القطريون إذا دخلوا قرية.. فتنة الدوحة تهدد العمق الإفريقي
الخميس، 28 مارس 2019 01:00 م
تستغل إمارة قطر الفوضى في تحقيق أهدافها في الدول التي تستهدفها، ومع محاولاتها المستمرة في تهديد الأمن القومي المصري، على جميع الأصعدة سواء سياسيًا أو إقتصاديًا أو أمنيًا، وبعد أن نجحت المؤسسات المصرية المعنية في احتواء انعكاسات انشاء سد النهضة الأثيوبي، بما يحفظ حقوق الدولتين من التمتع بثرواتهم الطبيعية، استهدفت الدوحة دول منابع النيل (البحيرات العظمي) باشعال فتيل الفتنة بينهم، خاصة رواندا وأوغندا الخصمين اللدودين في هذه المنطقة، من خلال بث استثمارات مسمومة، وتحريك المليشيات المسلحة على أراضي كل دول منهما.
كانت هشاشة الوضع الأمني والسياسي بين الدولتين، هى حجر الأساس الذي استندت عليه الدوحة في تحقيق اهدافها، حيث تقول المعطيات الموجودة على الأرض، أن الدوحة تسعي لزعزعة استقرار الدولتين من خلال خلق حالة حرب بينهما، تمكنها من تمرير أجندتها الخاصة التي ترغب في تحقيقها بتهديد الأمن المائي المصري، والثقل المصري المتنامي في القارة السمراء، بعد نجاحات القاهرة المتوالية في العودة بقوة الي ذلك الملف المنسي.
وكانت تقارير عديدة سابقة، كشفت عن تحركات قطرية تتضمن دعم للجماعات المتطرفة داخل الدول الأفريقية من أجل إثارة النعرات بها، ورغم محاولات الساسة داخل هذه الدول الانتفاضة ضد تلك التحركات القطرية، إلا أن النظام القطري استمر في عبثه بأمن هذه الدول وهو ما ظهر جليا في التوتر المتصاعد الواقع في منطقة البحيرات العظمى، الواقعة شرقي قارة أفريقيا، حيث تعيش هذه المنطقة في وقتنا الراهن على وقع خلاف دبلوماسي آخذ في التصاعد بين كل من رواندا وأوغندا.
واستغلت قطر هشاشة البيئة الإقليمية المضطربة في منطقة البحيرات، لتضخ أموالًا طائلة فيها ليس بغية الاستثمار بل لاستمالة مواقف هذه الدول من ناحية ودعم الجماعات المتطرفة من ناحية أخرى، حيث كان صندوق قطر السيادي من أول الصناديق التي بادرت بالاستثمار في هذه المنطقة رغم الاضطرابات الأمنية فيها.

الأمير القطري والرئيس الرواندي
وفي أوج الأزمة الحالية، أجرى وفد قطري رفيع المستوى، برئاسة عبد الرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، في 23 مارس الجاري، زيارة رسمية للعاصمة الرواندية كيغالي، كما زار رئيس رواندا بول كاغامي الدوحة، في منتصف نوفمبر الماضي، وعقد مباحثات مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وبالإضافة إلى محاولة قطر تهديد الأمن المائي المصري جراء هذه التحركات القطرية، فأنها تستهدف النيل من الدور المصري الساعي دائمًا لعقد تفاهمات، تمنح المنطقة هدوءًا واستقرارًا بالفترة المقبلة، في ظل استلام مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي، باعتبارها حاضنة للكثير من المبادرات الساعية إلى انفراجة الوضع في مناطق النزاع، لذلك تحاول قطر خلق بيئة خصبة للأزمات والمشاكل، فبعد أيام قليلة من لقاء نائب وزير الخارجية القطري ونظيره الراوندي إدوارد نيجرينتي، اشتعلت الأوضاع، لينتقل الخلاف الدبلوماسي إلى حد الملاسنات بين الرئيسين، الأوغندي يوري موسفيني، والرواندي بول كاغامي؛ لتبدأ على أثر ذلك مخاوف من انزلاق إقليم البحيرات، إلى نزاع إقليمي واسع النطاق.

ويتشدد كل جانب في موقفه، مستمرًا التصعيد الإعلامي المتبادل في توهجه، ما زاد من المخاوف الدولية أن ينتقل الصراع إلى عسكري، حيث تشير الكثير من التقارير الإعلامية أن الطرفين( رواندا وأوغندا) باتا في أهبة الاستعداد لاحتمال وقوع مواجهة بينهما.
وبرزت الأزمة على السطح بين الجارتين عندما عقد وزير خارجية رواندا، ريتشارد سيزبيرا، مؤتمرًا صحفياً أعلن فيه غلق الحدود مع أوغندا، ودعا الروانديين إلى مغادرة الأراضي الأوغندية فوراً، في حين خرجت رواندا، لتؤكد أن جارتها الأوغندية تقديم الدعم لفصيلين معارضين واللذين يسعيان إلى الإطاحة بحكم الرئيس الحالي بول كاغامي.