جبران خليل جبران.. فيلسوف سبّق عصره

الثلاثاء، 05 يناير 2021 08:49 م
جبران خليل جبران.. فيلسوف سبّق عصره
جبران خليل جبران
كتب: حسن شرف

«الحق يُعرف في كل حال، ولا يُنطق به إلا في بعض الأحوال».. هذه الحكمة وغيرها الكثير، تُستدعى بعد عقود من موت كاتبها على مواقع التواصل الاجتماعي للتدليل على الحكمة والفلسفة في تناول الكاتب. 
 
الرجل الذي ولد في 6 يناير عام 1883 وتوفي بعدها بأقل من نصف قرن، في 10 أبريل 1931. كأنه غادر الحياة لتوه، خاصة أن رواد السوشيال ميديا من أبناء هذه الألفية يتفاعلون بشكل جيد مع مقولاته وحكمه التي كتبها قبل قرن من الزمان.
 
جبران خليل جبران، ورغم سنوات عمره القصيرة "48 عامًا" توّج اسمه كواحد من أشهر أدباء وشعراء ورسامي لبنان، وعلامة في تاريخ أدب المهجر الذي ترك في رصيده العديد من العناوين اللافتة، لعل أشهرها واحدا من الكتب التي ما زال يقرأها العالم حتى اليوم، وهو كتاب "النبي" الذي بيع منه عشرات الملايين من النسخ منذ ثلاثينيات القرن الماضي. 
 
ونزح أحد أجداده من دمشق إلى لبنان، حيث ولد هناك جبران في قرية بشرّى الواقعة في شمال البلاد. وكان يعمل والده في تربية المواشي.
 
جبران خليل جبران (2)
 
بدأ جبران بتلقي تعليمه في سن الخامسة في مدرسة (إليشاع)، وهي مدرسة تدرس مبادئ اللغة العربية، والفرنسية، والسريانية، ثمّ انتقل إلى بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية حيث انتسب هناك إلى مدرسة تُعلِّم مبادئ الإنجليزية.
 
كان جبران طفلاً شديد الذكاء، وأُحيط باهتمام كبير من قِبَل معلميه في المدرسة، لا سيما بعد ملاحظتهم ميوله الفنية المُبشرِّة بمستقبل مشرق، فأمضى فيها ثلاث سنوات، ثمّ عاد إلى لبنان، وانتسب إلى مدرسة (الحكمة) حيث أمضى فيها ثلاث سنوات أخرى أتقن خلالها اللغة العربية، ثمّ اضطر إلى العودة إلى بوسطن بسبب وفاة أمه وأخيه بمرض السل.
 
وفي عام 1908 سافر جبران خليل جبران إلى فرنسا لإتمام دراسته في فنون الرسم في أكاديمية (جوليان) في باريس، وحقق هناك نجاحاً كبيراً.
 
لقد كان لنشأته في أمريكا -التي كانت تشهد آنذاك نهضة فكرية- أثر كبير في شخصيته، فقد شعر بالتناقض بسبب الفرق بين البيئة الغربية والبيئة الشرقية بكل جوانب الحياة الفكرية، والاجتماعية، والسياسية، ما جعله يثور ويسخط على التقاليد والأنظمة التي كانت سائدة في الشرق في تلك الفترة، ويصب جام غضبه عليها، وقد كان جبران واسع الثقافة كثير القراءة لا سيما لكّتاب الغرب أمثال (شكسبير)، والشعراء الرومنسيين أمثال (بليك كيتش)، و(شلي)، و(نتشه)، إضافة إلى قراءته للأساطير الكلدانية، واليونانية، والمصرية، وقد تأثر جبران ببعض شعراء الغرب، وتجلى ذلك بمحاكاة قصائد النثر للشاعر الأمريكي (والت ويتميان)، الذي يُعدّ مبتدع هذا الفن، كما تأثر كذلك بفلسفة (أفلاطون) من حيث الرومانسية والتصوف.
 
كتاب "النبي" الذي صدر عام 1923 صاغ فيه جبران خليل جبران ألوانًا من الفلسفة المدموغة بالنثر الشعري. ويعد من كلاسيكيات الأدب التي يُعاد طبعها، لما له من قيمة أدبية وروحية، حتى أن ترجمته تعدت 100 لغة إلى الآن في العالم، ليقرأه ملايين القراء بعد سنوات طويلة تفصلنا عن وفاته.
 
كتاب النبي - جبران خليل جبران
 
وتحول الكتاب إلى فيلم سينمائي من إنتاج عام 2014 بطريقة الرسوم المتحركة يحمل نفس اسم الكتاب، وعرض في مهرجان "كان" السينمائي، من سيناريو وإخراج روجر أليرس وبطولة ليام نيسون والفنانة اللبنانية الأصل سلمى حايك، التي شاركت في إنتاجه أيضًا، وقالت في معرض تصريحاتها الصحفية عن مشاركتها في إحياء هذا العمل الأدبي اللافت: "جبران خليل جبران أثار مرارا وتكرارا مسألة التسامح، ومن خلال تذكيرنا بالأمور الجميلة في الحياة التي تجمعنا، وهذا مهم اليوم".
 
 
أبرز عبارات جبران خليل جبران
  • ليست حقيقة الإنسان بما يظهره لك، بل بما لا يستطيع أن يظهره، لذلك إذا أردت أن تعرفه فلا تصغ إلى ما يقول.
  • الحب لا يعطى إلا ذاته، ولا يؤخذ إلا من ذاته، وهو لا يَملِك ولا يُملًك، فحسبه أنّه الحب.
  • الحق يحتاج إلى رجلين: رجل ينطق به ورجل يفهمه.
  • إن لم يجر بينكم التبادل بالحب والعدل، شرهت فيكم نفوس وجاعت أخرى.
  • أين تبحثون عن الجمال وكيف تجدونه إن لم يكن هو الطريق والدليل؟
  • ليس من يكتب بالحبر كمن يكتب بدم القلب.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق