استقالة مدير المخابرات الأفغانية بسبب «طالبان»
السبت، 12 ديسمبر 2015 01:43 م
تقدم مدير جهاز المخابرات الأفغانية رحمة الله نبيل باستقالته من منصبه هذا الأسبوع بشكل مفاجىء بسبب وجود خلافات سياسية مع حكومة كابول و الرئيس الأفغاني أشرف غاني .
وكان نبيل قد تولى رئاسة جهاز المخابرات الأفغانى - المعروف باسم إدارة الأمن القومي الأفغانية - منذ عام 2011 ، وخلال رئاسته لهذا الجهاز تعرض لمحاولة اغتيال أصيب على إثرها ،و استلزم ذلك خضوعه للعلاج لفترات متقطعة .
ونشر مدير المخابرات الأفغانية استقالته على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" مبررا ذلك بأن هناك تباين في الرؤى بينه و بين الحكومة الأفغانية في بعض الملفات ، وأنه يرى استحالة استمراره في منصبه طالما استمرت حالة التباين تلك .
و كان الرئيس الأفغانى أشرف غاني قد فوجىء باستقالة مدير مخابراته لدى عودته من باكستان حيث شارك في مؤتمر إقليمى للتعاون الآسيوي ، و سعى خلال تواجده في إسلام آباد لتحقيق مزيدا من التقارب مع كابول في وقت تجرى فيه مباحثات سلام بين الحكومة الباكستانية و حركة طالبان قوبلت باستهجان و هجوم من رئيس المخابرات الأفغانية الذي اتهم إسلام آباد برعاية طالبان سياسيا .
ومن جانبه أثنى الرئيس الأفغاني - في خطاب قبوله استقالة مدير مخابراته - بالجهود التي قام بها لتطوير الجهاز تكنولوجيا ، مؤكدا على أن الجهاز يجب ان يبقى بعيدا عن التسييس ، ومشددا على أن استقالة مدير المخابرات سيتبعه تغيير في هيكل و بنية الجهاز وعقيدته .
وبشكل عام يعارض رئيس المخابرات الأفغانية المستقيل توجهات رئيس البلاد لفتح محادثات سلام مع حركة طالبان تتم بوساطة باكستانية ، و يرى أن ذلك إهدارا لجهد طويل قام به جهازه على مدى أعوام ، كما اتهم المدير المستقيل باكستان بالتدخل في شئون بلاده ، معتبرا أن آية اتفاقات للتهدئة بين إسلام آباد و طالبان محكوم عليها بالفشل و لا يجب ان تنجر أفغانستان إلى هذا المصير .
لكن الأكثر أهمية من ذلك ، اتهم مدير المخابرات الأفغانية المستقيل رئيس أفغانستان أشرف غاني بالخضوع لباكستان .
و ترى دوائر الأمن و الاستخبارات الأفغانية أن أي تفاهمات سلام بين باكستان و حركة طالبان سترتد سلبا على أفغانستان التي تعمل طالبان على توسيع قاعدة نفوذها في أراضيها ، وكانت الاستخبارات الأفغانية قد حاولت خلق تفاهمات مع قادة طالبان انتهت بالفشل في يوليو الماضي ، و أعقب هذا الفشل اغتيال الملا عمر زعيم طالبان آنذاك ، وهو ما دفع عناصر الحركة إلى الانتقام من المخابرات الأفغانية التي اتهموها باغتيال زعيمهم ، وفى أغسطس الماضي شهدت منطقة كوندوز - وهي منطقة شمالية تقع على مقربة من الحدود الأفغانية الطاجيكية - اشتباكات بين الجيش الأفغاني و مقاتلي طالبان انتهت ببسط طالبان سيطرتها على تلك المنطقة ، ولم يقتصر انتقام طالبان على هذا الحد بل نفذت عناصر التنظيم عدة غارات على مناطق متفرقة من أفغانستان من بينها مدينة قندهار الاستراتيجية .
وقد أعطى الملا عبد المنان أخوند شقيق الملا عمر ونجله الأكبر الملا محمد يعقوب عمر بيعة الولاء للملا اختر محمد منصور الزعيم الجديد لتنظيم طالبان ،وذلك في أعقاب خلو منصب زعيم التنظيم بعد إصابة الملا عمر زعيم طالبان في غارة جوية أمريكية في إبريل من العام 2013 ،وإعلان وفاته في الحادي و الثلاثين من يوليو 2015 متأثرا بجراحه .. و كان شقيق الملا عمر و نجله من المعارضين في السابق لتولى الملا اختر منصور قيادة هذا التنظيم الإرهابي الذي يمتلك مكتب تمثيل ذو حصانة دبلوماسية ويرفع علمه عليه في العاصمة القطرية الدوحة بمباركة من حكومتها .
تجدر الإشارة إلى أن الملا اختر منصور الزعيم الجديد لطالبان كان تعيينه في هذا المنصب يواجه بمقاومة شديدة من الملا منصور جاد الله القائد العسكري للتنظيم عبأ خلالها عائلة الملا عمر ضد الملا منصور حيث كان يراه منافسا محتملا له ، وكان الملا عمر قد أقال الملا جاد الله من القيادة العسكرية للتنظيم في العام 2008 بسبب إثارته للمشاكل ، وعلى إثر ذلك تمركز الملا جاد الله في منطقة زابول ، حيث مسقط رأسه في أفغانستان و تردد أن تنظيم داعش قد حقق اقترابا منه في مسعى لجذب و تجنيد قيادات طالبان المغضوب عليهم .