رجالة المنتخب يعاهدون الجماهير.. على مونديال قطر رايحين

السبت، 12 فبراير 2022 10:30 م
رجالة المنتخب يعاهدون الجماهير.. على مونديال قطر رايحين
إسلام ناجي

 
"شرفتونا ورفعتوا راسنا".. بأداء رجولي عاد الفراعنة من الكاميرون ويفتحون صفحة "السنغال" في المباراتان الفاصلتان للصعود إلى كأس العالم
 
أبت الأميرة السمراء أن تخضع لملكها الحقيقي، والأكثر تتويجا باللقب في سبع نسخ ماضية، ورفضت الفراعنة بكامل إرادتها، بعد الأداء الرجولي الذي قدمه أبطال منتخب مصر في البطولة الإفريقية، على الرغم من كم التحديات والصعوبات التي واجهتها بعثة المنتخب منذ الوصول إلى الكاميرون، وحجم الإجهاد الذي تعرض له الفريق، نتيجة اللعب المتواصل 4 مباريات متتالية بأوقات إضافية، في سابقة لم تحدث منذ انطلاق بطولة كأس الأمم الإفريقية.
 
كان الأبطال على قلب رجل واحد، أثبتوا أنهم قادرون على تحقيق الأفضل، بعدما امتعوا الجماهير، وقدموا أداءً بطولياً ورجولياً، كان بمثابة "ملحمة"، استطاعوا من خلالها كسب ثقة ومحبة واحترام الجميع، علي الروح القتالية والرغبة الحقيقية في اقتناص النجمة السمراء الثامنة.
 
الأداء الرجولى والبطولي من كتيبة المنتخب كان محل ثناء كبير من الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى توجه لهم بكل التحية والتقدير على ما قدموه من أداء عالٍ في بطولة كأس الأمم الإفريقية، وقال الرئيس السيسى على حساباته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي: "لقد أديتم ما عليكم، وكسبتم احترام الجميع، وكنتم على قدر الثقة، وشرفتم بلدكم، وإننا جميعا على ثقة بأنكم ستعوضون هذا اللقب وتسعدون المصريين بالصعود إلى المونديال". 
 
وأضاف الرئيس السيسى: "ثقتنا بكم وبقيادتكم الفنية لم تهتز، فما قدمتمونه يثبت أنكم قادرون على تحقيق الأفضل إن شاء الله".
 
كما وجه المستشار الدكتور حنفى جبالي رئيس مجلس النواب، الشكر لمنتخب مصر على أدائه فى بطولة كاس الأمم الأفريقية، وقال فى الجلسة العامة لمجلس النواب الثلاثاء الماضى، موجها رسالة لمنتخب مصر الوطنى: "بأسمى وأسم نواب المجلس أتقدم بالشكر على ما قدمتموه من أداء رائع أسعد الجميع" مضيفا: "لقد لعب منتخبنا بروح قتالية عالية وإصرار وعزيمة لا تلين متحدين الصعاب ضاربين المثل فى تحطيم المستحيل نال ثقة الشعب المصرى"، وتابع: "مجلس النواب يثق ثقة كاملة فى المنتخب الوطني على رد الاعتبار ببلوغ المونديال القادم".
 
وعلى الرغم من حصد منتخب السنغال لقب كأس الأمم الإفريقية للمرة الأولى في تاريخه، إلا أن منتخب مصر ودع أمم إفريقيا مرفوع الرأس، بعدما نجح في إقصاء كلاً من "كوت ديفوار والمغرب والكاميرون"، في أسبوع واحد، وجميعهم كانوا مرشحون للفوز باللقب الإفريقي، ليعلن الجميع أن الفراعنة عادوا بفريق ذهبي قوى يستطيع التغلب على أي منافس وسط أي ظروف.
 
جيل سيكون على موعد من تحدى جديد في مارس المقبل حينما يخوض المباراتين الفاصلتين أمام السنغال للصعود إلى كأس العالم في قطر نوفمبر المقبل، وهو التحدى الذى أعلن لاعبى المنتخب خوض غماره بكل قوة، معاهدين أنفسهم والجماهير بان يكون ردهم في الملعب.
 
روح الأبطال واكتشاف نجوم جدد 
 
رغم خسارة النجمة الثامنة، وخروج منتخب مصر علي يد السنغال، بركلات الترجيح، في المباراة النهائية التي جمعت المنتخبين علي ملعب باول بيا في العاصمة الكاميرونية ياوندي، إلا أن الفراعنة استطاعوا تحقيق العديد من المكاسب، وكسب ثقة الجمهور، خلال المشاركة في بطولة كأس الأمم الافريقية الكاميرون 2021، بعد أن خلق حالة غير مسبوقة على مدار مشاركته فى البطولة، استعاد من خلالها هيبة الفراعنة بعدما كانوا مستبعدين من الوصول حتى إلى المباراة النهائية ورد الاعتبار أمام المنتخبات الكبرى.
 
عودة الثقة في "كيروش"
 
رغم أنه لم يكتب اسمه بين المدربين الذين قادوا منتخب مصر للفوز باللقب، إلا أن المدرب البرتغالي كارلوس كيروش، نجح في اكتساب ثقة الجماهير المصرية، بعد حوالى 5 أشهر من توليه المسئولية، إذ قاد الفراعنة فى 18 مباراة، حقق خلالهم الفوز فى 12 مباراة، وكشفت بطولة أمم إفريقيا عن قوة شخصية كيروش، بعد إصراره على اللعب بطريقة جديدة على الفراعنة 4/3/3 ، ورفضه ضم لاعبين مثل طارق حامد، ومحمد مجدى أفشة، على الرغم من الضغوط الإعلامية والجماهيرية التى تعرض لها.
 
كما تعرض كيروش للطرد من الحكم باكارى جاساما، فى مباراة الكاميرون بالدور قبل النهائي، دفاعًا عن الظلم الذى تعرض له المنتخب المصري، ما دفع بعض الجماهير بتشبيهه بمانويل جوزيه، المدير الفني الأسبق للنادي الأهلي، والذى كان دائم الدخول في مشادات بسبب الدفاع عن لاعبي فريقه.
 
يا "جبل" ما يهزك ريح
 
نجح محمد أبوجبل حارس مرمى المنتخب المصري في إثبات قدرته على حماية عرين «الفراعنة»، بعدما نجح في الذود عن مرماه في اختبارات صعبة وأوقات حساسة في البطولة عقب إصابة الحارس الأساسي محمد الشناوي، ليثبت «أبوجبل» صاحب الـ33 عامًا إمكاناته وتألقه حتى الرمق الأخير وفوزه بلقب أفضل لاعب في المباراة النهائية على الرغم من خسارة المنتخب.
 
محمد عبد المنعم.. صخرة دفاعية جديدة
 
أجبر محمد عبد المنعم، المعار من النادي الأهلي إلى نادى فيوتشر، الجميع على احترامه على الرغم من إهداره ركلة الجزاء في المباراة النهائية، إلا أن مجهوده طوال البطولة، ومشاركته خلال مباراة نيجيريا بعدما لعب على حساب زميله محمود حمدى «الونش»، المصاب، ليثبت قدميه فى التشكيل الأساسي للمنتخب المصري لكرة القدم حتى حصل على لقب رجل المباراة بعد مواجهه المنتخب الكاميرونى فى الدور قبل النهائى، ليثبت قدرته على تحمل المسئولية في أصعب الظروف، وأنه مستقبل الدفاع في مصر، الأمر الذي دفع لتعديل وجهته الكروية من جديد، من الإعارة بنادى فيوتشر إلى النادى الأهلي.
 
أحمد فتوح.. حاوي الجبهة اليسري
 
فرض أحمد فتوح، ظهير أيسر المنتخب المصري، نفسه بمستوى عالٍ، ظهر طوال مشوار أمم إفريقيا مع منتخب مصر، ليسطر تاريخًا للشاب الذي بات هدفًا لعدد من الأندية الأوروبية، في فرنسا، وتركيا، بعد تألقه اللافت للنظر.
 
وظهر «فتوح» خلال مباراة كوت ديفوار، أسدًا ليوقف خطورة «بيبي» نجم الأفيال وأرسنال الإنجليزى، ليكرر مرة أخرى نجاحه بتصديه لأشرف حكيمى، ظهير أيمن منتخب المغرب، والذى يعتبر أفضل ظهير أيسر على مستوى العالم.
 
وحدة الجماهير
 
حالة التفاف كبيرة حول المنتخب خلقها نجوم الفراعنة بعد إصرارهم ورجولتهم على أرض الملعب، ما أجبر جماهير الأهلي والزمالك على الاتحاد مجدداً تحت راية الفراعنة ونبذ التعصب والانتماءات المتفرقة وإعلاء مصلحة المنتخب، وهو ما خلق حالة رائعة من الروح الرياضية انعكست على تشجيع لاعبي القطبين دون النظر إلى أى ألوان فى حالة تتمنى الجماهير أن تستمر دائماً دون أن يتخلل بينهم من جديد عناصر الفرقة ومثيرى التعصب.
 
عودة هيبة المنتخب وتقدم بالتصنيف
 
استعاد منتخب الفراعنة هيبته فى القارة السمراء، رغم الهزيمة في المباراة النهائية، فلم يكن طريقه إلى ذلك النهائي سهلاً بل واجه أقوى المنتخبات منذ بداية الأدوار الإقصائية وتغلب عليهم، بعدما أقصى كوت ديفوار والمغرب والكاميرون صاحب الأرض من البطولة ولولا الحظ لحصد اللقب أمام السنغال، ليعيد للأذهان الجيل الذهبي لمنتخب مصر مع حسن شحاتة، والذي حقق بطولة كأس الأمم الافريقية ثلاث مرات متتالية عام 2006، 2008، 2010.
 
واكتفى منتخب مصر بالحصول على الجائزة المالية الخاصة بصاحب المركز الثاني في بطولة كأس أمم أفريقيا 2021، بعد خسارته المباراة النهائية للبطولة على يد منتخب السنغال، وحصل منتخب مصر على جائزة مالية قدرها 2.75 مليون دولار من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم «كاف»، فيما حصل البطل منتخب السنغال على جائزة قيمتها 5 ملايين دولار، علما بأن الاتحاد رفع قيمة الجوائز المالية قبل انطلاق البطولة.
 
الأهم من أن الهزيمة وخسارة اللقب، أنها ستمنح المنتخب المصري حافزا إضافيا عندما يواجه منتخب السنغال الذي هزمه في نهائي كأس أمم أفريقيا بعد نحو شهر ونصف، في مباراتي الحسم المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2022.
 
مش هنسيب حقنا
 
من ناحية أخري، تعهد لاعبي منتخب مصر بمصالحة الجماهير والأخذ بالثار، وتحقيق الصعود إلي فعاليات كأس العالم علي حساب منتخب السنغال، والتي أوقعتها القرعة مع الفراعنة في مباراة المرحلة الحاسمة للتأهل إلي المونديال.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق