افسحوا المجال لخيري بشارة.. يعرف أفكار هذا الجيل جيداً

الجمعة، 18 مارس 2022 09:42 م
افسحوا المجال لخيري بشارة.. يعرف أفكار هذا الجيل جيداً
محمد أبو ليلة

الأسبوع الماضي عُرض الفيلم القصير يوم الحداد الوطني في المكسيك للمخرج خيري بشارة، للمرة الأولى على منصة نتفليكس، ضمن مجموعة من الأفلام القصيرة بعنوان "في الحب والحياة" تحمل توقيع 8 مخرجين ومخرجات من دول عربية مختلفة ما بين مصر، تونس، المغرب والسعودية، ليعكس كل فيلم نظرة مختلفة عن الحب والحياة من وجهة نظر صناعه.

هذا الفيلم الذي يحمل رسالة واحدة بسيطة في مضمونها وفكرتها، ذكرني بالمشهد السينمائي الخالد في فيلم الناصر صلاح الدين بين الفنان أحمد مظهر الذي قام بدور فاتح بيت المقدس السلطان صلاح الدين الأيوبي، وبين الملك ريتشار قائد الجيوش الصليبية وقتها - والذي أدى دوره الفنان القدير حمدي غيث-، حينما قال له صلاح الدين في مشهد سينمائي فلسفي منذ أكثر من أربعين عام "قل لهم يا ملك الإنجليز أن الحياة تتسع للجميع.. قل لهم أن أحبوا الناس يرحمكم الله".

هذه ببساطة هي فكرة ورسالة فيلم يوم الحداد الوطني في المكسيك لكن مخرجه القدير خيري بشارة عبر عنها ببساطة دون فلسفة وبطريقة مباشرة في فيلمه الذي لم تتجاوز عدد دقائقه الـ 40 دقيقة، يتحدث ببساطة عن مجتمع ما وسلطة ما قررت أن تمنع الناس من الاحتفال بعيد الحب يوم 14 فبراير، ووضعت قوانين تمنع الناس من التعبير عن حبهم لبعض في ذلك اليوم أو في أيام أخرى، وحتى تقوم بإلغاء هذه الذكرى من أذهان المواطنين قررت اختراع حدث جديد للاحتفال به في يوم 14 فبراير بدلاً من عيد الحب، وهو الاحتفال بيوم الحداد الوطني في المكسيك.

في هذه اللحظة يبدأ الصراع بين أبطال الفيلم في رصد سريع ودقيق للحياة اليومية في الشوارع في الوقت الذي يُمنع فيه الناس أن يرتدوا ملابس باللون الأحمر لأنها تُعبر عن الحب، ومنع الأغاني الرومانسية محظورة، وذلك من خلال «حسن» الذي يعمل إذاعيًا ويخاف التعبير عن حبه بسبب اللجان الشرطية تُراقب على المواطنين تحت مُسمى "قوات منع الحب" تقوم باعتقال من كل المشتبه فيهم، وهو من بطولة آسر ياسين، بسمة، ندى الشاذلي، وعلي صبحي ونورا شيشة.

دون حرق لـ باقي أحداث الفيلم القصير الذي أدعوكم لمشاهدته للاستمتاع ببساطته ومزيكته وكوميديته السوداء، فإن أكثر ما يميز هذا الفيلم أن روحه حرة في عرض الفكرة وهذه هي عظمة الفن ودوره الحقيقي.

خيري بشارة صاحب أفلام سينمائية قادرة على التعبير عن أحلام وطموحات الشباب وأفكارهم، أفلام تُعتبر علامة من علامات السينما المصرية، حتى هذه اللحظة ففيلم أيس كريم في جليم وكابوريا وقشر البندق والطوق والأسورة وأمريكا شيكا بيكا قادرين على إبهارك بمجرد أن تلمح مشهد من مشاهدهم وأن تُقلب في قنوات التلفزيون المختلفة.

هل تتذكر مسلسل مسألة مبدأ وملح الأرض والفريسة والصياد؟، هما من إخراجه، هل تتذكر الموسيقى التصويرية لـ مشهد بداية كل حلقة من حلقات المسلسل الدرامي "بنت اسمها ذات"، الذي كان يعطيك إنطباع عن أي حقبة زمنية تتحدث عنها هذه الحلقة؟، فهمي من اختراعه، لأنه مخرجه أيضاً.

لماذا لا نترك المجال أكثر لـ خيري بشارة ومدرسته للتعبير عن هذا النوع النادر من الفن سواء في السينما أو الدراما، فهو قارد على إبهارك طوال الوقت، حتى بعد أن تجاوز عمره الـ 75 عاماً، لأن روحه شابة حتى هذه اللحظة.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق