استقرا أسفل التراب .. قصة الأصدقاء في البحث الكنز الأثري المدفون بسوهاج

السبت، 05 مارس 2022 11:00 ص
استقرا أسفل التراب .. قصة الأصدقاء في البحث الكنز الأثري المدفون بسوهاج
منال عبداللطيف

سيطر الوهم  على عقولهم ومعتقداتهم الخاطئة التي تؤذي مشاعرهم وتضر الإنسان وتقوده إلى إفساد كل ما بناه في حياته، ويتحول من إنسان معافى إلى شخص " مريض للوهم " يعيش في  دوامةٍ مستمرة تتغلب عليه أفكار الإصابة بأمراض خطيرة.
 
ظل " قدري " يحلم بالكنز الأثري المدفون أسفل منزله بمركز المراغة بمحافظة سوهاج والذي ورثه عن والده.. وعلى الرغم من بلوغه العقد الخامس من عمره إلا أن فكرة الكنز الأثري لا تفارق عقله، وكلما مرت به سنوات العمر يشعر بالقلق خشية أن يفارق الحياة قبل أن يحقق حلمه في استخراج هذا الكنز الذى طالما سمع عنه وهو صغير.
 
الكثير من الروايات والحكايات سمعها " قدري" والتي تثير العجب من والده وجده، حيث ظلت هذه الحكايات محفورة في ذهنه ولم تمحوها السنوات التي عاشها، بل أن مرور السنين الواحدة تلو الأخرى زاد من اصراره على العثور على الكنز مهما كانت التضحيات، فلم يعد يطيق الصبر أكثر من ذلك خاصة وأنه يمتلك المال اللازم لاستخراج الكنز ذلك المال الذى كان يقف عائقا أمام  تحقيق حلمه خلال سنوات شبابه ولكنه أيقن بأنه قد حانت اللحظة التي عاش من اجلها.
 
كان ما يقلق قدري المساحة الشاسعة التي يشغلها منزله القديم والتي تبلغ 130 متر مربع، حيث أنه لا يستطيع الحفر أسفل هذه المساحة الكبيرة، ولابد من اختيار منطقة بعينها للحفر أسفلها مما جعله يستعين بالسحرة والمشعوذين ليحددوا له المنطقة التي يوجد بها الكنز الأثري، وعندما استقر رأيه على منطقة بعينها في احدى الغرف الداخلية بالمنزل بدأ في التخطيط لكيفية انجاز مهمته في سرية تامة وحتى تسير خطته في  الكتمان ولا ينتشر الخبر بين جيرانه قرر ان يستعين بعامل واحد فقط يدعى جلال يتميز ببنيانه الجسماني القوى وعضلاته المفتولة التي  تمكنه من العمل الشاق بمفرده دون الاستعانة بأفراد آخرين وبالتالي يضمن ان تتم عملية استخراج الكنز الأثري في سرية تامة وبعيدا عن أعين وآذان رجال الأمن.
 
كانت الوعود التي وعد بها قدري مساعده جلال بحصوله على أموال طائلة في حالة العثور على الكنز الأثري كفيلة بأن تجعل الاخير يعمل في الحفر بجد ونشاط ويواصل ساعات العمل ليلا ونهارا بدون كلل او ملل، وعلى الرغم من القيام بأعمال الحفر بمفرده إلا أنه نجح خلال وقت قصير في عمل حفرة بعمق حوالي 10 أمتار وبقطر 1.5 متر ساعتها.
 
شعر قدري بأن بشائر حلمه قد لاحت أمام عينيه ودفعه الفضول إلى النزول داخل الحفرة ليساعد جلال صديقه  في استكمال أعمال الحفر، وتجاهل خطورة اكوام التراب المحيطة بالحفرة والتي تشبه التلال الصغيرة في ارتفاعها، وأثناء قيام قدري وجلال بالحفر لزيادة عمق الحفرة شاهدا بأعينهم اكوام التراب تتدحرج داخل الحفرة تدريجيا وهما بداخلها وكأنها على وشك السقوط عليهما، وفى لمح البصر اخذت اكوام التراب في الانهيار بسرعة داخل الحفرة قبل ان يتمكن الرجلان من الخروج منها ليلقى مصرعيهما في الحال.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق