المتناقض.. أردوغان في 2109: لن نسمح بتحويل أيا صوفيا لمسجد.. وفي 2020: فتحه انتصار للمسلمين

السبت، 11 يوليو 2020 11:37 ص
المتناقض.. أردوغان في 2109: لن نسمح بتحويل أيا صوفيا لمسجد.. وفي 2020: فتحه انتصار للمسلمين
اردوغان
دينا الحسيني

 

فضحت المعارضة التركية تناقض رجب طيب أردوغان ومحاولاته المستميتة لصرف الأنظار عن المشاكل والأزمات الداخلية، والتي يعاني منها الأتراك بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية وتراجع الليرة، وانشغال حزب العدالة والتنمية الحاكم بتنفيذ أطماع أردوغان في منطقة الشرق الأوسط .

الأمس أعلن أردوغان عن افتتاح مسجد أيا صوفيا ليثبت بحسب معارضيه أن الحدث مجرد استثمار سياسي واستعادة لشعبيتة الضائعة، وفي تناقض واضح تناسى التركي أردوغان خطابه الشهير الذي ألقاه في 16 مارس 2019  وقال فيه : " لقد كانوا سيعيدون تحويل أيا صوفيا إلي مسجد لكن مادامت هذه الأمة موجودة وعلي قيد الحياه لن نسمح بهذا الأمر ".

 

 

من جانبة أثبت مركز أبحاث الرأي التركي " متروبول" ، من خلال استطلاع رأي أجراه بالشارع التركي أن أردوغان استغل " أيا صوفيا" ووضع افتتاحه كمسجد على أجندة الأعمال لصرف انتباه الشعب التركي عن المشاكل الاقتصادية في تركيا وأن 44% ممن عرض عليهم الإستطلاع أكدوا أن هذا هو السبب الحقيقي بينما جاءت نسبه 56 % تباينت الآراء بشأن تحويل متحف " أيا صوفيا إلى مسجد.

المتابع للحملات والدعايا الانتخابية لرجب طيب أردوغان يجد أنه لم يترك مناسبة إلا واستغل أيا صوفيا للعب على مشاعر مواطنيه وتضاربت تصريحاته مع كل موقف وكل مرحلة انتخابية. 

بالأمس القريب تصدى لتحويل أيا صوفيا إلى مسجد، واليوم يعلنه مسجداً للصلاه أمام المصلين، لتثبت المواقف أن أردوغان على مدار حكمه يتخذ الإسلام أداة له لتحقيق أهدافه الدنيئة.

الجدير بالذكر أن تاريخ آيا صوفيا يعود لقرابة 1500 عام ،  وللمبنى شأن كبير في الإمبراطوريتين البيزنطية والعثمانية واحتل موقعا مرموقا كمكان عبادة للمسيحيين ومن بعهدهم المسلمون، لذلك فإن أي تغيير يخصه سيكون له أثر بالغ على أتباع الديانتين ،  علاوة على ذلك فإن المبنى مدرج على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة " يونسكو".

آيا صوفيا تعني في اللغة اليونانية "الحكمة الإلهية" ، وتم بناءه سنة 537 في عهد الإمبراطور البيزنطي جستنيا ، يطل المبنى الضخم على ميناء القرن الذهبي ومدخل البوسفور امتدادا من قلب القسطنطينية.

ظل أيا صوفيا أكبر كنيسة في العالم علي مدي قرون و مركزا للأرثوذكسية ، وكان تحت السيطرة البيزنطية، باستثناء فترة وجيزة في قبضة الصليبيين في القرن الثالث عشر، حتى فرضت قوات المسلمين بقيادة السلطان العثماني محمد الفاتح سيطرتها عليه وحولته إلى مسجد ، بنى العثمانيون أربع مآذن، وغطوا رموزا مسيحية وقطع فسيفساء مذهبة، ووضعوا لوحات ضخمة تتزين بأسماء الله الحسنى واسم النبي محمد والخلفاء الراشدين المسلمين بالأحرف العربية.

في عام 1934، أقام مصطفى كمال أتاتورك أول رئيس لتركيا جمهورية علمانية على أنقاض الإمبراطورية العثمانية المهزومة، وحول آيا صوفيا إلى متحف، يزوره الآن ملايين السياح كل عام ، وحثت جمعية تركية تسعى إلى إعادة آيا صوفيا إلى مسجد مرة أخرى المحاكم التركية عدة مرات في السنوات الخمس عشرة الماضية على إلغاء مرسوم أتاتورك.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة