«قطر المحتلة».. أردوغان الحاكم بأمره وإيران تستغل الدوحة لشق الخليج
الأحد، 09 يوليو 2017 01:46 م
أطلق عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك وتويتر»، هاشتاج «#قطر_محتلة»، وذلك ردًا على التدخلات الخارجية في الدولة الراعية للإرهاب من قبل حلفائها تركيا وإيران، وتحكمهم في السياسات التصعيدية ضد الأشقاء العرب، سواء بالدعم السياسي والعسكري.
آخر تلك التدخلات ما كشفت عنه قيادات بالمعارضة القطرية، حول وجود طلب تركي مقدم للقيادة القطرية، بخصوص تغيير علم الدوحة إلى علم مشابه لعلم أنقرة، فى خطوة توضح مدى التقارب بين النظامين الداعمين للإرهاب فى المنطقة، وتكشف سيطرة تركيا على صنع القرار فى قطر، بعد أن نشرت قواتها فى شوارعها لإنقاذ أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني.
وبحسب المعارضة، فإن مجلس الوزراء القطرى يناقش طلب القيادة التركية بتغيير علم قطر إلى علم مشابه للعلم التركي في خطوة توضح مدى التقارب بين البلدين.
وأثارت تلك الخطوة غضب الشعب القطرى الذي عبر عن استيائه من سياسات تميم والأسرة الحاكمة وأوشك على أن يفجر انتفاضة شعبية فى وجه النظام الحاكم فى الدوحة الذي أصبح يلقب بـ«تنظيم الحمدين» بسبب دعمه للتنظيمات الإرهابية فى العالم.
وعلق الصحفي القطرى المعارض خلف السليطي، حول الطلب التركي: «إن تغيير العلم هو احتلال ويوم أسود قادم لوطني كان الله في عون الشعب.. لك الله يا وطني».
ونشر السليطي على حسابه على «تويتر» صورة لقوات تركية منتشرة في شوارع قطر، قائلًا «ليست سوريا بل قطر.. مدرعات الاحتلال التركي الذي مهمتها حماية القرضاوي ورموز إرهابية تجول في شوارع الدوحة يوميًا».
«لم أعد أشعر أني في وطني أبدًا».. كان تعليق للسليطي وبعض القطريين الآخريين ردًا على التدخلات الخارجية في الدوحة، خاصة في ظل علاقات تربط الدولة الراعية للإرهاب بحزب الله اللبناني، فالإمارة الخليجية سعت ولا تزال لمد أذرعها الأخطبوطية لمساندة الإرهاب تحت أي لافتة، ولم تجد أفضل من التحالف مع حزب الله، الذي تقف خلفه إيران، في ظل الانبطاح القطري أمام طهران وتبرع الدوحة لتنفيذ المشروع الفارسي في مد نفوذ طهران على العواصم العربية.
قطر لا تخفي دعمها لحزب الله والذي تعتبره الدول العربية منظمة «إرهابية»، وتحافظ على علاقات متينة مع الحزب الخاضع للإرادة الإيرانية، لذلك لم يكن غريبا أن يزور الأمير السابق حمد بن خليفة آل ثاني، إلى معقل حزب الله في جنوب لبنان العام 2010، ففيما يبدو كانت الزيارة بهدف تعميد التحالف بين آئمة الإرهاب في العالم العربي.
التحالف الواضح بين عاصمة الإرهاب وحزب الشيطان، دفع حسن نصر الله للحديث عن خط تواصل دائم مع الدوحة، في ظل التعاون في ملفات دعم الحوثيين في اليمن والتخريبيين في البحرين.
وتكلل التحالف القطري الإيراني بإدارة قطر لصفقة المدن الأربعة بين جبهة النصرة وحزب الله في سوريا، فضلا عن دفع الأموال إلى حزب الله لوساطته في إطلاق سراح 26 قطريًا غالبيتهم من الأسرة الحاكمة، وقعوا أسرى في يد الميليشيات الشيعية في العراق.
ويشير التقرير إلى أن إيران تحاول الاستفادة من الوضع. وقال إن دعم طهران للدوحة سياسي، فقد أكد الطرفان عزمهما على «تعزيز العلاقات الثنائية»، وسط تقارير متداولة عن أن الحرس الثوري الإيراني يحمي أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، كما قامت إيران بتعبئة قواتها البحرية بالقرب من مضيق هرمز، في تدريبات بحرية مشتركة مع الصين، كما قامت أيضاً بمناورات حرب في مياه الخليج.
الوضع لا يقتصر على علاقات سياسية بل يتخطى علاقات استغلالية لتمرير مصالح إيرانية في المنطقة، وهو ما أكده مركز «أبحاث الأطلسي» الأمريكي، في أن إيران ترى أن التصدع الخليجي فرصة إستراتيجية لتعزيز حركتها في المنطقة، غير أن إيران لم تكن الدولة الوحيدة التي تشارك في هذا الأمر؛ إذ إن تركيا لديها أهداف مختلفة، والعلاقات التركية القطرية الحالية هي ثمرة للنظام الإقليمي الجديد الذي أعقب «الربيع العربي»، الذي تعتبر فيه تركيا نفسها ركناً أساسياً، حيث أثار دعم قطر للجماعات المتطرفة الدول العربية المجاورة.
وتابع المركز أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزبه العدالة والتنمية، يرى في قطر حليفًا نادرًا يشترك معها في رؤية إقليمية.
وعلى غرار إيران، سلمت تركيا بسرعة «مساعدات»، كما سارعت أيضًا إلى نشر قوات تركية إضافية في قطر، مما زاد عددها من ثمانية وثمانين جنديًا إلى ألف.
ويقول مركز «أبحاث الأطلسي» إنه إذا استمرت الأزمة بنفس الوتيرة، فيجب على الولايات المتحدة أن تكون حذرة من الجهات الإقليمية غير العربية المتدخلة في الأزمة، حيث تعمد إيران وتركيا على الاستفادة من الوضع، لا سيما أن تركيا على خلاف متزايد مع الولايات المتحدة في شمال سوريا، ويمكن أن تستفيد من تقاربها الجديد مع إيران في قطر، لتحقيق تسوية مواتية في سوريا، مع إعادة رسم خريطة سوريا السياسية، وكلا السيناريوهين يتعارضان مع المصالح الأمنية الأمريكية.