أسباب اعتماد «داعش» على كبار السن في معارك البقاء

الثلاثاء، 11 أبريل 2017 08:27 م
أسباب اعتماد «داعش» على كبار السن في معارك البقاء
داعشي
تحليل خبري - محمد الشرقاوي

رجل ستيني دفع بيده كرسيه المتحرك تجاه سيارة مفخخة، جهزت له خصيصًا في محاولة للانغماس بين القوات العراقية التي تخوض معركة تحرير مدينة الموصل من قبضة تنظيم داعش الإرهابي.

داعشي بكرسي متحرك

الكهل العجوز أحد العناصر الإرهابية التي تضمنها إصدار تنظيم داعش الإرهابي الأخير «موكب النور 2»، عرض خلاله التنظيم قصص عدد من عناصره الكبار في السن، قبل تفجير أنفسهم خلال معارك الموصل الأخيرة.

أغلب هؤلاء النافقين قالوا إنهم آباء لعناصر من التنظيم قتلوا خلال المعارك ضد القوات العراقية، وأن بقية أبنائهم يواصلون القتال.

Untitled2

«موكب النور» ليس الإصدار الأول الذي يعتمد فيه داعش على كبار السن، فقد سبق له عدة إصدارات بث خلالها وصاياه وكيفية تنفيذها للعمليات كما هو الحال لدى فئة الشباب وحتى بعض الأطفال المراهقين.

التنظيم الإرهابي يسعى من خلال إصداره الذي اعتمد فيه على كبار السن، إلى القول بأن أتباعه مهما كان عمرهم يقدمون حياتهم من أجل بقاء دولتهم المزعومة، وهو ما ظهر في قوله «الكبار والصغار يتسابقون من أجل الجنان»، فقد عرض مقاطع أخرى لصغار في السن فجروا أنفهم.

هناك مساعي أخرى لداعش من وراء ذلك الإصدار، وهي أن بقاءه ليس مرهونًا بجيل الشباب، بل أن هناك أجيالًا أخرى تحمل فكر التنظيم تمثل حاضنة كبيرة له، كانت كبار في السن أو الأطفال والنساء.

غير أن الهدف الأكبر من اعتماده على الأجيال المختلفة هو استنزاف القوات العراقية وتأخير تقدمها تجاه معاقل الأخيرة في الجانب الغربي من مدينة الموصل، فبإمكانه الدفع بتلك الأجيال داخل المجتمع العراقي دون كشفها فبطبيعة العمليات العسكرية وجود جوانب إنسانية في التعامل مع كبار السن والصغار.

Untitled
 

هناك احتمالية أخرى لأسباب اعتماد داعش على كبار السن، تحدثت عنها مراكز بحثية في أن التنظيم أصبح يعاني من نقص حاد في مقاتليه وبالتالي فإن الدفع بكبار السن في العمليات الانتحارية تمكنه من الحفاظ على مقاتليه الشباب.

وهو ما أكدته تقارير أجنبية، في أن التنظيم لا يتورع عن استخدام أي سبيل لتعويض خسائره الهائلة جراء تقدم القوات العراقية وحلفائها نحو الموصل.

لكبار السن داخل التنظيم اعتمادات أخرى فبإمكانهم تهريب عناصر التنظيم من النساء والأطفال والخروج بهم من ممرات النازحيين التي فتحت لهم القوات العراقية منافذ للخروج من المعارك، وهي استراتيجية تسميها الإدارة الأمريكية «الذوبان بين السكان».

Untitled1
 

الاستراتيجية التي يعتمدها التنظيم في الوقت الحالي سبق وتحدثت عنها وزارة الدفاع الأمريكية على لسان العقيد الأمريكي المتقاعد سيدريك لايتون، في أن التنظيم أصبح يتبع استراتيجية جيش الرئيس العراقي الأسبق، صدام حسين، بـ«الذوبان بين السكان».

وأضاف محلل الشؤون العسكرية لـ «CNN» الأمريكية، أن هذه الطريقة تعتبر تقليدية حيث يتبعها أغلب الجيوش التي تتعرض لهزائم في الشرق الأوسط، والتنيظم في معارك سابقة قبل الموصل.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق