لتدمير الأراضي السورية وتقسيمها، ويعلي دائمًا من وجود أطماع أغلبها خليجية في دعم الميليشيات التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي وتنظيم داعش.

جناحه العسكري

القوات المسلحة الرسمية وقوامها 200 ألف مقاتل وحوالي 300 ألف مجنّد، انشق منها 40 ألف جندي في 2011 نتيجة مشاركة الجيش في صد التظاهرات المطالبة برحيل النظام.

الجيش السوري
 

إيران.. الداعم الأكبر لنظام الأسد (دينيًا وعسكريًا)

تخوض دولة الملالي وعلى رأسها المرشد الأعلى للثورة الإيرانية «على خامنئي»، والرئيس «حسن روحاني» حربًا هي عقائدية من الدرجة الأولى – حسب تصريحات رسمية لقاداتها – معتبرة أن بقاء الدولة السورية بنظامها من وجود إيران، غير أنها لها أطماعًا حقيقية من تلك الحرب.

الجناح العسكري

يمثل الدولة الإيرانية داخل سوريا عددًا من الميليشيات ذات الأيدلوجية الشيعية على رأسها: 

- الحرس الثوري الإيراني برئاسة محمد علي جفري، وتبلغ قواته 10 آلاف مقاتل تحت قيادة العميد جواد غفاري.

- حزب الله اللبناني: أكبر الرابحين من الحرب السورية، يتراوح ما بين 7 آلاف إلى 10 آلاف مقاتل ويخضع لأوامر نعيم قاسم نائب الأمين العام للحزب حسن نصر الله.

- فيلق القدس: يخضع لأوامر الجنرال قاسم سليماني وتبلغ قواته 6 آلاف مقاتل.

- إضافة إلى ميليشيات أفغانية وباكستانية.

خامنئي وبشار الأسد
 

روسيا.. الحليف الاستراتيجي الأقوى ومسئول الفيتو ضد أي قرارات ضد سوريا بمجلس الأمن

بدأت موسكو ضرباتها العسكرية في الأراضي السورية بتاريخ 30 سبتمبر 2015، بعد طلب الرئيس السوري بشار الأسد دعمًا عسكريًا من موسكو من أجل كبح الهجمات الإرهابية في سوريا، واستخدمت فيما بعد قوات برية.

 الطيران-الروسي
 

الصين

 اقتصر موقفها على الدعم السياسي لنظام بشار الأسد واستخدام حق الفيتو في الأمم المتحدة.

 

 

 

رحيل بشار وتمكين المعارضة

 المعارضة السورية

المعارضة السورية

سياسية

جلست مؤخرًا على مائدة الحوار في محادثات «آستانة» والتي كانت برعاية تركية وروسية.

عسكرية

يمثلها مجموعة من الفصائل المسلحة على رأسها الجيش السوري الحر وهو مجموع العناصر التي انشقت في 2011.

دعمها مؤخرًا «جيش الإسلام» الذي شارك مفاوضات الآستانة لوقف إطلاق النار.

أمريكا

تراوح الموقف الأمريكي بين الحين والأخر فتارة طالب البيت الأبيض برحيل بشار الأسد وتارة أخرى تراجع لكنه خلال الأسبوع الجاري أعلنت الخارجية الأمريكية بضرورة رحيل النظام السوري.

تشارك بقوات جوية يتم الدفع بها بين الحين والأخر، ومنظومات صواريخ، وقوات برية تم الدفع بها مؤخرًا في مدينة الرقة بهدف ضرب داعش وتحرير عاصمته الأقوى.

تركيا

تظل دولة رجب طيب أردوغان أكبر الدول دعمًا للميليشيات السورية المسلحة – المصنفة إرهابيًا، وساعدت في فتح حدودها لدخول تلك الميليشيات في الفترة من 2012 إلى 2014.

غير أنها تخلت عنها مؤخرًا بعدما أصابتها نيران الإرهاب، لكنها تصر على موقفها برحيل بشار.

السعودية

اتخذت المملكة العربية السعودية موقفًا من البداية برحيل نظام بشار الأسد والدفع بالمعارضة السورية بديلًا للحكم، وبالفعل فتحت المملكة أبوابها لدعم الفصائل المسلحة وهددت بتنفيذ عمليات عسكرية ضد الجيش السوري.

قطر

تورطت دولة قطر في دعم الميليشيات الإرهابية في سوريا وعلى رأسها جبهة النصرة وجند الشام.

 

 

الحل السلمي وتماسك الدولة

 

مصر

تتبنى الدولة المصرية في الوقت الحالي خيار الحل السلمي للأزمة السورية وجلوس كافة الأطراف المتنازعة إلى مائدة الحوار واستبعاد أي عمليات عسكرية، وفتح أبوابها للاجئين في ما قبل 2013.

 السيسي
 

في عهد مرسي

في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي طالب رئيس جماعة الإخوان برحيل بشار الأسد وتمكين الميليشيات المعارضة.

الأردن

اتخذت الدولة الهاشمية موقف الحياد من الأزمة السورية، وفتحت أبوابها للاجئين عبر مخيمات حدودية.

syria-war-1
 

 

الحرب العقائدية بين السنة والشيعة
 

تتشابك بعض الأطراف المتنازعة في الصراع السوري في حرب طائفية تدعمها «إيران وحزب الله» من جهة وبعض الدول العربية من جهة عبر دعمها لمليشيات «جبهة تحرير الشام» - التابعة لتنظيم القاعدة.

وعلى رأس الطرف التابع للمذهب السني ميليشيات «أحرار الشام، جبهة النصرة، نور الدين زنكي، فيلق الشام وجند الأقصى».

sYRIAN-WAR
 

 

أطراف متنازعة لمصالح
 

قوات سوريا الديمقراطية:

جميعها ميليشيات كردية تهدف إلى إقامة إقليم منفصل بين الحدود التركية والسورية والعراقية.

إضافة إلى:

وحدات حماية المرأة (YPG).

وحدات مكافحة الإرهاب (YAT).

وحدات حزب العمال الكردستاني (PKK).

قوات الدفاع الشعبية (HPG).

مجلس دير الزور العسكري.

ويدعمها دوليًا

(فرنسا، والتشيك وأمريكا).

 

أوضاع المدنيين والنازحين والقتلى

 

 لاجئ سوري

 

يكمل الشاعر السعودي: «بلادُ الشامِ مازالت تعاني.. ومازالت بحسرتها تُضامُ، سلوا عنها حماةً فهي تبكي .. وإنْ ضحكتْ وأسكتها اللجامُ».

يظل وضع السوريين هو الأكثر «بؤسًا» في هذا الصراع، فهناك أرقام صادمة عن أوضاع أبناء تلك الدولة.

la-la-syria-holding-gallery-greece20150914-034-021
 

اللاجئون في دول العالم

أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن عدد اللاجئين السوريين لأول مرة تجاوز عتبة الـ5 ملايين في دول الجوار.

وذكرت بيانات المفوضية أن عدد اللاجئين السوريين في تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر قد تجاوز عتبة الـ5 ملايين وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع الصراع وبدء الحرب الأهلية في سوريا.

وبقي هذا العدد ثابتا عند نحو 4.8 مليون لاجئ خلال عام 2016، لكنه ارتفع مطلع هذا العام.

وأشارت بيانات جمعتها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين والحكومة التركية إلى أن إجمالي آخر إحصاء للاجئين بلغ 5008473 منهم 488531 يعيشون في المخيمات.

تستحوذ مصر وحدها على 120 ألف شخص، بينهم قرابة 52 ألف طفل، بحسب تصريحات رسمية لمسؤولين.

1018238_453627
 

أعداد القتلى والمصابيين

أعداد القتلى
 

بلغ عدد القتلى والجرحى الذين سقطوا في سوريا، منذ 18 مارس عام 2011 وحتى شهر فبراير الماضي، نحو مليوني قتيل وجريح، بحسب إحصائيات صادرة عن المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يوثق هذه الحالات.

وأفاد المرصد في معلومات جمعتها مراكز بحثية، أنه وثق مقتل أكثر 260.802 شخصًا إلى نهاية عام 2016.

وصنف المرصد القتلى على النحو التالي: المدنيون: 100.900، و 35.841 من مقاتلي الميليشيات الإرهابية.

وفي إحصائية سابقة للمرصد قال إن هناك أكثر من 20000 مفقود داخل السجون النظامية، كما لا تشمل مصير نحو 7000 أسير من القوات النظامية، وأكثر من 2000 مختطف لدى الميليشيات.

 

النهاية لم تأت بعد

الوضع السوري يظل حائرًا بين الأطراف المتصارعة وضبابيًا أمام القارئ.

تضمنت قصيدة «بلاد الشام» للدكتور العشماوي: «وإنّ ترابها مازال يشكو.. وفي ذرّاتهِ دمها الحرامُ، نشازٌ أن تكون الشامُ دارًا.. لطائفةٍ سجيتها انتقامُ».

57df6a0f34180006582f429068c6ac21_XL
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق