لا يغير الله الأسعار حتى يغير المصريون ما بأنفسهم

الخميس، 10 مارس 2022 03:19 م
لا يغير الله الأسعار حتى يغير المصريون ما بأنفسهم
مصطفى الجمل يكتب:

الأزمة العالمية ليست خفية على أحد، وليست جديدة بالمناسبة، فالأمر ممتد منذ بداية جائحة كورونا، ولكن أتت الحرب الروسية الأوكرانية فزادت «البلة» «طينة»، فواصل الاقتصاد العالمي الاهتزاز، وارتبك العالم كله من شمال لجنوبه ومن شرقه لغربه، ومصر جزء لا يتجزأ من هذا العالم، فتأثرت سلباً ببعض الأمور، ولكن لأن الله ابتلانا ببعض المستغلين، فقرروا كعادتهم الاصطياد في الماء العكر، ورفعوا أسعار بعض المنتجات البعيدة كل البعد عن الأزمة العالمية، مستبقين الأحداث، وكأنهم ينتظرون البلاء كل مرة، وهؤلاء لا حل لهم سوى أن يختارهم الله من فوق سبع سماوات ليحاسبهم شر حساب اليوم قبل غد. 
 
لم تقصر الحكومة ولم تدخر خطوة من أجل ردع هؤلاء ولكنهم في حقيقة الأمر محميون بمن هم يصرخون ليل نهار من غلاء الأسعار. 
 
عزيز القارئ المشتري بنهم بمجرد أن تشعر أنه هناك زيادة في الأسعار، تخيل لو أنك غيرت مرة من هذه العادة السيئة وتريثت قليلاً حتى ترى أين ستذهب هذه الموجة، ونشرت هذا الفكر فيمن حولك، وعم هذا السلوك، لن يجد هذا المستغل من يبيع له بضاعته التي يكسب فيها 10 أضعاف ثمنها الحقيقي، وسيضطر آسفاً إلى أن يعيد السعر لموقعه الطبيعي، تخيل معي أنك واصلت هذا الأداء ولم تقبل بنهم على اقتناء ما تريده وما تريد تخزينه، ستستقرر الأسعار رغم أنف المستور والتاجر والمصنع، وكل من يتحكم فيك ويرهبك من غد بجشعه. 
 
حتى هذه اللحظة لم تقصر الحكومة في إرسال رسائل طمأنينة للشعب كله بشأن المخزون الاحتياطي من السلع الاستراتيجية حتى نهاية العام، ومع ذلك منظر  الأسواق يقول بما لا يدع مجالاً للشك بأننا لا نرى ولا نسمع ولا نقرأ غير فزاعات نفاذ السلع من المتاجر، التي لا يروجها إلا أصحاب المصالح المباشرة من تدافعنا على الأسواق. 
 
في أوقات الأزمات تنجو الدول بقدرتها على إيجاد بدائل غير تقليدية لتخطي التحديات التي تواجهها، وفي هذا الملف يجب أن نقف مصفقين لحكومة الدكتور مصطفى مدبولي، التي تملأ شوارع المحروسة بالمجمعات الاستهلاكية، ومستعدة لأن تنشر عرباتها في كل شارع أمام الجمهور، واليوم أعلنت تخفيض أسعار السلع بنسبة 20%. 
 
عزيز مرتاد كارفور وغيرها من المتاجر الكبرى، أقسم لك بالمولى عز في علاه لن يعيبك أن ترتاد هذه المجمعات وتحصل على ما تحتاجه، وتوفر مالك وتوفر على الدولة عناء مطاردة هذا التاجر الذي يستغلك، وتضعه هو في خانة الياك، ويبحث عن مشتري لبضاعته ولو بثمنها. 
 
أنت عزيز المشتر الشيك التي تبحث عن مأزق لنفسك ثم تأتي لتملأ الدنيا عويلاً بعجزك هذا الشهر عن الحصول على ما اشترته الشهر الماضي، كل ما تريده موجود عند الحكومة، التي لم تغلق يوماً بابها في وجهك، ولكنها دواعي الوجاهة التي تقف حائلاً بينك وبينها. 
 
النائب العام الجليل، أعلن اليوم أمام الجميع أن من سيثبت عليه تهمة احتكار سلعة استراتيجية كانت أو غير استراتيجية سيحبس على الفور، وهذا دورك عزيزي المواطن التي تعرف بحق أين يخبئ العفريت نجله، أبلغ عن هؤلاء واعتق رقبتك ورقبة كل من تحبهم، ولا تأخذك بهم رحمة ولا شفاعة، فهم يستحقون بدلاً من الحبس الإعدام مرات وليست مرة واحدة.  
 
إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، هكذا أخبرنا المولى عز وجل في كتابه الكريم، وهنا عمم المشرع الأمر، ولم يقصر التغيير على جزء واحد ولا أمر واحد في حياتنا، فلم يقل لا يغير الله أخلاق القوم ولا أموال القوم، تركه للعموم والشمول، حتى نطبق الأمر على كل أمور حياتنا، فثق عزيزي القارئ أن الله لن يغير الأسعار التي تأن منها حتى تغير أنت من ثقافة شرائك، وتعاملك بشكل كلي مع الأمر، فكر ولو لمرة واحدة في أن تغير من نفسك ومن حولك.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق