العزوة الكدابة.. الزيادة السكانية تلتهم فوائض الإنتاج

السبت، 22 يناير 2022 06:00 م
العزوة الكدابة.. الزيادة السكانية تلتهم فوائض الإنتاج
عنتر عبد اللطيف

تلتهم الزيادة السكانية المهولة خاصة في الصعيد والريف فوائض الإنتاج وتستهدف بشكل مباشر القضاء على أي تقدم تحرزه الدولة بوضع الخطط الاقتصادية التي تهدف إلى النهوض بالخدمات المقدمة للمواطن، ما يجعلنا ندور في دائرة مفرغة بسبب مفاهيم مغلوطة ووعي خاطئ لايزال يبنى على مفاهيم تليدة بالية من قبيل أن "العيال عزوة" و"العيال تيجي برزقها".
 
وفي بعض المناطق خاصة بالصعيد لا يكتفي الأب بطفل أو اثنين بل يحاول أنجاب المزيد طمعا في إنجاب "ولد" جراء نظرة قاصرة تتوهم أن الولد أفضل من البنت، وجراء ذلك تتفاقم المشكلات الاقتصادية وينخفض نصيب الفرد من المياه والخدمات التعليمية والصحية، ويتبع ذلك زيادة الضغط على المرافق والخدمات، ما يسبب الكثير من العضلات التي يستحيل حلها.
 
الطفل الوحيد ربما يكون عزوة والده ووالدته فعلا في حالة تعليمه بشكل صحيح، وبناء جسده بطريقة علمية وتوفير مقومات حياة إنسانية لائقة له، أما أطفال كثر ترعى في أجسادهم الأمراض، ويفتك بهم الجهل فلن يكونوا أبدا عزوة بل سيصبحوا عالة على والديهم وعلى المجتمع، وهي مفاهيم مغلوطة تقف حجر عثرة في طريق تقدم "الجمهورية الجديدة".
 
كوارث الزيادة السكانية لا تعد ولا تحصى منها إنها تؤدي إلى تراجع الخصائص السكانية وارتفاع معدل الأمية والتسرب من التعليم، وارتفاع نسبة البطالة ومعدلات الفقر، وتستهدف الزيادة السكانية غير المنظمة، خطط الدولة الاقتصادية بصورة سلبية، حيث يؤكد الخبراء أن تحقيق نمو اقتصادي في مصر يضاهي الزيادة السكانية التي نشهدها سنويًا يتطلب معدلات نمو تصل إلى 8% بحسب بعض التقديرات.
 
الرئيس عبد الفتاح السيسي، حذر من هذه الكارثة بقوله إن الزيادة السكانية تمثل الخطر الأكبر، وأن كثرة الإنجاب واحدة من المشكلات التي تواجهها الدولة بشكل قوي، ورد بقوة على سؤال "انت متكلمتش في الموضوع ده قبل كده ليه؟"، قائلاً: "في موضوعات مكنش ينفع نتكلم فيها إلا في وقتها لأن في أولويات للتعامل مع أزماتنا، لإن انتو مكنتوش جاهزين تسمعوا، ودلوقتي وجب التعامل مع أزمة الزيادة السكانية بشكل طموحي"، متابعا بشكل مازح: "أنا لو جيت قولتلكوا أزود المرتب من 1 إلى 10 آلاف، هتقولوا هات الـ 10 آلاف".
 
كما انتقد الرئيس السيسي، ثقافة الإنجاب لدى المواطنين، وذلك خلال الاستماع لفيلم تسجيلي عن سكان العشوائيات في محافظة الإسكندرية، حيث ظهرت سيدة تقول إن لديها 6 أبناء، وقال خلال افتتاح مشروع غيط العنب، بالإسكندرية: بقول لكل أسرة، انتي بتقولي أنا عندي 6 يناموا فين؟ وهقولك انتي بردوا مش تفكري قبل ما تجيبي الستة هتنيميهم فين، إحنا بنحل مسألة، لكن كلنا لازم نقف ونعرف انت عملت في نفسك كده ليه؟.
 
وأضاف الرئيس السيسي: في حد يقولي متعملهمش.. مقدرش.. لازم نعمل ليهم.. بس بقولهم معقول وانت بتحكي الحكاية بتتكلم وكأن أنا اللي مقصر في حقك أو الدولة اللي مقصرة، لا والله انت اللي مقصر في حق نفسك، بقى أنت قاعد في أوضة تجيب أربعة تأكلهم إزاي وتعلمهم إزاي.. واحد يقولي بلاش الكلام ده خلي الناس تحبك، ربنا مطلع عليا.
 
آثار كثيرة سلبية تخلفها الزيادة السكانية تتمثل في انتشار العشوائيات في المدن الكبرى، وعدم التوازن الجغرافي في التنمية الاقتصادية، وعدم العدالة في توزيع السلع والخدمات، فضلا عن ضعف الاستثمارات في المحافظات النائية والصعيد، وزيادة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية.
 
الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، كان قد رصد أهم التأثيرات الزيادة السكانية المتوقعة على قطاع التعليم، مع استمرار معدلات الزيادة في عدد السكان لنفس معدل الخصوبة الحالي دون جهود مثمرة حقيقية، حيث توقع الجهاز أن يصل عدد السكان إلى 192 مليون نسمة في عام 2052، أما في حالة تكثيف جهود الدولة الشاملة لخفض معدل الخصوبة سيصل عدد السكان إلى 143 مليون نسمة في نفس الفترة أي بفارق 50 مليونا وهو يساوى سكان عدة دول، مؤكداً أن عدد الطلبة يصل حاليا إلى نحو 20 مليون طالب، وعدد المدرسين إلى 964 ألف مدرس، وعدد المدارس إلى 37 ألف مدرسة، وإذا استمر معدل الإنجاب الحالي 3.4 طفل لكل سيدة حتى عام 2052 سيصل عدد سكان مصر إلى 192 مليون نسمة، وبالتالي سيصل عدد الطلاب إلى 38 مليون طالب، وسيتطلب هذا العدد وصول عدد المدرسين إلى 1.816 مليون مدرس وعدد المدارس إلى 70 ألف مدرسة.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق