بعد تدخل التنسيق الحضاري لإنقاذ "تمثال الفلاحة".. متى تحترم المحليات أعمال النحاتين؟

الأحد، 14 أكتوبر 2018 05:00 م
بعد تدخل التنسيق الحضاري لإنقاذ "تمثال الفلاحة".. متى تحترم المحليات أعمال النحاتين؟
أزمة تمثال الفلاحة المصرية
وجدي الكومي

تحركت وزارة الثقافة أمس السبت في سرعة لافتة، لإنقاذ تمثال الفلاحة المصرية للمثال فتحي محمود من جريمة تشويهه، وتلطيخه بدهانات وأعمال النقاشة، التي تورطت فيها إدارة الإعلانات بحي العمرانية.

محمد أبو سعدة رئيس جهاز التنسيق الحضاري
محمد أبو سعدة رئيس جهاز التنسيق الحضاري

 

وكشف المهندس محمد أبو سعدة رئيس جهاز التنسيق الحضاري، بوزارة الثقافة، في اتصال هاتفي بإحدى برامج التوك شو، أن التشوه الذي تتعرض له تماثيل مصر، هو من جعل قرار رئيس الوزراء يصدر بألا تتم أية أعمال لترميم ودهان التماثيل في الشوارع، إلا بعد الرجوع لجهة الاختصاص وهي وزارة الثقافة.

وأكد أبو سعدة في اتصاله، أن قرار رئيس الوزراء يتضمن أيضا، ألا تترك الشوارع سائغة في يد من يرغب أن يضع تماثيل أيضا كما يشاء ويرغب، قائلا في اتصاله: مفيش أي أعمال تتم في الفراغ العام، ومينفعش تتحط تماثيل لشخصيات تاريخية كما رأينا في الفترة الماضية، مثل تمثال نفرتيتي المشوه، الذي تم وضعه في محافظة من المحافظات، فالتعامل مع الفراغ العام لا يكون برؤية شخصية، من قبيل: التمثال دا شكله مش كويس، فندهنه، وخامة التمثال نفسها لا تسمح بأنها تتدهن، دا حجر.

وتابع أبوسعدة: نفس الموقف الذي حدث في تمثال الخديو إسماعيل، اضطررنا لتشكيل لجنة من قطاع الفنون التشكيلية، لمعاينة تمثال الفلاحة، وفحصه، وترى نوع المذيبات التي يمكن أن تستخدمها اللجنة في إزالة هذه الدهانات.

محمد أبو سعدة رئيس التنسيق الحضاري
محمد أبو سعدة رئيس التنسيق الحضاري

 

ودعا أبوسعدة في اتصاله إلى احترام حقوق الملكية الفكرية للفنان، قائلا: فيه فنان مصري مبدع، أبدع عملا فنيا، مبدعا، فالمهم أن نحترم رؤيته، مينفعش أننا نغير، ونضيف ألوان، ونحط ألوان من عندنا، المشكلة والقضية كلها أن من يتورط في هذه الأعمال، يظن أنه يضيف، ويبدع، وهذا شيء غريب، وشوفت أيضا أنه كان يدهن الشجرة.

وضع رئيس جهاز التنسيق الحضاري محمد أبو سعدة يده على المشكلة الحقيقية، التي تمس قضية تشويه المحليات لأعمال الفنانين، وتعديهم عليها تعديا صارخا كما شاهدنا ما تعرض له تمثال الفلاحة المصرية علي يد مختصي إدارة الإعلانات بحي العمرانية، فالأعمال الفنية المتروكة في الفضاء العام، ليست ملك الأحياء، أو رؤسائها ليضعون "التاتش بتاعهم" على التماثيل.

التماثيل التي تركها مثالو مصر الكبار، كفتحي محمود، ومحمود مختار، وطارق الكومي، وفاروق إبراهيم، هي ملك لأصحابها، ولا يجوز التعدي عليها بعلبة ورنيش، أو "شوية بوية" والتماثيل مثل الكتب، تنتمي لأصحابها، ولذائقتهم الفنية، فلا يمكن أن يشتري أحدهم كتابا لمؤلف من المؤلفين، ويعيد هذا الشخص – المشتري – طبع الكتاب بعدما يحذف صفحات منه، أو يضيف إليه صفحات لم يكتبها مؤلف الكتاب، وهو ما ينطبق على التماثيل، فلا يجب أن يغري وجودها في الشوارع كنقاط بصرية مضيئة تزحزح مساحات القبح المنتشرة في الفضاء العام، لا يجب أن يغري هذا الوجود الضروري، مسؤولي المحليات، فيظنون هذه الأعمال الفنية الخالدة ملكا لهم، يمكنهم تجديد ألوانها، أو تغييرها، مثل بلاطات الأرصفة.

وواقعة تمثال الفلاحة المصرية ليست الأولى، فسبقها تشويه تمثال الخديو إسماعيل في الإسماعيلية، أغسطس الماضي، وقبلها تشويه تمثال أم كلثوم للنحات طارق الكومي، وتشويه تمثال رأس عباس العقاد لفارق إبراهيم، وتشويه تمثال الزعيم أحمد عرابي بالشرقية، وكذلك معالجة تمثال رفاعة الطهطاوي في سوهاج على نحو خاطئ، مما حوله إلى شخص آخر، وهكذا لا تنجو التماثيل من أيدي المخربين العاملين بالمحليات، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.  

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة