مقاطع متوازية من مشهد الحرب.. بين أوكرانيا وفلسطين وسوريا

الأحد، 13 مارس 2022 09:33 م
مقاطع متوازية من مشهد الحرب.. بين أوكرانيا وفلسطين وسوريا
إيمان محجوب تكتب:

برغم أن منطقة الشرق الاوسط مرت بكثير من الحروب بداية من العدوان الأمريكي البريطاني علي العراق في عام 2003  ومؤخرا الضربات التي نفذتها القوات الروسية والامريكية والتركية في سوريا، لم نري تعاطف العالم مع الدول العربية وإحتلال اراضيها وتشريد مواطنيها مثلما نري العالم يتعاطف اليوم مع الشعب الأوكراني، حتي الشعب الفلسطيني الذي يعاني من ويلات الاحتلال منذ 74 عام ، والعالم كله يشاهد كل يوم استغاثات أهالي لقري الفلسطينية من هجوم المستوطنين عليهم لتهجيرهم من منازلهم في قرية برقة جنوب نابلس لحي الشيخ جراح في القدس، وسلوان التي تقع في خلفية سور القدس التاريخي والمسجد الأقصى وغيرهم من القري الفلسطينية ، إضافة لضرب قطاع غزة بالصورايخ وقتل النساء والاطفال بلا رحمة، لكن العالم صامت لم يتحرك منذ عام 1948 .
 
images (98)
 
المقطع الثاني من مشهد الحرب كان عبارة عن إقرار العالم كله بواقع نعيشه وهو ازدواجية المعايير و تلف بضاعة حقوق الانسان الغربية، فعندما هاجمت روسيا اوكرانيا ، العالم كله فزع وتحرك لنجدتها من الاحتلال الروسي الغاشم،  فتم حظر الطيران الجوي الروسي في كل دول الاتحاد الاوربي وبريطانيا، كما حظرت الولايات المتحدة جميع واردات النفط والغاز الروسية، حتي شركة شل للطاقة توقفت عن شراء النفط والغاز الروسي، و«الفيفا» حظرت الفرق الروسية من أي مشاركات في المسابقات الدولية، وجمعيات محبي القطط منعت مشاركة أي قط روسي في مسابقتها !!!
 
202202260321182118
المقطع الثالث من مشهد الحرب الروسية الاوكرانية.. هو الصحافة الحرة والتغطية المحايدة انتهت عندما تعارضت مع مصلحة الغرب، فكل يوم نشاهد ونقرأ بكائيات صحف وقنوات العالم الغربي علي مرة العائلات الاوكرانية التي وصفتهم بعنصرية بعض القنوات الامريكية والفرنسية أنهوا ليسوا كعراقيين أو السوريبن .. لكنها لم تتحرك وفي قري ومدن فلسطين مئات الأطفال تقتل، والاف الاطفال تعيش في خوف من هجوم المستوطنين لتكسير منازلهم البسيطة، ومن إعتقال سزيه ، يتحمل هؤلاء الأطفال كل الاساليب الوحشية لجيش الاحتلال دون أن يدغدغ  ما يحدث لهم قلوب العالم الغربي والأطفال السوريين الذين يموتون في المخيمات من الصقيع  والبرد القارس كل شتاء لم نشاهد تعاطف من العالم معهم.
 
Screenshot_٢٠٢٢٠٣١٣-٢٠٢٩٤٤
 
المقطع الرابع للحرب الروسية الاوكرانية هو عدد اللاجئيبن وعنصرية دول الغرب ضد الافارقة والعرب الفارين من الحرب.. فقد وصل عدد الفارين من الشعب الاوكراني لدول الجوار، لاكثر من 2,5 مليون اوكراني حتي الآن برغم أن الحرب لم تتخطي اسبوعها الثالث، فكم سيكون عددهم في نهاية الحرب؟ وهل ستعترض الدول الكبري علي منحهم حق العودة لأراضيهم ؟ وهل سيطلق عليهم اشاعات مغرضة بأنهم باعوا منازلهم وأراضيهم للروس.
 
اما الفلسطينيين وبرغم مرور 74 عام علي إحتلال إسرائيل لأراضيهم وتهجيرهم بالقوة فعددهم يبلغ نحو 7 ملايين فقط، منهم 6 ملايين في الدول العربية، وحوالي مليون في الدول الأجنبية ليس لهم حق العودة لاراضيهم ومنازلهم 
images (100)
أما اللاجئيين السوريين والذي  وصل تعدادهم لحوالي 5.5 مليون بعد11 عام من الحرب  فكانوا غير مرحب بهم في الدول الأوربية لذلك فأغلبهم يعيشون في مخيمات في تركيا، التي استغلتهم كفزاعة للغرب وأبرمت مع الدول الاوربية إتفاقية  تنص علي "حماية حدودهم ومكافحة الهجرة غير الشرعية" واستعادة المهاجرين غير الشرعيين ومن يتم رفض طلب لجوئهم حسب اتفاقية اللجوء لعام 2016  مقابل نحو 6 مليارات يورو .
 
 
 
المقطع الخامس من مشهد الحرب الروسية الاوكرانية هو استخدام حقّ النقض (الفيتو)  والذي استخدمته روسيا ضد مشروع قرار صاغته الولايات المتحدة يستنكر عدوانها على «أوكرانيا» ويدعوها إلى سحب قواتها "فورا".. ربما ستغضب لكن عندما تعرف أن عدد المرات التي استخدم فيها الدول الخمس الكبري حق «الفيتو» وصل لحوالي 293 منهم 43 مرة استخدمته الولايات المتحدة  لحماية أفعال قوات الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين وكان أخرها استخدام الولايات المتحدة حق« الفيتو» ضد مشروع قرار تقدمت به مصر  في نهاية 2017 نيابة عن المجموعة العربية حول القدس، وخطورة القرار الأمريكي الأحادي بالاعتراف بالقدس عاصمة للإحتلال.
 
أما فيما يخص الحرب في سوريا فبين عامي(2011 و2020)، استخدمت الولايات المتحدة وروسيا (الفيتو) داخل جدران مجلس الأمن 15 مرة في الملف السوري وحده.
 
 
المقطع الأخير هو تأثر مصر ودول العالم بالحرب الروسية الاوكرانية  ..من زيادة اسعار  كثير من المنتجات الغذائية وذلك يؤكد علي ضرورة امتلاك مصر لغذائها، فكما حرص الرئيس السيسي أن تمتلك مصر اسلحة للدفاع عن نفسها ، لابد أن نحرص علي إمتلاك غذائنا بتنوع مصادر استيراد القمح وزراعة أصناف جديدة ، وان يكون لدينا كمستهلكين ثقافة الترشيد وعدم السعي وراء تخزين الغذاء وقت الازمة ومحاسبة كل مستغل ومحتكر للسلع حتي نتخطي الازمة بسلام .

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق