قصة فانكل سبايدر صاحبة المحرك الدوار

السبت، 20 مايو 2017 10:00 م
قصة فانكل سبايدر صاحبة المحرك الدوار
موديل NSU فانكل سبايدر
شريف على

كان من الممكن أن يكون موديل NSU فانكل سبايدر واحداً من عشرات الموديلات الألمانية الصغيرة التى ظهرت فى اعقاب الحرب العالمية الثانية مثل ليود وجوجوموبيل أيزيتا. ولكنها كانت سيارة متفردة مقارنةً بباقى السيارات الصغيرة حيث كانت الاولى التى تزود بمحرك أحتراق دوار صممه المهندس الألمانى فيلكس وانكل.

ورغم أنه تمت تجربة الكثير من نظم الدفع الأخرى كالمحركات الكهربية والبخارية وتوربينات الغاز، غير أن محركات الأحتراق الداخلى لا تزال حتى يومنا هذا هى وسيلة الدفع المفضلة فى عالم السيارات بفضل المصداقية والأداء والجوانب العملية والتى لا يتوافر لها بدائل فى نظم الدفع الأخرى.

كان لدى وانكل قناعة بأن هناك طريقة أفضل لإنتاج القوة أفضل من وقف وتشغيل المكابس عدة مرات فى الثانية الواحدة. وفى إطار سعيه للبحث عن تدفق سلس للقوة بدأ وانكل العمل على تطوير فكرة المحرك الدوار فى العشرينيات. وتم تسجيل أول براءة أختراع لهذا المحرك فى الثلاثينيات وتم أستخدام هذا المحرك بشكل فعلى من قبل شركة NSU فى الخمسينيات. كان لمحرك وانكل جزء دوار مثلث الشكل يعادل المكابس ويدور هذا الجزء داخل حافظة دائرية غير منتظمة الشكل. ومن خلال هذا التصميم كانت تتم الدورات الأربع المماثلة لدورات أو أشواط المحرك التقليدى.

فى تلك الفترة كانت شركة NSU أحد أشهر شركات صناعة الدراجات النارية فى ألمانيا والعالم، كما قامت الشركة بإنتاج السيارات بين عامى 1905 و1931. ثم عادت الشركة لإنتاج السيارات فى عام 1958 من خلال موديل برينز وهو سيدان صغيرة بمحرك ذى سلندرين يتم تبريده بالهواء مثبت فى الخلف، وكان هذا الموديل بالمناسبة أساساً للسيارة رمسيس المصرية. ثم قامت الشركة بتقديم موديل سبورت برينز علاوة على موديل وانكل سبايدر. وبأستثناء المحرك الدوار لم يكن موديل وانكل سبايدر سوى نسخة مختلفة بشكل طفيف عن موديل سبورت برينز.

تم تقديم موديل وانكل سبايدر فى عام 1963 بمعرض فرانكفورت للسيارات فى ألمانيا. وكانت السيارة تتمتع ببعض الخطوط التى تجعلها قريبة الشبه بسيارات ألفا روميو فى تلك الفترة، ولكن كان محركها المبتكر هو السبب الذى جعلها نجمة المعرض دون منازع.

كانت السيارة صغيرة وأنيقة وذات سقف متحرك ومقصورة تسع لشخصين مع محرك دوار مثبت وراء المحور الخلفى يتم تبريده من خلال مبرد مثبت فى مقدمة السيارة. وسمحت الأبعاد المدمجة للموديل بمساحة متواضعة للأمتعة فى صندوق أعلى المحرك علاوة على مساحة أخرى فى المقدمة.

كان نظام التعليق فى السيارة مستقلاً بالكامل وكان مكوناً من نوابض حلزونية وأذرع على شكل حرف A فى المقدمة علاوة على نوابض حلزونية ومحاور معلقة فى المؤخرة. وكانت قوة المحرك الصغير تنقل للعجلات الخلفية من خلال ناقل يدوى لأربع سرعات. أما الفرامل فكانت قرصية فى المقدمة وعلى شكل طبلة فى المؤخرة.

بلغ طول قاعدة عجلات السيارة 2040 ملليمتراً بينما وصل الطول الإجمالى إلى 2581 ملليمتراً فقط ولهذا كانت وانكل سبايدر سيارة مدمجة للغاية بينما بلغ وزنها 714 كيلوجراماً.

كان أداء السيارة جيداً بالنسبة لحجمها وسعة محركها التى لم تتعد 498 سى سى حيث وصالت قوة المحرك إلى 50 حصاناً مكنت السيارة من الأنطلاق من الثبات وحتى 96 كم / ساعة خلال 17.4 ثانية فقط، قبل الوصول لسرعة قصوى قدرت بحوالى 153 كم / ساعة. وكان من مزايا محرك السيارة أنه يزداد نعومة مع زيادة عدد دوراته فى الدقيقة.

لم تكن NSU تنوى جنى الكثير من الأرباح من وراء تقديم موديل وانكل سبايدر، ولكنها أرادت أختبار فكرة المحرك الدوار بشكل عملى من خلال سيارة يستخدمها الناس على الطبيعة. وبالفعل قامت الشركة فى الأعوام التالية بمنح تراخيص للعديد من الشركات بإنتاج هذا النوع من المحركات ومنها مازدا وجنرال موتورز وأمريكان موتورز ومرسيدس – بنز.

وشجع نجاح موديل وانكل سبايدر شركة NSU على تقديم موديل سيدان ذى 4 أبواب بمحرك وانكل دوار ذى سلندرين وأطلق على هذا الموديل إسم Ro-80 فى أواخر عام 1967. وتعرض محرك الموديل لمشكلات فنية فى البداية الأمر الذى كلف شركة NSU أموالاً طائلة. وفى عام 1969، أنقذت فولكس فاجن الألمانية شركة NSU التى أدمجت مع أودى.

كانت مازدا هى الشركة الوحيدة التى لا تزال تستخجم هذا النوع من المحركات من بين الشركات العديدة التى حصلت على تراخيص من NSU لأاستخدامه فى سياراتها. ونجحت مازدا فى الأنتقال بهذا المحرك إلى مستوى عالى من التطور والجودة. ورغم أن مازدا تستحق الإشادة بها كشركة قامت بتطوير المحرك الدوار، غير أن شركة NSU كانت صاحبة الفضل الأول فى تقديم هذا المحرك للعالم بعد أن توافرت لديها الشجاعة الكافية لتقديمه فى مواجهة المحرك التقليدى، ولهذا تستحق وانكل سبايدر الصغيرة مكاناً فى تاريخ السيارات لتقديم هذا المحرك الرائع.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق