علموا أولادكم.. القدوة.. الوعي

الإثنين، 07 مارس 2022 06:28 م
علموا أولادكم.. القدوة.. الوعي
أمل عبد المنعم تكتب

انتشر في الفترة الأخيرة سلوكيات صادمة وجرائم عنف وقتل أزواج وذبح أبناء، الغريب أكثرها لمهن مرموقة وابطال الجرائم متعلمين ومثقفين ومن أسر متعلمة، وهذا ما جعل الدهشة والتساؤل وعلامات الاستفهام تنهال دون إجابات مقنعة، فإذا جاءت هذه الجرائم من أشخاص غير متعلمين أو وعيهم وثقافتهم قليلة ومن أسر لم تقدم لهم أدنى مستوى من التربية، فقد يكون اتجاهاتهم الهمجية والغير مسيطر عليها مفهومة.

لكن التساؤل لماذا كل هذا الهدر والتدني اللا أخلاقي من بعض أطباء ومهندسين ومدرسين وبعض أصحاب الشهادات العليا من ماجستير ودكتوراه؟، لماذا وصلنا لهذا الطريق المغيم؟ لنجد تصدر العناوين في جميع الصحف خلال الأيام الماضية، "لم يتمكن من علاج زوجته".. رجل أعمال ينهى حياة طبيب تخاطب في إمبابة بـ5 طعنات، مذبحة في شقة الزمالك.. رجل أعمال يقتل أسرته بالكامل ثم ينتحر، مهندس قتل عائلته بالكامل وأصر على الإعدام. الجريمة الأكثر حزنا في تاريخ مصر، نفذ جريمته بعد الفجر.. طبيب يقتل زوجته الطبيبة بـ 11 طعنة، مفاجأة في واقعة "طبيب سوهاج" بعد ذبح زوجته وقتل ابنها، وغيرها من القضايا المتداولة والبشعة.

وإذا لم نجد قضايا من هذا النوع نجد التنمر والتعصب والقدوة السيئة من تصرفات وألفاظ وموضة موبوءة من بنطال ممزقة ومهلهلة بأسعار باهظة لا علاقة لها بثقافة وأخلاق شعب لا علاقة لها بالشكل المهندم، سواء في الشباب أو الفتيات، وللأسف من طالبات جامعات وشباب كبار في مهن محترمة، ثقافة زحفت على العقول قبل الأجسام سيطرت على الصح والعيب والحرام قبل السيطرة على أولياء الأمور ومن يهمه الأمر، ونسفت العادات والتقاليد المجتمعية.

لنرجع لنقطة الصفر لماذا وصلنا لكل هذا العبث؟ هل نحتاج إلى ميكروفونات لتصل الأصوات لكل بيت لكل نجع لكل قرية لكل زقاق؟ وتتعالى الصراخات في كل مسجد وكنيسة وزاوية صلاة وخطاب ديني، للدعوة بعنوان علموا أولادكم الحلال والخير والحق والعدل، علموا أولادكم الصح والعيب والحرام، عدلوا السلوكيات بتربية صحيحة تحمل في طياتها المسؤولية والصبر دون اندفاع أو غضب أو تهكم وسخرية.

علموا أولادكم المنافسة الشريفة دون اعتلاء أكتاف "بالفهلوة" والتملق والمحاباة، علموهم أن قضاء الحوائج بالكتمان لا علاقة له بالكذب والتضليل والخبث وتحميل ذنوب على أعتاق البشر، فالرسول عليه أفضل الصلاة والسلام صفته الأساسية الصادق الأمين، ولا يمكن أن يدعوا أمته لهذا، لكنها كلها تفسيرات عشوائية لا علاقة لها بالدين.

حدثوا أولادكم عن القدوة الحسنة والعلماء المشرفين للدولة واسمائهم التي تتردد عالمياً، حدثوهم عن الدبلوماسي أسامة الباز وشقيقه العالم فاروق الباز، وعن الطبيب العالمي مجدي يعقوب، وعن نضال موسى صبري ورفعت المحجوب، والعالم الكيميائي أحمد زويل، وعن الدكتور مصطفى السيد أول مصري وعربي يحصل على قلادة العلوم الوطنية الأمريكية، والمهندس العالمي هاني عازر، نقوا أسماعهم من الأغاني الهابطة والألفاظ الجارحة وتجسيد البلطجة بالمطاوي والسنج، علموهم أن البيوت تحتاج مودة ورحمة قبل الأثاث والشكليات، وأن الفضل والمعاملة الطيبة والسيرة الحسنة هي الباقية.

لا أنكر وجود أسر حافظت على التربية والتعليم دون تأرجح، لكننا أمام نتاج جيل متعلم بشهادات دون أن يتعلم كل هذه الأشياء المهمة، مما جعله جيل متهالك لا يستطيع إدارة الخلافات الزوجية أو تربية أطفال بشكل صحيح أو تنشئة أطفال دون ضغينة وحقد وتربص لأشقائهم في ميراث أو مكائد عدائية، اجعلوهم اسوياء نفسيا وعصبيا وجسديا.. فأنتم قد تكونوا أسباب خفية وراء كل قضية وجريمة وفعل صادم، تذكروا اهاليكم في الريف وصعيد مصر الذين لا يحملون شهادات لكن كانوا يحملون اصول وأخلاق وتربية لا غبار عليها.

 

تعليقات (2)
بوركت جهودك
بواسطة: أحمد أبوزيد
بتاريخ: الأربعاء، 09 مارس 2022 07:45 ص

سلمت أناملك التي سطرت فأبدعت.. موفقة دائمًا.

أحمد دويدار
بواسطة: رهف
بتاريخ: الأربعاء، 09 مارس 2022 06:44 م

بارك الله فيكِ.. مزيد من التقدم بإذن الله .

اضف تعليق