النخبة النافقة.. فيلم الضيف

الإثنين، 21 يناير 2019 06:43 م
النخبة النافقة.. فيلم الضيف
رشا شكر

شاهدت منذ يومين فيلم "الضيف" تأليف الكاتب إبراهيم عيسى وبطولة خالد الصاوي وشيرين رضا وأحمد مالك وجميلة عوض وبمشاركة من ماجد الكدواني ومحمد ممدوح وهو من إخراج هادي الباجوري
 
والحقيقة إنني لا أشاهد الكثير من الأفلام العربية ولكنني أقدمت على مشاهدة الفيلم لإعطاء هذه المجموعات أو الشلل السينمائية المصرية فرصة إذ ربما يكونوا طورا من أنفسهم أو استطاعوا أن ينقلوا أنفسهم إلى مستوى أرقى من السينما نفخر بها كلنا وخاصة أن العناصر التنفيذية للفيلم هي عناصر سينمائية لها خبرة وباع.
 
الفيلم بمنتهي البساطة يحكي قصة كاتب ومفكر يدعو للإصلاح الديني وهو مُضطهد لأفكاره التنويرية والتي سأتطرقك لها خلال هذا العرض للفيلم وهو يعيش مع عائلته المكونة من زوجته وابنته والفيلم بأكمله داخل منزل هذا الكاتب والمفكر والمشهد الخارجي الوحيد خارج هذا المنزل في قهوة بجانب المحكمة التي تُصدر الأحكام ضده ويظهر في هذا المشهد البطل مع المحامي يتناقشون في حكم المحكمة عليه غير ذلك نحن نتحرك بين جدران منزل البطل يحيي التيجاني (خالد الصاوي) وزوجته ميمي (شيرين رضا) ومعهما إبنتهما والتي تلعب دورها جميلة عوض ويقوم بزيارتهم في المنزل أسامة الذي يلعب شخصيته أحمد مالك والذي يرمز “للضيف” .
 
مما لا شك فيه أن فريق العمل السينمائي قد بذل مجهود في إخراج صورة لا بئس بها ولكن ما فائدة فستان من أرقي بيوت الأزياء ترتديه إحدى صعاليك المجتمع .
 
الأستاذ إبراهيم عيسي وأصدقائه أو شلته المبجلة ممن يؤمنون بوجود فكر النخبة البالي يقدمون لنا برنامجاً سينمائياً أو برنامجاً في شكل فيلم. وقد جردوا كل الملامح السينمائية من فيلمهم ليظهر برنامجاً بأفكار من التسعنيات وطالع... وكأن إبراهيم عيسي أطل ببطل فيلمه من برنامج لكن من شاشات عرض السينما... حتى ديكور الفيلم وكأننا نجلس في بلاتوه برامج التوك شو المسائية. البطل يجلس في معظم مشاهده وراء المكتب ووراءه مكتبته الكبيرة القديمة في زمن اكتسحت الكتب الالكترونية المشهد عالمياً ليعطينا المفكر المستنير دروساً طوال الفيلم من خلال حوارات البرنامج السينمائي ويعطي "ضيف" البرنامج خطب دينية وسياسية الذي يلعب دوره أحمد مالك...
 
السينما وقد خلقت لتكون مصدراً للإلهام والرقي بمشاعر الإنسانية حتى لو في شكل دروساً قاسية. علمتنا السينما الأمريكية الرائدة في العالم شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً أن الانتصار دائماً يكون لقيم الإنسانية يشاهد السينما الأمريكية المواطن الأمريكي فخوراً بها وتشاهدها شعوب شرق آسيا مثل وجميع شعوب العالم. وتحقق السينما الأمريكية أعلى الإيرادات في بعض الأوقات في الخارج أكثر من الداخل. لأنها دائما ما تمس شيئاً بداخلنا بغض النظر عن جنسياتنا حتى لو درس إنساني صغير وقد يأتي هذا الدرس من شخصية كارتونية بسيطة. اتحدث هنا من خبرة مهنية وليس كهاوية وأعلم أرقام توزيع الأفلام الأمريكية وما تحققه في أي مكان.
 
أما أن يأتي لنا فيلم مصري بخطابات مباشرة وسيناريو "حان وقت الوجبة" و"شربة الملح" في شكل شئ يدعي منتجيه إنه فيلم سينمائي يكتبه المفكر الجليل إبراهيم عيسى فهذا عبث كبير وفشل ما بعده فشل. فلمن يوجه هذا الخطاب المباشر؟ من هو الجمهور الموجه إليه هذه الدروس العظيمة الجليلة المباشرة؟ للنخبة التي لا ترى تحت أرجلها والتي لا تعد تمثل نموذجاً يحتذى به لأى مجال والتي يعد لها تأثيراً إيجابياً في أي منحى؟ ولا للمواطن الكادح الذي يبذل مجهوداً مضنياً لستر أسرته؟ ولا للشباب الذي يجاهد للوصول لتحقيق ذاته؟ من الذي ستستوقفه دروس إبراهيم عيسي؟ ومكتبته العتيقة التى تكدس عليها تراب الزمن في زمن الكتاب يحمل من أي مكان إلكترونياً في ثوان وفي زمن أصبح الأفراد لا ينتظرون ما يقدم لهم في أي مكان ويبحثون عن اهتماتهم دون توجيه من أحد.
فجوة الثقافة المترهلة للنخبة المدعية بأمور الدنيا والدين لا تستوعب حتى تطور الزمن ولا اهتمامات جمهورها وطريقة استيعاب أسلوب حياتهم يُنم عن جهل جلي بّين. فما بالك بفيلم شوية وهيطعمك في فمك الأفكار في شكل دروس تلقين؟ رد الفعل الأول لأي مشاهد للسينما هو حالة من الشعور بالقيئ والنفور الشديد والسؤال من أنت لتخاطبنا  بهذه الخطب المباشرة؟ ... حتى التخطيط العملي لاستهداف جمهور تخطيط فاشل فلا يكفي انتاج فيلم لشلتنا المنغلقة في دائرة أفكار لا تناسب الحقبة التي نعيش بها زمنياً. الشلة التي مازالت تجلس في نفس الأماكن وتشرب نفس الأشياء وبتصحي في نفس التوقيتات وفيه شعب تاني خالص صاحي نايم بأسلوب يبتعد كل البعد عن أسلوب النخبة البالية النافقة... الأوضاع الاقتصادية تغيير الكثير ... استيعاب الدروس السياسية يغيير الكثير... الشعب الذي قام بثورات في ثمان سنوات غيّر بها وجه حياته ضاقت عليه هذه الشلل القديمة البالية التي لم تعد حتى تستوعب ما حدث للبلد وما حدث لشعبها يأتوا بهذا الفيلم السطحي المباشر... الشعب الذي أصبح أكثر نضوجاً ومرونة في مواجهة الحياة وبعد كل ما مر به لم تعد هذه الدروس المباشرة الساذجة تعنيه وخاصة وهي تأتي من أشخاص لم يكن لهم تأثيراً في الماضي ليكون لهم تأثيراً في الحاضر...أصبحت تجربتنا كشعب وكمواطنيين أكبر وأعظم من هؤلاء الأفراد الذين لا يذكر لهم حتى وجود تيار فكري انجرفت وراءه مجموعة في شعب المائة مليون وكونوا مجموعة فكرية. ولفشلهم في احراز أي تأثير فكري في شكل حتى مجموعة تقوية تذكر وقد أخذوا كل فرصهم في الكتابة والصحافة والتليفزيون والسينما دائما ما يحملون المجتمع فشلهم  باسقاط كل الأمر في جعبة الشعب بمنتهي الفجاجة بينما هم الإصلاحيون المستنيرون يعاقبهم المجتمع ومؤسساته بالاضطهاد وهم في الأصل يقفون بضآلتهم العارمة أمام شعب واعى لم ينتظرهم برهة واحدة ليأخذ قرارات مصيرية في أوقات قياسية .. ثم يأتي كاتب مثل ابراهيم عيسي يعتقد إنه يقدم فيلم عالمي مبهر في شكل حبة التنوير المعجزة... وهو أمر مثير للشفقة وللغثيان معاً... . هو فيلم عبارة عن دائرة منغلقة الزوايا والرؤي لا تقدم أي جديد ولا تحلق بنا في آفاق خيال أو إبداع ولا يأخذنا في أي اتجاه يرتقى ويرتفع لانجاز شعب أطاح بجماعة وتيار عتيد في زمن قياسي في الشارع وليس في برامج التليفزيون ومن خلال أفلام بائسة ... وقف الشعب وقفة جادة حازمة أمام التطرف والإرهاب في الشارع حتي استسلم أمام رغبته في التحرر وتحرير بلاده من غشم الإرهاب ... في حين لم يستطع الإصلاحيون الافاضل المبجلين حتى تكوين تيار مضاد أمامهم في أي توقيت غير كتابة  مقالات لا تقرأ وانتاج برامج الصياح التليفزيوني المنفرة ...
 
وفي النهاية يعلقون فشلهم على مجتمع مُضطهد لهم.. الحقيقة إنكم أنتم الفشلة الذين تبحثون عن أي دور في أي زمن وتحت أية راية لأن هذا هو دوركم البحث عن زواية تقفون فيها تستظلون بها بأضواء الشهرة والمال والبحث عن طاقة تعارضونها في محاولات مستميتة لاثبات الذات والحقيقة أن الشعب لم يعد يلتفت لكم لأنه منشغل عنكم لأنكم لا تقدمون الجديد له وقد مل التكرار ... مازلتم كنخبة تقفون علي عتبات أزمنة ولت ومرت... كان بإمكانكم لوي ذراع هذا الشعب بأفكاركم في زمن مضى أما الآن تقفون صغار جداً أمام شعب مارد لها تجربة واقعية حقيقة ينهض بها نهضة المارد بينما تقفون أقزام أمامه بأفكار لا تناسبه ولا تناسب وعييه بأفلامكم المباشرة الساذجة التي لا يراها ولا يهتم بها فلا نعلم مع من تتحدثون أو من تخاطبون؟
 
والآن إلى المنظور الخارق "للإصلاح الديني” والمعالجة الفذة لهذا المفكر الإصلاحي بطل الفيلم الذي صنعه ابراهيم عيسى ليتقمص دوره شخصياً في الفيلم. واتحدث هنا من منظور مواطنة مصرية وإمرأه حققت الكثير مهنياً داخل وخارج مصر لها من الاصدقاء خارج وداخل مصر ومن تجارب الاطلاع على ثقافات البلدان والشعوب الكثير وبشكل عملي وليس في الخيال وكما إنني لست ممن تقوقعوا داخل مصر داخل تجارب النخب المصرية البالية أُمجد في ما عفى عليه الزمن منذ زمن ... وفي الأصل أنا إبنه الطبقة المتوسطة المصرية المثقفة المتعلمة بكل تفاصيل الحياة المصرية ومن عائلة مصرية أصيلة يفتخرون بأن تعليم البنات دخل فيها منذ أكثر من مائة عام ولا أفخر بذوات الحمالات الذين لم يقدموا شيئاً يذكر للمجتمع وما أذكره وافتخر به هو تجربة أبناء وطني في وقفتهم التاريخية ضد الفكر السياسي الارهابي الذي كان كل طموحه الوصول للحكم وليس اضطهاد ذوي الحمالات من ذوات برامج الصياح والنباح المفتعل.
 
هذا المستنير الذي مازال يدور في فلك قضية المسلم والمسيحي وفلك حجاب المرأة وفلك المجتمع الإرهابي أمام فكر المفكر المضطهد من أقرب الأقرباء ومؤسسات الدولة... من أنت حتى يتكالب المجتمع ويقف المجتمع ليضطهدك... ما هذه الأهمية المصطنعة الوهمية التي تعطيها وتصنعها لنفسك في فيلم؟ في أحلك أيام الثورة المجيدة لم تُستهدف قط يا إبراهيم يا عيسى ولم يُستهدف أي كاتب "مستنير" “إصلاحي" عظيم جليل مضطهد ولا أنت ولا غيرك فلقد تم استهداف الشعب بأكمله والدولة بأكملها.. الهدف كان الحكم واضعاف المجتمع من خلال اشعال الفتن وقد تصدى المجتمع بكل حزم وشجاعة وقوة وجسارة يفتقدها الكثيرون من النخبة المدعية... أنت صغير حتى أن ينشغل بك عدو الوطن ليضطهدك ... هل تعتقد إنه ينشغل بخطبك الرسمية المباشرة في محاكمة الحجاب في فيلمك أو برنامجك السينمائي؟ هل تعتقد إن من يريد الحكم سينشغل بمناقشات حجابك؟
 
هل نحن من التخلف أن تكون قضية المجتمع لتنمية المرأة حجابها؟ هل يريد أن يقنعني الكاتب إبراهيم عيسى أن الفلاحة التي ترتدي زي الفلاحة من الفجرية وترتدي ما تريده فوق رأسها لا تشارك في عملية التنمية وليست نموذجاً لأنها لا تجلس في أماكن الأكابر وولاد الذوات من النخبة ولا تشرب مشروباتهم ولا تتنزه في أماكنهم الليلية؟ بل كل هؤلاء السيدات هن التنمية بعينها أما نماذجك البخسة هي التخلف بعينة... ضيق أفق زوايك عن ما تمثله المرأه هو الحقارة بعينها والتخلف....
 
وسوف أتحدث هنا بصفتي أحد العاملين السابقين بإحدي المنظمات الدولية المسئولة عن مشروعات التنمية في العالم ماتناوله هذا الاصلاحي المصطنع في الفيلم هو قمة التخلف الحضاري... أول درس يتعلمه أي شخض يعمل في مجال التنمية هو أن المرأة هي نصف عملية التنمية وأن إقصائها في أي شكل يعد إعاقة لتنمية بلدها ولم يحدد زيها... المرأه ليست بزيها يا سيادة المفكر المستنير المُضطهد وإلا كانت المرأة الإفريقية والآسيوية والهندية والخليجية في عداد المتخلفات فلكل منهن الزي سواء مبني على عقيدة دينية أو لا دينية أو قبائلية أو إثنية أو اجتماعية فهذا لا يعيق المرأة وتطورها وتقدمها... المعيقات الحقيقة وجود أفراد بهذه العقلية المنغلقة التي تحد المرأة في زييها وتعبرها مصدر للإرهاب ...تنمية المرأة موضوع أكبر بكثير من فكرك العاجز عن تخطي فكرة ايشارب فوق الرأس
 
ثم الزاوية العبقرية لتناول علاقة المسلم والمسيحي... وهذه الزاوية البالية المتجمدة وهذا القصور الجم في الاستفادة من تجربة المجتمع المصري بالإطاحة من عدو متطرف كاد أن يتمكن من البلاد لتتحول إلى أرض خراب كبير... ما حدث بين كل أطياف المجتمع كان مذهلاً وعبقرياً كلنا فجاءة وبدون سبب يذكر وبدون توضيح وتفسير قررنا أن نستخدم حق المواطنة وهو الأهم في التعبير عن رفضنا وغضبنا من أن يتمكن من بلادنا تيار إرهابي وجماعات متطرفة...نزلنا إلى الشوارع ولم يجمعنا سوى الهدف لم أري جرجس أو ماريا أو مايكل رأيت مصري ومصرية رأينا أعلامنا التي كنا نحملها وكان بحق أعظم مشهد كتبه كل المصريين وسجله في تاريخهم ... صك حضاري آخر أعطينا فيه درساً للأقزام من النخب البائسة النافقة التي لم يعد لها وجود في ظل تجارب متتالية للمواطنيين أعادت الثقة لمجتمع كان على وشك الانهيار
 
ولن أدخل في دروس تنمية المرأة الغائبة تماما عن النخب النافقة ولن أدخل في علاقة المسلم والمسيحي فالمجتمع أساسه المواطن الذي يعرف واجباته وحقوقه وليس الدين... وإذا كانت هذه النخب تريد أن ترتقي بقيم المجتمع فالتصالح يجب أن يأتي أشمل وأعم فهو يأتي مع الاختلاف وليس مع المسيحي والمهمة الحقيقة التأكيد على تقبل الاختلاف بغض النظر عن هويته... هذا القصور الشديد في الفيلم في أن يحصره بين المسيحي والمسلم شئ حقير. على الأنسان بغض النظر عن هويته أن يتقبل كل ما هو مختلف عنه طالما لا يؤذيه ولا يشكل تهديداً عاماً وطالما حق الاحتفاظ بالهوية مكفول لكل طرف باحترام هكذا تعلمنا في الخارج ... وهكذا تتحضر الشعوب وتتقدم... هل من المعقول أن يخاطبني أحد بهذا الطريقة المباشرة الفجة في علاقتي مع المسيحي وماذا عن اليهودي والسيخ ولا ديني والبوذي وغيرهم وغيرهم ... لكن الفيلم جائنا يقتصر على المحاضرة المباشرة للمسلم والمسيحي خاصة المصريين يعني مسيحي أجنبي لا أعرف حكم الفيلم عليه إيه..والغريب أن البطل يدعي إنه مستنير إصلاحي ولكنه مازال يرى المصريين مسلم ومسيحي ولم يرى قط ما فعله المصريين الوطنيين بكل أطيافهم عندنا نزلوا كرجل واحد يتأصلون رأس افعي التطرف والارهاب في الشارع في أشجع مواجهة تاريخية.. من هو الذي يصنفنا ويفرقنا في فيلم قديم الافكار؟.
 
ثم نأتي إلى جزئية تحقير مؤسسات الدولة المتمثلة في القضاء والشرطة ... صورة القضاء الذي يقوم بتفصيل  الأحكام على حسب أهوائه والشرطة المتعاطفة مع أفكار الإرهابيين التي ظهرت في الفيم غبية الأداء التي عندما كان يحدث حادث هجوم على منزل المفكر المستنير لم يشعر أفراد الشرطة المتمثلة في الحرس بأي شئ فهم النائمون المتكاسلون عن أداء دورهم في حماية المستنير وكما أن الضابط المكلف بالحراسة كان أيضاً غبياً وليس لديه حس أمني. ومع كل التضحيات التي تقوم بها الشرطة كان كل هدف هذا المفكر المدعي أن يبرز غباء الشرطة واضطهادها له في أفكاره ... ماذا هذا العبث؟ وماذا هذا الغرور؟ ...حقيقي من أنت؟ أمام تضحيات أبناء الشرطة ... أنت لا شئ نكرة حقيقة ... هم يؤثرون ويقدمون الخدمات للمجتمع.. أما أنت لم تؤثر ولن تؤثر بثرثرتك المدعية للتنوير والثقافة. انت تقف في صف الارهابي في حلمه لتدمير الدولة بالانفراد بالحكم والاستئثار بالآراء لأنك تراها مثل الإرهابي معيقة لهلاوسك ضيقة الأفق.
 
وفي مشهد في حوار ركيك في القهوة المجاورة لدار القضاء أو المحكمة كل ما يريد اثباته ابراهيم عيسى أن القضاء يقوم بتفصيل الأحكام لاضطهاده واضطهاد امثاله... هذا هو قيمة المشهد
 
وفي مشهد ضعيف آخر مباشر خارج منزل دكتور يحيي التيجاني حوار مع ضابط الشرطة الذي يلعب دوره محمد ممدوح يُظهر ضابط الشرطة متواطأ مع الفكر الإرهابي المتطرف مع غياب تام للحس الأمني للكشف عن الجرائم المحتملة...
 
كاتب مفكر مثل إبراهيم عيسى مدعي ثقافة لا يعرف كيف يتناول قضايا تنموية ولا قضايا دينية ولا طرح متوازن للمجتمع ومشاكله وملوث داخلياً تجاه مؤسسات الدولة التي ربما لا يعترف بها أصلا مثل عدم اعترافه بالشعب وتجاربة الفريدة لأنه في حالة إنكار فيقدم لنا فيلماً يعد مسخاً حقيقاً قديماً يضحك بيه على شلته التي تشبهه وهي لا تتعدى العشرات من أصحاب حسابات التويتر ... الشلة المغيبة عن تجارب الشعب الحقيقة وعن التجارب العالمية للنهوض بالشعوب أيضاً ... ثم يتبجح ويقدم للمجتمع فيلم يعرفه كسينما وهو أقرب إلي برنامج هزيل من برامج الصياح من برامح التوك شو...
 
هؤلاء المصطنعون من النخبة النافقة الذين صنعتهم حقب سياسية وأزمنة لم تعد موجودة عليهم الاعتزال واعطاء الفرصة لمن هم على صلة بالحياة الواقعية والتحديات القائمة ومن لديهم الرؤية الجديدة للإلهام والإبداع والابتكار من خلال أطر متطورة مواكبة للتجارب الإنسانية العالمية تمتلك لغة جديدة حديثة متحضرة تمتلك أدوات الارتقاء وليس فكر ولغة قديمة عقيمة تعودت عليها بعض المجموعات لصياغة قضايا بالية .. نحتاج إلى أصحاب تجارب إنسانية راقية جديدة تمتزج وتجاربها مع تجارب هذا الشعب الفريد وتأخذه إلى منطقة أوسع وأرحب وأرقي من الفكر واللغة وخاصة الإنسانية مش اشارب على الرأس وحديث بين مسلم ومسيحي وحديث الارهابي الذي لا يشاهدك أساساً.. .وكل هذه السطحية التي تناولها فيلم ركيك وضعيف مثل الضيف...الأفق الإنسانية أرقي وأرحب من هذا الانغلاق الفكري الذي تتمتع به النخب النافقة المنافقة ... نخب الضحك على الدقون

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة