رئة أوكرانيا تحت يد بوتين

الأحد، 20 مارس 2022 12:18 م
رئة أوكرانيا تحت يد بوتين

مع دخول الحرب يومها الرابع والعشرين، بدأت روسيا تتحسس التقدم مقتحمة قواتها وسط مدينة ماريوبول، الاستراتيجية بالجزء الجنوبي الشرقي لأوكرانيا مسيطرة على مينائها.
 
مؤخراً، تصاعدت العمليات العسكرية الروسية في بعض المناطق بأوكرانيا، لكنها اتخذت منحى آخر في ماريوبول.. فلماذا؟
 
مدينة ماريوبول، تعتبر بالنسبة لموسكو ذات أهمية استراتيجية، لضمان تطويق أوكرانيا وشل حركة المقاومة بداخلها.
 
المدينة شهدت معارك عنيفة منذ بدء روسيا حملتها العسكرية في 24 فبراير الماضي، حيث يشن الجيش الروسي والقوات الانفصالية التابعة له هجمات متتالية على القوات الأوكرانية، للسيطرة على ماريوبول المطلة على الساحل الشرقي لأوكرانيا.
 
هذه المعارك المحتدمة جعلت ماريوبول، أشهر مدن الحرب، نظرا لاهتمام روسيا الشديد بها واعتبارها نقطة تحول في الحرب الأوكرانية، فتقول الخرائط أن سيطرة موسكو عليها يعني التقدم خطوة بل خطوات نحو حسم المعركة لصالحها.
 
ماريوبول تقع داخل إقليم دونتسك منفذا على بحر آزوف. وهي عاشر أكبر مدينة أوكرانية من حيث الكبر وثانيها في أوبلاست دونيتسك، ويقترب عدد سكانها من نصف المليون نسمة.
 
وتعتبر المدينة مركزا رئيسيا للتجارة وصيد الأسماك، وكانت في القرن التاسع عشر وحدة إدارية للإمبراطورية الروسية، ما يؤكد قيمتها التاريخية بالنسبة للروس.
 
وبعيدا عن التاريخ يعتبرها الروس، ذات أهمية قصوى لهم في هذه المرحلة من الحرب.
 
أول الأسباب أن المدينة تنتمي إلى أراضي جمهورية دونيتسك الشعبية وتقع داخل حدودها الإدارية، ما يعني أن أغلب سكانها مناصرين لروسيا ويرفضون الحكم الأوكراني، وكانت صوتت ضمن إقليمي "دونيتسك ولوغانيسك" على الانفصال من كييف في العقد الأخير، قبل أن يعترف بهما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستقلالهما مؤخرا.
 
كل هذا الاهتمام الروسي بالمدينة زاد من قوة الصراع حولها، ووفق الرواية الروسية فإن " الأوكرانيين لا يعتبرون سكان ماريوبول من سكانها الأصليين ولذلك تستخدم السكان دروعا بشرية"، في حين وصف الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، العمليات الروسية بالمدينة بأنه "حصار أخلف رعب سيبقى في الأذهان لقرون قادمة".
 
وهناك أسباب استراتيجية أخرى لروسيا، تزيد من أهمية المدينة، حيث يسمح السيطرة عليها بالربط بين القوات التابعة لموسكو في شبه جزيرة القرم والأخرى المتمركزة في المناطق الانفصالية في دونباس.
 
كما يتواجد داخل المدينة ساحل بحر أزوف التي تسعى روسيا لاستغلاله في حربها، وقطع اي إمدادات قادمة من خلاله إلى الجيش الأوكراني، ويقع على الساحل ميناء اقتصادي مهم، وتعنى السيطرة عليه من قبل القوات الروسية والانفصاليين قدرة اقتصادية قوية لجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك خصوصًا في مجال تصدير الفحم والمعادن.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق