نحو 60% من الأراضي العربية تصنف متدهورةً لنقص المياه.. «برنامج الأغذية العالمي»: الوضع في مصر يبعث بالأمل للمنطقة

استعرضت كورين فلتشر، المديرة الإقليمية لمكتب برنامج الأغذية العالمي بالقاهرة التابع للأمم المتحدة، رؤية البرنامج لحالة الأمن الغذائي وسوء التغذية التي تشهدها منطقتا الشرق الأوسط وأفريقيا، في ظل تفاقم الصراعات، وتغير المناخ، وتفشي جائحة فيروس كورونا المستجد COVID-19؛ لافتةً إلى أن كل ذلك ساهم في تضاعف أعداد المعرضين لخطر المجاعات، وتزايدت مخاطر نقص الغذاء، في دول لم يسبق لها التعرض لذلك.

 

جاء ذلك، لقاء الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، كورين فلتشر، المديرة الإقليمية لمكتب برنامج الأغذية العالمي بالقاهرة التابع للأمم المتحدة، على هامش فعاليات الدورة الرابعة من منتدى شباب العالم، الذي يعقد تحت رعاية وبحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بمدينة شرم الشيخ، خلال الفترة بين 10 و13 يناير 2022؛ وأشارت إلى أن الوضع الحالي يزيد من مخاوف برنامج الأغذية العالمي، من وقوف المزيد على حافة المجاعة.

 

وتجدر الإشارة إلى أن الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، وفي كلمته، خلال اجتماع الدورة الثالثة عشرة للمجلس الوزاري العربي للمياه، في 18 نوفمبر 2021، كان قد تطرق إلى الوضع المائي في المنطقة العربية؛ واصفاً مؤشراته بالمقلقة؛ موضحاً أن نقص المياه تسبب في أن تشكل الأراضي الصحراوية والمهددة بالتصحر، الجزء الأكبر من الوطن العربي؛ كما أن 60% من تلك الأراضي، تصنف بوصفها متدهورةً وشديدة التدهور.

 

هذا، وخلال لقائها، المشار إليه، مع رئيس مجلس الوزراء، أبدت المديرة الإقليمية لمكتب برنامج الأغذية العالمي بالقاهرة، تفاؤلها من الوضع في مصر، باعتباره يبعث بالأمل للمنطقة، في ظل ما تتبناه الدولة المصرية من نهج تنموي شامل، والدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه مصر، لدعم قضايا الأمن الغذائي وتقليل مخاطر المجاعات في المنطقة.

 

الرئيس عبد الفتاح السيسي، وفي كلمة له، خلال افتتاح عدد من المشروعات القومية بمحافظة قنا في 14 مايو 2017، كان قد أوضح أن تخصيص الأراضي الزراعية في الفترات الماضية، دون إعداد مرافقها الأساسية، كان سبباً من أسباب تعثر استصلاحها وزراعتها.

 

وثمنت المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي، ما قامت به مصر في مسار التنمية، والتي ركزت فيه على  دعم الإنسان نفسه، من خلال مبادرات، مثل: «حياة كريمة» و«سكن كريم»، مما عزز، بشكل خاص علاقات التعاون بين مصر والبرنامج، وعظّم الاستفادة من إمكانات وخبرات الطرفين، لتبني شراكات تكاملية شاملة، تعزز بعضها البعض، وهو ما انعكس بشكل ملحوظ، على زيادة دخل صغار الفلاحين، والمرأة، وارتفاع قيد الأطفال بالمدارس؛ مضيفةً أن مصر لديها الكثير لتقدمه لدول المنطقة، من خلال مشاركة تجاربها الناجحة في دعم تحقيق الأمن الغذائي، خاصةً وأنها تحتضن «مركز الأقصر للابتكار وتبادل المعرفة»، الذي دشنه البرنامج بالأقصر؛ لافتةً إلى إمكانية العمل على دعمه، ليكون منصةً إقليميةً لتبادل المعرفة وأفضل الممارسات لتحقيق الأمن الغذائي ومعالجة سوء التغذية بدول المنطقة.