لتعظيم زراعته وإنتاجه وصناعة الزيوت.. الزيتون يعود للمشهد الزراعي

الثلاثاء، 17 ديسمبر 2019 03:00 ص
لتعظيم زراعته وإنتاجه وصناعة الزيوت.. الزيتون يعود للمشهد الزراعي
زراعة الزيتون فى مصر عذاء وعلاج ودواء
كتب ــ محمد أبو النور

تُعدّ زراعة الزيتون في مصر، من أقدم الزراعات في العالم، حيث عرفت طريقها وانتشارها على أرض المحروسة منذ آلاف السنين، ونظراً لأهميتها زراعة وصناعة وغذاء وعلاجاً ودواء، فقد شرّفها وكرّمها القرآن الكريم، في عددٍ من السور والآيات الكريمات، بل وأثنى على مناطق زراعتها، في أرض سيناء المقدسة، عندما قال تعالى في مُحكَم التنزيل:( والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين).

وعندما بدأت مصر مشروعها القومى والوطنى، باستصلاح وزراعة المليون ونصف المليون فدان، فقد كان ذلك استكمالاً ونسجاً، على هذا المِنوال والنهج المبارك، وقد اهتمت الحكومات المصرية المتعاقبة، بزراعة الزيتون والحصول على زيته المبارك الطاهر، بفتح الباب أمام المستثمرين الزراعيين المصريين والعرب والأجانب، حتى يتم تطوير وزيادة مساحة الرقعة الزراعية، لهذا المحصول الهام والحيوى، لصالح المواطن والاقتصاد المصرى.

زراعة الزيتون تتقدم فى مصر
زراعة الزيتون تتقدم فى مصر

زيادة المساحة الزراعية للزيتون
كان وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، ورئيس المجلس الدولى للزيتون، قد أشاد بالدور، الذى يلعبه المجلس الدولى للزيتون، للنهوض بزراعة وصناعة الزيتون وإنتاج زيت الزيتون وزيتون المائدة، وقد جاءت هذه الإشادة، خلال كلمته، فى افتتاح أعمال الاجتماع، رقم 53 للجنة الاستشارية، للمجلس الدولى للزيتون، والتى استضافتها وترأستها مصر، منذ أسابيع، بحضور على بن مبارك، رئيس اللجنة الاستشارية للمجلس الدولى للزيتون، والدكتور عبد اللطيف غديره، المدير التنفيذى للمجلس، والدكتور عادل خيرت، رئيس المجلس المصرى للزيتون.

ومشاركة ممثلى 30 دولة، على مستوى العالم، ولفت الوزير، إلى أن المساحة المنزرعة بالزيتون فى مصر، ازدادت من 5 آلاف فدان، فى نهاية السبعينات، إلى أكثر من 100 ألف فدان، فى نهاية التسعينات، وارتفعت فى عام 2000 لحوالى 108 آلف فدان، وقفزت حالياً لأكثر من 240 ألف فدان، وأكد الوزير، أن ذلك يرجع لتفوق نمو شجرة الزيتون، بمناطق الاستصلاح الجديدة، عن باقى محاصيل الفاكهة الأخرى، وخاصة تحت ظروف الجفاف والملوحة، وتباين أنواع التربة، وأشار الوزير، إلى أن إنتاج مصر من زيتون المائدة، بلغ فى عام 2018 حوالى 450 ألف طن، فى حين بلغت الصادرات منه حوالى 100 ألف طن، كما بلغ إنتاج مصر من زيت الزيتون، حوالى 20 ألف طن، تم تصدير 6 آلاف طن فقط، من زيت الزيتون البكر  الممتاز.

إنتاجية الزيتون وزراعته
إنتاجية الزيتون وزراعته

أغصان الزيتون السبعة
وقال وزير الزراعة، إن الحكومة المصرية تتجه حالياً للوصول إلى زراعة 100 مليون شجرة زيتون، بحلول عام 2020، من خلال المشروع القومى "أغصان الزيتون السبعة"، مع التركيز على أصناف انتاج الزيت، الذى لا تُنتج مصر منه سوى 1% فقط من الإنتاج العالمى، ولفت الوزير، إلى أن الحكومة ستطرح مساحات من الأراضى، لزراعة أصناف من الزيتون، المتخصصة فى إنتاج الزيت، ومنها 10 آلاف فدان فى منطقة غرب المنيا، و25 ألف فدان بمنطقه المغرّة بمطروح والواحات، للمستثمرين الأجانب والمصريين.

إلى جانب 10 آلاف فدان أخرى فى منطقه الطور بجنوب سيناء للمصـريين، و30 ألف فدان بمنـاطق وادى النطرون بالبحيرة و الضبعة بمطروح، فى خطوة جديدة لزيادة الاستمارات فى القطاع الزراعى، وأكد وزير الزراعة، أن مصر فى ضوء رئاستها للمجلس الدولى للزيتون، لهذا العام 2019، لا تألوا جهداً فى تعزيز التعاون التقنى والفنى والبحثى، فى قطاع الزيتون، والعمل من خلال المجلس الدولى للزيتون، للنهوض بزراعة وإنتاج الزيتون، ووضع المُقترحات اللازمة، لتطوير الممارسات فى مجال الإنتاج وتطوير خدمات البحث، والإرشاد والتشريعات وتطوير التصنيع والتسويق والتجارة، وتطبيق معايير الجودة العالمية، على الصادرات من زيتون المائدة، والمواصفات الخاصة بزيت الزيتون، الصادرة عن المجلس الدولى لزيت الزيتون.

مصر تواصل تقدمها فى زراعة الزيتون
مصر تواصل تقدمها فى زراعة الزيتون

التعظيم الاقتصادي المُستدام لأشجار الزيتون
كان معهد بحوث البساتين، التابع لمركز البحوث الزراعية، قد نظّم ورشة عمل، تحت عنوان"التعظيم الاقتصادي المُستدام لأشجار الزيتون"، بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي، تحت رعاية وزير الزراعة واستصلاح الاراضي، والدكتور محمد سليمان، رئيس مركز البحوث الزراعية، والدكتور محمود صقر، رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، بقاعة المعهد، بمركز البحوث الزراعية بالجيزة.

من ناحيته، قال الدكتور نعيم مصيلحى، رئيس مركز بحوث الصحراء، التابع لوزارة الزراعة، إنه تم التوسع فى إنشاء مزارع بستانية جديدة (زيتون)، حيث تم توزيع 14 ألف و400 شتلة زيتون، لزراعة 360 فداناً، وأوضح "مُصيلحى": أنه تم اختيار المستفيدين، وتحديد المناطق، وتوفير الشتلات، وتهيئة الأرض للزراعة، كما تمت الزراعة بنسبة 100%، فى مناطق رأس الحِكمة ومرسى مطروح والنجيلة وبرانى.

زراعة وإنتاجية الزيتون فى مصر
زراعة وإنتاجية الزيتون فى مصر

الزيتون في تنمية المليون ونصف المليون فدان
وعلى صعيد المشروعات القومية الزراعية، فقد كان لزراعة الزيتون، حظّاً كبيراً في هذه الأراضى، من خلال تخصيص مساحات كبيرة، للاستثمار في زراعة الزيتون، وهو ما أكد عليه عاطر حنّورة، رئيس مجلس الإدارة، والعضو المنتدب، لشركة تنمية الريف المصري الجديد، والمسئولة عن إدارة وتنفيذ، مشروع استصلاح وتنمية المليون ونصف المليون فدان.

حيث حرصت الشركة، على دعم وتنشيط زراعة الزيتون وتصنيع زيته، بمختلف أراضي المشروع، ولفت حنّوره إلى أن الدولة تبنّت سياسات داعمة، لتهيئة مناخ جاذب ومشجع للاستثمار الزراعي، وعلى رأسها، تقديم العديد من التيسيرات للشباب، ولصغار المزارعين، ولجموع المستثمرين، مع استهداف التوسع في زراعة شجر الزيتون، وتصنيع زيت الزيتون في مصر، خلال السنوات الثلاث المقبلة.

زراعة الزيتون فى مصر
زراعة الزيتون فى مصر

وأشار حنّورة إلى سعى الشركة، لأن يصبح مشروع الـ 1.5 مليون فدان "جنة زراعة الزيتون في مصر"، وقِبلة مستثمري ومصنعي "الثمرة المباركة" المحليين والعالميين، خلال سنوات قليلة، لما تتمتع به أراضي "الريف المصري الجديد"، من مقومات خاصة وطبيعة صحراوية، تمكّن المزارعين والمستثمرين بها، من زراعة أفضل الأصناف، من الزيتون ومضاعفة إنتاج محاصيلهم منه، بما يحقق لهم الربح والنفع، ويسهم فى تنفيذ مستهدفات الدولة، فى مضاعفة معدلات زراعته.

وقد جاءت تصريحات عاطر حنورة، ضمن فعاليات مؤتمر "فرص الاستثمار في قطاع الزيتون بمصر"، وأشار حنورة، في معرض حديثه، إلى أن الزيتون يمثل أحد أشهر وأقدم الزراعات بمصر، ويسمى بـ "الثمرة المباركة"، نظراً لذكره في القرآن والإنجيل، لافتاً إلى أن شجرة الزيتون، تعتبر من أفضل الأشجار الواعدة للزراعة، لرخص سعر شتلات الزيتون، وسهولة العناية به، وكذلك تحمله للظروف القاسية، وقلّة حساسيته للإصابة بالكثير من الأمراض، مقارنةً بالعديد من المحاصيل الأخرى، وهو ما يجعل زراعته تجود بالأراضي الصحراوية، التي يتميز مشروع المليون ونصف المليون فدان بها، خاصةً وأنه يتحمل ملوحة مياه تصل إلى 3800 جزء في المليون، ويستطيع تحمُّل العطش حتى أسبوع دون التأثير على نموه وإنتاجه الاقتصادي.

برامج ورشة عمل تعظيم اقتصاديات زراعة وإنتاجية الزيتون

التيسير على صِغار المزارعين والمستثمرين
وأكد حنورة، على جود خطة متكاملة، لدى شركة تنمية الريف المصري الجديد، تستهدف تقديم كافة أنواع الدعم الفني والإرشاد اللازمين لمزارعي الزيتون في أراضي "الريف المصري الجديد"، بالتعاون مع كافة الكيانات والمراكز البحثية المتخصصة في مصر، بهدف التيسير على صغار المزارعين والمستثمرين بالمشروع، ودعماً لهم نحو تمكينهم من مضاعفة إنتاجهم، من محصول الزيتون والوصول به إلى أجود المواصفات العالمية.

إضافة إلى استهداف الشركة جذب عدد من الاستثمارات التكاملية في مجال إقامة المصانع والمعاصر، اللازمة لتصنيع زيت الزيتون داخل نطاق أراضي الـ1.5 مليون فدان، حتى يصبح مركزاً إقليمياً لزراعة الزيتون، وتصنيع منتجاته وتصديرها للقارة الأفريقية وللعالم بأكمله، وأوضح عاطر حنورة أن أراضي الريف المصري الجديد، تقع بين خطى عرض 23 و28، والتى تعد أفضل منطقة لزراعة الزيتون، طبقاً لتوصيات المجلس الدولي للزيتون.

كما استعرض حنورة دراسة لدرجات الحرارة على مدار 10 سنوات، بمناطق أراضى الريف المصري الجديد، تؤكد أن هذه المناطق مؤهلة لزراعة الزيتون، كما أعلن العضو المنتدب لـ "ريف المصرى الجديد" عن تلقي الشركة، طلب من مستثمر قبرصي، للحصول على مساحة 30 ألف فدان، من أجل زراعة الزيتون وتصنيع زيته في منطقة المُغرة، بالإضافة إلى دراسة الشركة لطلبات أخرى، مقدمة من شركات مصرية، تتفاوض للحصول على مساحات 20 ألف فدان في الطُور و30 ألف في سيوة، من أجل زراعة أصناف مميزة من الزيتون.

معاصر الزيتون
معاصر الزيتون

كما لفت حنورة، إلى بدء تشكيل تحالف من صغار المزارعين، المتعاقدين على زراعة الزيتون في 5 مزارع متجاورة، بمنطقة غرب غرب المنيا، يستهدف تبادل الخبرات، وتكثيف الإنتاج وتجويد شتلات الزيتون، وفق المواصفات العالمية، بالإضافة إلى انتهاء التعاقد، مع إحدى الشركات المصرية، التي قامت بتقنين أوضاعها مؤخراً في المُغرة، على 1500 فدان جديدة، تنوي زراعة أشجار الزيتون بهدف التصدير، مع تخصيص جزء منه للبيع في السوق المحلية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة