عيد القيامة.. عندما نهض المسيح من قبره وسبق تلاميذه إلى الجليل

الأحد، 16 أبريل 2017 12:28 م
عيد القيامة.. عندما نهض المسيح من قبره وسبق تلاميذه إلى الجليل
صلاه عيد القيامة - أرشيفية
عنتر عبداللطيف

عيد القيامة أو عيد الفصح.. وله العديد من الأسماء كعيد البصخة وأحد القيامة، هو من أعظم الأعياد لدى الأقباط و أكبرها.
 
ويقول المسيحيون إن في هذا اليوم يستذكرون قيامة المسيح من بين الأموات بعد مرور ثلاثة أيام من صلبه ووفاته، كما هو مكتوب في العهد الجديد من الإنجيل. وفي هذا اليوم ينتهي الصوم الكبير وهو صوم يستمر لمدة أربعين يوما وينتهي فيه أسبوع الآلام ويبدأ ما يسمى زمن القيامة الذي يستمر كذلك أربعين يوما في السنة الطقسية حتى عيد العنصرة وفق كتابات مسيحية.
 
بعد أن رأى بطرس ويوحنا القبر الفارغ رجعا إلى المدينة، أما النساء فمكثْنَ عند القبر ثم دخْلنَه. وفيما هنَّ مُحْتارات في أمر فقدان الجسد، ظهر لهنَّ ملاك فاندهشن. فلما رأى الملاك دهشتهن طمأنهنَّ وأظهر أنه يعرف غايتهن، وأن المسيح حقق وعده وقام، ثم دعاهن لينظرْنَ الموضع الذي كان نائماً فيه. وبينما هن خائفات ومنكسات وجوههن إلى الأرض ظهر لهن ملاكان بثياب براقة، وبّخاهن لأنهن يطلبْنَ الحي بين الأموات، ودعاهن لينظرن الموضع الذي كان الجسد مضطجعًا فيه، ثم أمرهن بالإِسراع إلى التلاميذ (مخصّصين منهم التلميذ الساقط الحزين بطرس). ليبَشرْنهم بقيامة سيدهم، ويخبرْنَهم بأنه يسبقهم إلى الجليل، وهناك يرونه حسب وعده لهم.
 
فخرجن سريعًا من القبر، وهربْنَ من المكان بخوف وفرح - بخوف بسبب هذه الظهورات الغريبة التي لا سوابق لها، وبفرح لأن سيدهن حقًا قام. وساقهن هذا الخوف مع هذا الفرح حتى ذهبن راكضات لإبلاغ الخبر للتلاميذ سريعًا.
 
«أَمَّا مَرْيَمُ- المجدلية - فَكَانَتْ وَاقِفَةً عِنْدَ الْقَبْرِ خَارِجاً تَبْكِي. وَفِيمَا هِيَ تَبْكِي انْحَنَتْ إِلَى الْقَبْرِ، فَنَظَرَتْ مَلَاكَيْنِ بِثِيَابٍ بِيضٍ جَالِسَيْنِ وَاحِدًا عِنْدَ الرَّأْسِ وَالْآخَرَ عِنْدَ الرِّجْلَيْنِ، حَيْثُ كَانَ جَسَدُ يَسُوعَ مَوْضُوعًا. فَقَالَا لَهَا: (يَا امْرَأَةُ، لِمَاذَا تَبْكِينَ؟). قَالَتْ لَهُمَا: (إِنَّهُمْ أَخَذُوا سَيِّدِي وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَيْنَ وَضَعُوهُ). وَلَمَّا قَالَتْ هذَا الْتَفَتَتْ إِلَى الْوَرَاءِ، فَنَظَرَتْ يَسُوعَ وَاقِفًا، وَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّهُ يَسُوعُ. قَالَ لَهَا يَسُوعُ: (يَا امْرَأَةُ، لِمَاذَا تَبْكِينَ؟ مَنْ تَطْلُبِينَ؟). فَظَنَّتْ تِلْكَ أَنَّهُ الْبُسْتَانِيُّ، فَقَالَتْ لَهُ: (يَا سَيِّدُ، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ قَدْ حَمَلْتَهُ فَقُلْ لِي أَيْنَ وَضَعْتَهُ، وَأَنَا آخُذُهُ). قَالَ لَهَا يَسُوعُ: (يَا مَرْيَمُ!). فَالْتَفَتَتْ تِلْكَ وَقَالَتْ لَهُ: (رَبُّونِي) الَّذِي تَفْسِيرُهُ يَا مُعَلِّمُ. قَالَ لَهَا يَسُوعُ: (لَا تَلْمِسِينِي لِأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلهِي وَإِلهِكُمْ). فَجَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَأَخْبَرَتِ التَّلَامِيذَ أَنَّهَا رَأَتِ الرَّبَّ، وَأَنَّهُ قَالَ لَهَا هذَا» (يوحنا 20:11-18).
 
كانت مريم المجدلية قد عادت إلى القبر المقدس، بعد أن أخبرت بطرس ويوحنا، فأخذها البكاء الشديد عند باب القبر. وانحنت لتنظر لأول مرة داخله، فما كان أعظم عجبها لرؤية الملاكَيْن جالسيْن وجهًا لوجه عند طرفي القبر. لم يُذكَر أنها دُهشت كغيرها أو جزعت عند رؤية الملاكين، لأن تأثير الحزن الشديد في قلبها لم يترك للخوف مجالًا.
 
وسأل الملاكان مريم عن سبب بكائها، فأعادت ما قالته لبطرس ويوحنا. نراها في شدة حزنها مثالَ الذين يبكون وينوحون في ظروف تستدعي السرور، لأنها بكت لفراغ القبر، بينما هذا أعظم داع للسرور والابتهاج، ولو أنها عرفت الحقيقة. فكم من مرةٍ في حياتنا حزنّا لأمورٍ حسبناها مصائب، وهي بالحقيقة بركات.
وظهر المسيح للنسوة فَخَرَجَتَا سَرِيعاً مِنَ الْقَبْرِ بِخَوْفٍ وَفَرَحٍ عَظِيمٍ، رَاكِضَتَيْنِ لِتُخْبِرَا تَلَامِيذَهُ. وَفِيمَا هُمَا مُنْطَلِقَتَانِ لِتُخْبِرَا تَلَامِيذَهُ إِذَا يَسُوعُ لَاقَاهُمَا وَقَالَ: «سَلَامٌ لَكُمَا». فَتَقَدَّمَتَا وَأَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ وَسَجَدَتَا لَهُ. فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: «لَا تَخَافَا. اِذْهَبَا قُولَا لِإِخْوَتِي أَنْ يَذْهَبُوا إِلَى الْجَلِيلِ، وَهُنَاكَ يَرَوْنَنِي» (متى 28:8-10).
 
ثم ظهر المسيح ظهوره الثاني كالأول، وليس لتلاميذه ولا لرجالٍ من تابعيه، بل للنساء وهنَّ ذاهبات راكضات ليتممْن وصية الملائكة، ويبشرن التلاميذ بالقيامة، فتممن ذلك بأن أخبرن التلاميذ الأحد عشر ومن معهم، فلم يصدقوهن، ولا سيما قولهن إنهن قد رأين المسيح، بل نسبوا إليهن الهذيان.
 
«وَفِيمَا هُمَا ذَاهِبَتَانِ إِذَا قَوْمٌ مِنَ الْحُرَّاسِ جَاءُوا إِلَى الْمَدِينَةِ وَأَخْبَرُوا رُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ بِكُلِّ مَا كَانَ. فَاجْتَمَعُوا مَعَ الشُّيُوخِ، وَتَشَاوَرُوا، وَأَعْطَوُا الْعَسْكَرَ فِضَّةً كَثِيرَةً قَائِلِينَ: (قُولُوا إِنَّ تَلَامِيذَهُ أَتَوْا لَيْلاً وَسَرَقُوهُ وَنَحْنُ نِيَامٌ. وَإِذَا سُمِعَ ذلِكَ عِنْدَ الْوَالِي فَنَحْنُ نَسْتَعْطِفُهُ، وَنَجْعَلُكُمْ مُطْمَئِنِّينَ). فَأَخَذُوا الْفِضَّةَ وَفَعَلُوا كَمَا عَلَّمُوهُمْ، فَشَاعَ هذَا الْقَوْلُ عِنْدَ الْيَهُودِ إِلَى هذَا الْيَوْمِ» (متى 28:11-15). أما الحراس فقد أسرعوا يخبرون بما جرى عند القبر. واحتار رؤساء اليهود ماذا يفعلون؟.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة