السترة الحرام.. بيزنس بيع اللاجئات السوريات في تركيا

الإثنين، 11 سبتمبر 2017 11:25 ص
السترة الحرام.. بيزنس بيع اللاجئات السوريات في تركيا
لاجئين سوريا - صورة أرشيفية
محمود علي

بينما يحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تصوير إدارته السياسية بأنها ملتزمة بالشريعة الإسلامية والقواعد الدينية على اعتبار أنه دائما ما يصفه مؤيدوه بأنه الخليفة الذي جاء ليطبق شرع الله في الأرض، تصعد في تركيا الكثير من الأحداث على السطح التي تثبت بأن عهده لم يشهد سوى التجارة باسم الدين والدعاية الكاذبة، والاستغلال القذر لأحوال المغتربين، فتحت عنوان «السترة» أصبحت تركيا سوقًا كبيرًا لبيع اللاجئات السوريات الذين مازالوا يعانون من الحرب الطاحنة في بلادهم.

فبعد 6 سنوات من الحرب السورية، مازالت الأزمة السورية تلقي بظلالها على الحالة الاجتماعية للسوريين، وخاصة المرأة التي دفعت ثمن باهظًا، وأصبحت تباع وتشتري في تركيا وباتت هدفًا لكبار السن من الأتراك.

اللاجئات السوريات في تركيا

  

ورغم أن هذه المعاناة ليست بالأمر الجديد، حيث تواجه اللاجئات السوريات تحدي الاستغلال لأوضاعهم المعيشية الصعبة، إلا أن الكثير من الوكالات العالمية والصحف البريطانية سلطت الضوء على هذه المسألة في الأونة الاخيرة، لاسيما مع حجم المأساة التي كشفتها ارقام اللاجئيين السوريين في تركيا، كما طرق التعامل معهم من الجانب الحكومى التركي والتي تكشف عن وضع أكثر مأسوية.

صحيفة صنداي تايمز البريطانية كشفت أن حوالي ثلاث ملايين لاجئ سوري يعيش في تركيا، ليس لدي أغلبهم الحق في العمل، من أجل الحصول على الأموال والمسكن، لكن لمواجهة هذه المعيشة الصعبة تتحول بعض العائلات إلى وسطاء يتخصصون في تزويج بناتهم من الرجال الاتراك كبار السن كزوجات ثانية مقابل مهر لا يتعدى 1200 جنية استرليني، الأمر الذي يكشف مدى الاستغلال لأوضاع المهاجرين واللعب على ظروفهم الصعبة.

اللاجئات السوريات في تركيا 1

وأوضحت الصحيفة البريطانية أنه على الرغم من أن القانون التركي ينص على أن يتزوج الرجل من امرأة واحدة فقط، يلجأ بعض الأشخاص الكبار في السن إلى الزواج سرا من اللاجئات دون تسجيل أو توثيق عقد الزواج، مما يحرم المرأة من حقوقها، كما يضع الرجال الاتراك شروط خاصة لمواصفات المرأة السورية مثل عيون خضراء وبشرة بيضاء وأن لا يزيد عمرها عن 17 عامًا، ويمكنهم دفع مبلغ يصل إلى 2500 إسترليني للحصول على الفتاة المناسبة.

الأكثر مرارة هنا هو ما كشفته احدى العائلات السورية للصحبفة البريطانية، بأن «الرجال الأتراك بعد ايام قليلة من الزواج يتركون المرأة حيث كانوا يريدون أن يقضوا وقتا فقط»، لذلك أغلب فترات الزواج لا تتعدى أكثر من أسبوعين»، وأن «حاجة بعض الأسر السورية الماسة للمال تدفعها لذلك».

اللاجئات السوريات في تركيا 11

السترة التي يدعى الكثير من الاتراك بأنها الهدف من وراء فعل ذلك، تذهب سدى، بعدما يعدن بعض الزوجات إلى منازل الأهل من  جديد، ويواجهن أزمة أخرى تتمثل في عدم تقبل العائلة لهن، ما يدفع بعضهن إلى العمل في البغاء أو الملاهي الليلية، وهو ما كشفته أحدى الصحف التركية الشهيرة في وقت سابقحيث تمكنت صحيفة «جمهوريت» التركية من التسلل إلى أوكار عمليات الدعارة واستغلال اللاجئات السوريات في ممارسة الفحش بمدينة غازي عنتاب، ونقل عن أحد أصحاب غسيل السيارات قوله: «إن العيب على شعبنا، يستغلون السوريات، ثم يشتكون منهن. فليرحلوا ونستريح نحن».

وأدلى أحد السائقين العاملين في مكان للعمالة الموسمية بتصريحات صادمة عن عمليات استغلال اللاجئات السوريات، قائلًا: «لا توجد مشكلة في إيجاد المرأة. منطقة الصالحية قريبة، أقوم بالاتصال بحسام الدين، ثم نذهب لاستلام المرأة. هناك البكر والمطلقات والأرامل. وكل ذلك مقابل 22 ليرة تركية. يحصل حسام الدين على 30 ليرة تركية وتكون معنا طوال اليوم».

 

نازحات سوريات يتزوجن من الأتراك

   

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق