14 فبراير.. الفلانتين الأسود على حزب مصر القوية

الخميس، 15 فبراير 2018 02:21 م
14 فبراير.. الفلانتين الأسود على حزب مصر القوية
عبد المنعم أبو الفتوح- مؤسس حزب مصر القوية
علاء رضوان

بينما كان الكل مبتهجا في شوارع القاهرة، ويحرص الجميع على اقتناء الدباديب، والهدايا الملفوفة بالأشرطة الحمراء، كان حزب «مصر القوية» الذي اختار لونا قريبا من الأحمر، لشعاراته الدائمة وهو «البرتقالي»، يسرع في تغييره إلى الأسود، وهو بالطبع- أمر خيالي، حيث كان اللون الأخير شعارا للحزب الذي وقع فى محظور التحريض ضد مؤسسات الدولة، وذلك عندما تم القبض على رئيسه و5 من أعضاء اللجنة السياسية للحزب.  

رسائل هاتفية

الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، الذى استيقظ يوم الـ14 من فبراير «الفلانتين» وأعضاء الحزب على عدد من رسائل التهنئة على هاتفه المحمول من زويه والمقربين له بجملة «كل سنه وإنت طيب» على الرغم من أنه تربى وترعرع فى مدرسة حسن البنا مؤسسة جماعة الإخوان التى تؤمن بأن «الفلانتين أصلاَ حرام».

تاريخ 14 فبراير وهو يوم «الفلانتين» الذى يمثل مناسبة لكل من يرون الحب طريقاَ للحياة، إلا أنه أصبح اليوم الأسود الذى لن ينسى فى تاريخ حزب «مصر القوية» بل التاريخ الأكثر حضوراَ من تاريخ 12 نوفمبر 2012 وهو تاريخ تأسيس الحزب ذاته الذى وافقت عليه لجنة شئون الأحزاب السياسية، بل أصبح أهم من تاريخ مولد مؤسس الحزب عبد المنعم أبو الفتوح عبد الهادي وشهرته عبد المنعم أبو الفتوح «15 أكتوبر 1951».  

بدأ «أبو الفتوح» يومه بتلقى رسائل التهنئة، بينما إهتم هو بإستغلال فرحة المصريين بـ«الفلانتين» وتهنئة بعضهم البعض، ودعى أعضاء المكتب السياسى لعقد إجتماع طارئ فى «الفيلا» المملوكة له بشارع الـ90 فى التجمع الخامس، وذلك بحجة التباحث حول الأوضاع السياسية الراهنة فى مصر، حيث حضر الإجتماع كل من: «أحمد إمام، وعبد الرحمن هريدى، وأحمد محمد عبد الجواد، وتامر الجيلانى، ومحمد عثمان، وأحمد سالم».  

الدور الأمني

إلا أن «أبو الفتوح» لم يكن يتخيل أن يقظة الأجهزة الأمنية، والنيابة العامة سوف تكون له بالمرصاد فى مثل ذلك التوقيت، حيث وردت المعلومات إلى الأجهزة الأمنية ممثلة فى قطاع الأمن الوطنى بعقد «أبو الفتوح» إجتماع بأحد الأماكن المملوكة له، وتم إستصدار إذن من نيابة أمن الدولة العليا للقبض عليه، وبالفعل وافق المحامى العام الأول لنيابات أمن الدولة العليا عقب التشاور، وإرسال مذكرة إلى النائب العام المستشار نبيل صادق، تتضمن عدد من البلاغات تتهمه بالاتصال بعناصر وقيادات جماعة الإخوان في الخارج من أجل إحياء التنظيم الدولى للإخوان و التحريض على قلب نظام الحكم من خلال بث أخبار مغلوطه وشائعات عبر وسائل إعلام تنتمى وتسآند جماعة الإخوان، وثبت من التحريات صحة المعلومات.  

النيابة العامة

وفى تمام الساعة الـ11 مساءاَ توجهت 5 مأموريات من مباحث الأمن الوطنى إلى فيلا «أبو الفتوح» بشارع الـ 90 فى التجمع الخامس، وليس مقر الحزب بجردن سيتى كما ادعى البعض، وألقت القبض عليه و6 آخرين من أعضاء المكتب السياسى سالفى الذكر، وفى تلك الأثناء اصطحبت الأجهزة الأمنية «أبو الفتوح» والآخرين فى سيارة ميكروباص إلى قسم شرطة القاهرة الجديدة أول عقب التحفظ على الهواتف المحمولة الخاصة بهم و2 جهاز لاب توب وبعض الأوراق التنظيمية الخاصة بعمل الحزب، وفور وصولهم الى قسم الشرطة، تم إطلاق سراح أعضاء المكتب السياسي لعدم استصدار إذن من النيابة العامة خاص بهم، بينما تم التحفظ على «أبو الفتوح»، لحين عرضه على النيابة صباح باكر-حسب هيثم الهوارى محامى الحزب.

وعلى الفور، خرج نجل أبو الفتوح، حذيفة، ليُعلن خبر القبض على والده في صفحته على فيسبوك، مضيفا أن الأمن ألقى القبض على والده وستة أشخاص آخرين من قيادات الحزب، وذلك بغرض مخاطبة الرأى العام فى الداخل والخارج، لوضع الأمن المصرى فى موضع الحرج.  

اتهامات أبو الفتوح

كل هذه الأحداث اضطرت طارق محمود، المحامى بالنقض والدستورية العليا، ومقدم البلاغات ضد «أبو الفتوح» بالخروج هو الأخر عن صمته، ليؤكد أن البلاغات التى تقدم بها هى من جعلت «أبو الفتوح» فى يد الأمن، وطبقاَ للبلاغات فإن الرجل يواجه عقوبة السجن 5 سنوات وفقا لقانون العقوبات الذي ينص على السجن 5 سنوات للداعين لتعطيل العمل بالدستور أو مقاطعة الإنتخابات وفقاً لنص المادة 98 / ب- من قانون العقوبات، مشيرًا إلى أن مقاطعة الانتخابات بمثابة تعطيل لنصوص الدستور.

وأضاف «محمود»، فى تصريحات صحفية، أن القبض على عبد المنعم أبو الفتوح، بمثابة تطبيق للقانون، لقيامه ومن خلال صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعى بالتحريض على مؤسسات الدولة وذلك بعد وصفه للانتخابات الرئاسية المقبلة بالمهزلة وتحريضه على مقاطعتها ترشيحا وتصويتا على حد زعمه، لافتا إلى أن عقوبة التحريض على مؤسسات الدولة تصل إلى المؤبد.

واعتبر «محمود»، أن ما ورد بتصريحات عبد المنعم أبو الفتوح أحد القيادات الفاعلة فى التنظيم الدولى للإخوان هو تنفيذ لتعليمات مباشرة للتحريض على الدولة المصرية وإشاعة الفوضى وعدم الاستقرار فى تلك المرحلة التاريخية التى تمر بها الدولة المصرية التى تواجه مؤامرات داخلية وخارجية لإعاقة مؤسسات الدولة عن ممارسة دورها فى بسط الاستقرار الأمنى والسياسى وهى الجرائم المؤثمة بنصوص قانون العقوبات.

الفلانتين الأسود

وبذلك أصبح يوم 14 فبراير 2018 هو اليوم الأبرز بل الأسود فى ذاكرة حزب «مصر القوية»، حيث أول واقعة للقبض على مؤسس الحزب «أبو الفتوح»، بينما يرى جموع المصريين أنه اليوم الأسعد على الإطلاق لأنه جمع بين «الفلانتين» وليلة القبض على أكثر الشخصيات المُحرضة ضد الدولة المصرية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق