ترامب وكوريا الشمالية.. مواقف متناقضة وعلاقات محيرة

تتغير مواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بين الحين والآخر وفقًا لمزاجه وأهوائه الخاصة لاسيما فيما يخص ملف شبة الجزيرة الكورية، فبينما يخرج في أوقات ويهدد بقصف كوريا الشمالية بصواريخ نووية ويصعد الأمر ويرسل قطع بحرية من جيشه ناحية شبة الجزيرة، يتراجع في أوقات أخرى ويؤكد أنه يستعد للقاء الزعيم الكوري الشمالي، الأمر الذي يبرز تناقضه وعدم تحديد موقف موحد من الأزمة.

وتشهد العلاقات الأمريكية الكورية الشمالية توترًا كبيرًا بعد وصول ترامب إلى الحكم، ففي بداية الشهر الماضي وفي إعقاب إطلاق الجيش الأمريكي ضربة على قاعدة الشعيرات العسكرية في سوريا، أعلن الرئيس الأمريكي أنه ينوى حل المشكلة الكورية الشمالية حتى أذ لم تدخل الصين، فيما بدأت في تلك الفترة قواته البحرية السير نحو شبه الجزيرة الكورية الشمالية في إشارة إلى احتمال وقوع مناوشات عسكرية مع كوريا الشمالية.

وقبل أيام دعا البيت الأبيض، إلى اجتماع عاجل، لجميع أعضاء مجلس الشيوخ، يحضره أيضا وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، ووزير الدفاع جيمس ماتيس، بشأن كوريا الشمالية، والمخاوف المتزايدة حول التجارب النووية، الذي يطمح «كيم جونج أون» في تطويرها، فيما أعلن «البنتاجون» في وقت سابق، أن كل الخيارات متاحة في التعامل مع كوريا الشمالية.

وفي خضم الأحداث، المتوترة بين الجانين تراجع ترامب قليلًا عن التصريحات العدائية اتجاه زعيم كوريا الشمالية ليمدحه ويصفه بالذكي حيث أكد «إن الكثيرين ممن كانوا حول (زعيم كوريا الشمالية) حاولوا إبعاده عن السلطة، سواء أكان عمه أو أي شخص آخر، إلا أنه كان قادرا على القيادة. من الواضح أنه شخص ذكي جدا».

وعلى الرغم من الأزمة المتصاعدة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، والتهديدات المستمرة بينهما، ونشر أمريكا منظومة صواريخ «ثاد» المضادة لصواريخ بيونج يانج، في كوريا الجنوبية، إلا أن ترامب  أبدى تعاطفه في تصريحات وجدها البعض غريبة بعض الشئ، وفي مفاجأة أخرى من مفاجآت الرئيس الأمريكي الجديد خرج دونالد ترامب قبل الأيام ليعبر عن استعداده للقاء الزعيم الكوري الشمالي كيم كونج أون في الظروف المناسبة، بعد أكثر من شهر من توتر في شبة الجزيرة الكورية، وسجال كلامي ومناورات عسكرية زادت من تخوف نشوب حرب عالمية ثالثة.

وبعد هذه الإيجابية في التصريحات الأمريكية اتجاه الزعيم الكوري الشمالي خرجت بعض المؤشرات، التي تؤكد عودة التوتر مرة أخرى بين الجانبين إلى نقطة الصفر، حيث أكدت اليوم الولايات المتحدة الأمريكية، إنها تدرس فرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية، حيث قال وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، إن واشنطن ستفرض العقوبات إذا اتخذت بيونج يانج إجراءات تستحق ردا إضافيا وتهدد بفرض عقوبات ثانوية على الذين يقومون بتعاملات محظورة معها، كما اكد اختبرت القوات الجوية الأمريكية بنجاح، مساء أمس الأربعاء، صاروخا باليستيا عابرا للقارات من طراز «مينيتمان 3»، في إشارة إلى احتمالية استخدامه في حربًا مع كوريا الشمالية.