من ""قادرون باختلاف" في 5 ديسمبر إلى "كنز الدنيا" في 10 فبراير.. ذوو الهمم في عين الدولة

السبت، 19 فبراير 2022 11:00 م
من ""قادرون باختلاف" في 5 ديسمبر إلى "كنز الدنيا" في 10 فبراير.. ذوو الهمم في عين الدولة
يوسف أيوب

في احتفالية "قادرون باختلاف" التي حضرها الرئيس عبد الفتاح السيسى يوم الخامس من ديسمبر الماضى، وهى الاحتفالية التي قدمها شباب من ذوى الهمم، كانت الفنان أشرف عبد الباقى يدير أحد الجلسات النقاشية مع الشباب، وكان بينهم "نورهان عثمان"، 20 سنة طالبة في الصف الثالث الإعدادى، وأول بطلة تزحلق على الجليد من القادرون باختلاف ولاعبة كرة سالة وعارضة أزياء.
 
في ردها على سؤال أشرف عبد الباقى عن امنيتها الشخصية قالت نورهان: "نفسى أكون مذيعة وممثلة وموديل، وامنيتى العامة أن نفسى ماحدش يقول علينا ذوى احتياجات خاصة أو ذوى قدرات خاصة، احنا القادرون باختلاف".
 
هنا تدخل الرئيس السيسى ووجه حديثه للفنان أشرف عبد الباقى وقال له: "الأستاذ اشرف عنده مسرح جميل وقدم شباب كتير، يعنى أنت قاعد بتدير الحوار طيب ما يالا بقى.. نشوف حاجة لنورهان بقى"، فكان الرد السريع من أشرف: "تنورى يا نورهان طبعا".
 
الخميس 10 فبراير كانت "نورهان" ومعها آخرين من شباب وشابات ذوى الهمم على موعد ليس فقط لتحقيق أمنية "نورهان"، بل أمنية أحمد طارق ومحمد الحسينى صاحب محاولة عبور المانش، وغيرهم الكثير من أبطال العرض المسرحى "كنز الدنيا" الذى نظمت له الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية عرضاً خاصاً حضره وزراء التضامن الدكتورة نيفين القباج، والاتصالات الدكتور عمرو طلعت، والدولة لشئون المصريين بالخارج، السفيرة نبيلة مكرم، وكرم جبر رئيس المجلس الإعلى لتنظيم الإعلام، والمهندس عبد الصادق الشوربجى، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، ونواب بالبرلمان ورؤساء تحرير وإعلاميين وسياسيين وشخصيات عامة، ممن خرجوا من العرض ليسوا فقط مبهورين بأداء كل طاقم عمل المسرحية، ولكن لإن هؤلاء الشباب والشابات من ذوى الهمم استطاعوا أن يقولوا للجميع أنهم كما اسم المسرحية "كنز الدنيا" الذى يحتاج إلى من ينفض عنهم الغبار، ويحولهم إلى ايقونات للعمل والجد والاجتهاد، وقد وجدوا من يفعل ذلك، ويجعلهم في أولوية اهتمامه، وهو الرئيس السيسى.
 
المسرحية التي هي نتاج تلاقى فكرى وتعاون مشترك بين الشركة المتحدة ووزارة التضامن، تهدف في الإساس إلى مناقشة نظرة المجتمع لذوي الهمم من خلال أسرة من الطبقة المتوسطة تكتشف أن مولودها من اصحاب متلازمة "داون"، حيث يؤدي الدور الطفل عمرو هشام، وهو مصاب بمتلازمة داون فعليا، كما يشاركه في البطولة شباب من ذوى الهمم، منهم من حقق ارقاماً قياسية في السباحة وأخر في الغطس، وثالث مبدع في الرسم، وأخرى لديها قدرة خاصة في تقديم الأغانى بصوت عذب، وأخرين كثيرين كان لهم دور كبير في تغيير وجة نظر المجتمع تجاه ذووى الهمم، بعدما استطاعوا بأيديهم وعقولهم أن يقولوا للجميع أنهم قادرين.
 
في المشهد الختامي للمسرحية تكمن الرسالة، فقد اضطرت الأم أن تترك عيد ميلاد أبنها الوحيد "جميل" من اصحاب متلازمة "داون"، بعدما تلقت اتصالا هاتفيا يفيد بتعرض والدتها لازمة صحية. تركت الأم الشقة بعدما نبهت على "جميل" واصدقائه فى مدرسة "كنز الدنيا" ومعهم إبن الجيران، أن يعتنوا جيدا بأنفسهم حتى تعود بعد ساعتين، وحينما خرجت استغل شابان الفرصة للدخول إلى الشقة لسرقة "كنز" سمعوا أنه موجود بالشقة.
 
وفى اطار كوميدي دارت مواقف طريفة بين الاطفال الخمسة "4 من ذووى الهمم وجار جميل" والحراميان، انتهى إلى احكام الاطفال قبضتهم على الحراميان بعدما نصبوا لهما كمين "كوميدى" انتهى بالحرميان إلى ربطهم فى حبل، وحينما وصل والد أحد الاطفال "أشرف عبد الباقى" وعرف بما حدث قال للحرميان "انتوا كنتوا بتدوروا على كنز فى البيت تسرقوه، دول هما كنز الدنيا"، في إشارة إلى جميل وأصدقائه الطلاب في المدرسة التي فتحت أبوابها لاستقبال ذووى الهمم، لثقل مهاراتهم وإدماجهم في المجتمع، واستخراج المهارات الكامنة بداخل كل طفل.
 
المسرحية أسمها "كنز الدنيا"، وفى الختام قال أشرف عبد الباقى أن ذووى الهمم هم "كنز الدنيا"، وهى خاتمة واصفة لهؤلاء الشباب الذين لم يستسلموا لظروفهم الخاصة، فأبدع كل منهم في المهارة والهواية التي يمارسها، فاستحقوا عن حق لقب "كنز الدنيا".
 
قالوها وفعلوها، ففي ختام العرض تحدث ابطاله وقال أحدهم: "عندنا التحدى والإرادة اننا نعمل كل حاجة واحنا فعلا قد التحدى وهنوصل لمستقبلنا ان شاء الله"، كما قالت إحدى البطلات: "من وأنا صغيرة وانا حلمى أن أكون واقفة على المسرح وفعلا مش مصدقة انى عملت كده".. نعم فعلوا ما قد نراه صعباً على أطفال في أعمارهم، وقفوا على خشبة المسرح دون أن يكون لأى منهم سابق خبرة في مواجهة جمهور المسرح، لكن لإنهم قادرين فحققوا ما يتمنوه وكأنهم متمرسين في الوقوف على خشبة المسرح لسنوات طويلة، وليس أسابيع قليلة استغرقتها بروفات هذه المسرحية.
 
أبدع الأطفال والشباب من ذوى الهمم، لدرجة أن الفنان الكبير أشرف عبد الباقى، لم يكن ليصدق نفسه من فرط إعجابه بأدائهم. نعم هو من تولى تدريبهم للوقوف على خشبة المسرح، لكنه التدريب شيء، ومواجهة الجمهور شيء أخر، لذلك خرج أشرف بعد العرض وقال: "الحقيقة الشباب دول أسعدونا وسعيد إنى اشتغلت معاهم".
 
"كنز الدنيا" هي أكبر رسالة للمجتمع، بأن ذوى الهمم هم كنز لا يجب أن يظل مدفونا بينا، بل علينا أن ننفض عنه الغبار، ونطلق لهم العنان، لانهم بالفعل قادرين على فعل كل شيء، ليس فقط في الفن، وإنما في الرياضة والعلم والمشاركة المجتمعية.. في كل شيء، هم لا يقلون عنا شيء، بل منهم من أفضل منا جميعاً، بعدما أتيحت له الفرصة ليخرج المهارات المكبوتة بداخله.
 
وكما كان رائعا أن نرى ونسمع مقطوعات موسيقية أقل ما يقال عنها بأنها رائعة الجمال، من إبداع أعضاء فرقة النور والأمل، فقد كان أداء الفرقة قبل بدء عرض "كنز الدنيا" دافعاً لدى كل من حضر هذا العرض ليبقى في مكانه دون حركة، حتى لا تفوته ولو لحظة واحدة من لحظات الأبداع الذى تجلى على المسرح.
 
وتعد المسرحية أول وأكبر عمل مسرحي يضم مجموعة كبيرة من المواهب الشابة من ذوى الهمم للتأكيد على إعادة دمجهم في المجتمع، بالإضافة الى النجم الكبير اشرف عبد الباقي والفنانين ابرام سمير وعلي المصري وملك ياسر وشريف حسني، وجاءت في إطار حرص القيادة السياسية على مشاركتهم وحصولهم على كافة الحقوق والخدمات، وكذلك الاستفادة منهم فى مجال الفن والإبداع، وهو المجال الصعب الذى يتطلب مواهب وقدرة على التجسيد والتمثيل، حيث تمت تحت رعاية وزارة التضامن ومن تنظيم شركة تذكرتي وتنفيذ شركة وورك شوب، واخرجها للمسرح الفنان أشوف عبد الباقى، والتليفزيون المخرج الكبير سعيد حامد، وجاءت فكرتها في اطار جهود الشركة المتحدة لدعم المسرح المصري الجاد، واكتشاف مواهب جديدة بالإضافة الى دمج ذوي الهمم في المجتمع بشكل اكبر وابراز المواهب في كافة المجالات، وحيث ساهمت وزارة التضامن في ترشيح ورعاية مجموعة كبيرة من ذوي الهمم أصحاب المواهب الخاصة أثناء تحضيرات المسرحية، ودعمت المشروع بكل امكانياتها بالتعاون مع المتحدة للخدمات الإعلامية.
 
الفنان أشرف عبد الباقي قال عن فكرة العرض "لما كان فى احتفالية قادرون باختلاف وتشرفت أنى تعرفت على هؤلاء الأبطال والشباب، جاءت الفكرة أننا نعمل مسرحية يشارك فيها كل الشباب وإزاى نتقبلهم زى ما هم بدون ما نحس إن فى حاجة غريبة".
 
وقالت الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، إنها سعيدة بمشاركة الوزارة مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية في هذا العمل، حيث إن معظم قضايا الوزارة تحتاج الى مشاركة الإعلام لتسليط الضوء عليها وتغيير نظرة المجتمع تجاه ذوى الهمم في الأمور غير الحقيقية، كما أن مشاركة ذوى الهمم في هذا العمل المسرحي يجعلهم يتحدثون عن أنفسهم وقضاياهم وليس غيرهم، لافتة الى أن مشاركة الفنان الكبير أشرف عبد الباقي في هذا العمل المسرحي يؤكد على أهمية دور الفن في مثل هذه القضايا وتوصيل صوته الى المجتمع بشكل.
 
وأضافت الدكتورة نيفين القباج إن الهدف من مسرحية "كنز الدنيا" هو دمج "قادرون باختلاف" في المجتمع بشكل إيجابي، مشيرة إلى أن أسرة أبطال المسرحية شعروا بالفرحة والسعادة بعد مشاهدة أبنائهم، مؤكدة أن الهدف منها هو ترك مساحة لـ"قادرون باختلاف" للتعبير عن أنفسهم، فجاءت المسرحية لتعكس تقدير الدولة الفعلي لكل مواطنيها.
 
وتحدث أحد أبطال العرض قائلا: "عندنا التحدى والإرادة أننا نعمل كل حاجة وإحنا فعلاً قد التحدى وهنوصل لمستقبلنا إن شاء الله"، كما قالت إحدى البطلات: "من وأنا صغيرة وأنا حلمى أن أكون واقفة على المسرح وفعلاً مش مصدقة أنى عملت كده".
 
كتب كلمات أغاني المسرحية الشاعر أيمن بهجت قمر، وكتب المسرحية عيسى جمال ووليد هندي وصمم الديكورات محمود سامي والحان شادي عويضة وتتضمن المسرحية أيضًا استعراضات ومشاهد "أكشن" كوميدية، ومن المقرر أن تتم إقامة عروض خاصة للمسرحية خلال الفترة المقبلة، ثم سيتم عرضها عبر منصة watch it ثم قناة DMC. 
 
في النهاية لا يبقى الا أن نوجه تحية تقدير واحترام لكل من فكر في عمل هذه المسرحية، ومن ساهم فيها بسيناريو أو تمثيل أو أي شيء، لإنها بالفعل فكرة عظيمة، سيكون لها بالغ الأثر مستقبلاً حينما تتاح للجميع مشاهدتها، سواء عبر منصة watch it أو قناة DMC بعد ذلك.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة