«من منتدى شباب العالم».. الرئيس السيسي يضع إمكانيات مصر أمام اليمن لإعادة الإعمار والتنمية

الأربعاء، 12 يناير 2022 08:00 م
«من منتدى شباب العالم».. الرئيس السيسي يضع إمكانيات مصر أمام اليمن لإعادة الإعمار والتنمية
منتدى شباب العالم- سفير شباب اليمن
دينا الحسيني

من يتتبع خطوات السياسة المصرية يجد أنها لا تعتمد أبداً على إضعاف الآخر، فما بالك وإن كان هذا الآخر "عربي" تربطه اللغة والدين والثقافة والقيم والتاريخ والمواقف العصيبة، فالاستراتيجية التي صاغها الرئيس عبد الفتاح السيسي، منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد تعكس أولويته للعرب لدرجة "التضامن" وأولويته للدول العربية لدرجة الإخاء، وأولويته لشعوب العالم الثالث قاطبة إلى درجة "وحدة المصالح المشتركة".

ومن هنا يعي الرئيس السيسي العمق الاستراتيجي بين "القاهرة وصنعاء"، نظرًا للموقع الجغرافي لكل منهما، ومرور مضيق باب المندب في الأراضي اليمنية وكذلك قناة السويس في مصر، كما تعتبر اليمن نقطة ارتكاز حيوية في الأمن القومي المصري والعربي بحكم موقعها الاستراتيجي في جنوب البحر الأحمر وفي مواجهة السودان والقرن الإفريقي وباب المندب.

ويدرك الرئيس أيضاً أن قوة صنعاء إضافة إلى قوة القاهرة إضافة إلى كل العرب، وأن الأمن القومي لليمن هو أمن قومي للدول العربية كافة ولمصر وأن استقرار اليمن هو استقرار لكافة المنطقة العربية، إذ لعبت مصر أدورا أساسية ومهمة في التاريخ اليمني، فمصر هبت لمؤازرة الثورة اليمنية في 26 سبتمبر 1962، وثورة 14 أكتوبر 1963 في جنوب اليمن، واليمن التي وقفت بجانب مصر في حرب 6 أكتوبر 1973 إذ أغلقت اليمن مضيق باب المندب أمام إسرائيل.

وبعد ثورة 30 يونيو 2013 وقفت اليمن قيادة وحكومة وشعبا إلى جانب مصر وشعبها ودعمت اليمن القيادة السياسية المصرية في كل الخطوات التي اتخذتها لمكافحة الإرهاب، وباركت كل الإجراءات التي اتخذتها مصر للحفاظ على أمنها القومي، بما في ذلك حماية حدودها وكل ما يهدد أمنها الذي اعتبرته اليمن والدول العربية أساسيا للحفاظ على الأمن القومي العربي، ناهيك عن العلاقات الشعبية العميقة بين مواطني الدولتين.

كل هذه الأسباب وغيرها جعلت الرئيس السيسي يؤكد على ثوابت سياسة مصر الخارجية، ويعلن اليوم من منتدى شباب العالم وضع إمكانيات مصر وخبراتها أمام اليمن الشقيق لمساعدته على تخطي مرحلة التعافي وإعادة الإعمار والبناء والتنمية، مؤكداً على الرفض المصري للتدخلات الخارجية باليمن والتي لعبت دوراً محورياً في إسقاط الدولة هناك.

وبعث الرئيس السيسي برسائل طمأنة إلى الشعب اليمني من خلال كلمته بمنتدى شباب العالم بالجلسة النقاشية اليوم التي جاءت تحت عنوان "المسؤولية الدولية في إعادة إعمار مناطق ما بعد الصراعات"، لعل أبرزها وضع إمكانيات مصر أمام اليمنيين لإعادة بناء الدولة وتثبيت أركانها، ومن ثم إعادة بناء مستقبلهم حيث قال: "أي حاجة موجوده في مصر متاحة للجميع لبناء القدرات، ودائماً مصر مستعدة للتعاون من أجل البناء والتنمية والتعمير وهذه ثوابت مصرية، لأن الخراب لا يؤدي إلا لمعاناه، والبناء والتعمير يعطي الأمل ويحقق الحلم وأن الأكاديمية الوطنية للتدريب جاهزة لتدريب شباب اليمن وشباب الدول العربية والأفريقية".

الموقف المصري تجاه دولة اليمن ثابتاً على الدوام ولم يتغير، وهو موقف رافض لأي تدخل غير عربي في الشأن اليمني لأنه يؤدي إلى تزعزع الاستقرار ويزيد من صعوبة المشهد اليمني، وموقف داعم للحكومة الشرعية اليمنية الممثلة في الحكومة والرئيس اليمني، ولم تدخر مصر جهداً لتقديم كافة الدعم اللوجيستي، لليمن فضلا عن استضافة مصر أكثر من مليون مواطن يمني يتمتعون بكافة الحقوق التي يتمتع بها أشقاؤهم المصريون ولهم كل الدعم والمساندة وأيضا الطلاب والدارسون اليمنيون في المؤسسات التعليمية المصرية.

ستظل المواقف المصرية تجاه دولة اليمن العربية تعكس مدى الترابط بين الدولتين، وسط توقعات سياسية بمزيد من التطور والإزدهار نحو مستقبل أفضل بين العلاقات اليمنية المصرية، فالبلدين يبذلان جهودا أكبر لتحسينها وتطويرها سياسيا واقتصاديا وثقافيا. 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق