الأسعار والدولار.. انت دارس الكلام دا؟

الثلاثاء، 22 مارس 2022 10:51 ص
الأسعار والدولار.. انت دارس الكلام دا؟

خلال الساعات الماضية لم تفارق ذهني عبارة شهيرة للرئيس عبد الفتاح السيسي قالها ردا على أحد النواب عندما تدخل بنظريته الاقتصادية على الهواء مباشرة ليعدل على مسار الإصلاح لحماية المواطن وإنقاذ الاقتصاد.. تلك العبارة الذهبية التي تصلح لكل زمان والرد ببساطة على كل مفتي يدلو بدلوه في الأزمة الاقتصادية العالمية وتداعياتها على الداخل المصري.

«انت دارس الكلام دا !!»، عبارة الرئيس التي تنقذ أذهاننا، عندما نقرأ تعليقا لأحدهم، وأحدهم هنا المقصود بها واحدٌ ممن يدعون صفة الخبير الاقتصادي، يقول فيه إن أحد الحلول السريعة لإنقاذ مصر من تداعيات الأزمة العالمية على إثر الحرب الروسية الأوكرانية، هو سرعة بيع أصول الدولة لشركات أجنبية، لا أعرف كيف تفتق ذهن الخبير الاقتصادي المزعوم عن هذه الفكرة الجهنمية ببساطة دون غيرها وفي وقت حساس، ناهيك عن كونه قال الجملة هكذا كما هي ثم اختفى، دون توضيح خيوط نظريته، أو حتى تعريف الناس بخطر الأزمة العالمية في حد ذاتها وتأثيرها على العالم قبل مصر.

هذه النوعية من الناس محبطون أكثر من تواتر أخبار تحرك سعر الجنيه هبوطا أمام العملات بعد قرار البنك المركزي لرفع سعر الفائدة، دون إشارة للمواطن بأن القرار الأخير بإجماع اقتصادي كان ضرورة لابد منها لحماية الاقتصاد من تداعيات الحرب التي تضرب اقتصاديات كبرى وتطيح بأسعار العملات إلى مستويات غير مسبوقة.

تداعيات الحرب «شر لابد منه»، تدفع ثمنها الدول بمستويات مختلفة، لكن المهم في تحرك الحكومات لإنقاذ الشعوب من وطأة هذه التداعيات، بعيدا عن ماسورة الخبراء الاقتصاديين التي انفجرت على مواقع التواصل الاجتماعي لتفسير القرار وتبعياته، فرصة عظيمة لجمع مزيدٍ من المتابعين، دون اعتبار لتأثير هذا على المواطن، وعلى السلم الاجتماعي.

أي حديث أو محاولة لتفسير تأثير القرارات الاقتصادية وتداعياتها على المواطن، دون دراية أو علم بكل جوانب تحركات الدولة لحماية البلاد من التضخم، لا يقل خطورة عن مخططات إلصاق الأزمة للتشفي في النظام لتحقيق مكاسب سياسية على حساب الشعب واستغلال أزمة عالمية ليس لها علاقة بنظام أو حاكم أكثر من ارتباطها بتأثيرات الحرب المباشرة وغير المباشرة على كل العالم.

ببساطة، ودون مزايدات، لدينا تجربة سابقة مع الحكومة المصرية، ناجحة بكل المقاييس بشهادة الداخل والخارج، عندما أغلق فيروس كورونا العالم، وكانت التداعيات الاقتصادية أشد وطأة من الحرب حاليا، وتابعنا الانهيارات العالمية، لكن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة وقتها والتحركات بتدخلات مباشرة بداية من إجراءات مكافحة الفيروس، انتقالا إلى ضبط الأسواق وتوفير السلع، وصولا إلى المنح المباشرة في جيب المواطن وخاصة العاطلين عن العمل، مع شبكة الحماية الاجتماعية للطبقات الأكثر احتياجا «وتأثير مبادرة حياة كريمة» خففت من التأثيرات، وكانت حائط صد للاقتصاد وإيقاف تأثيرها على المواطن.

لا تقحموا الناس في نظريات الاقتصاد المُعقدة وآرائكم الشخصية في الإجراءات وتداعياتها، هذا المنطِق يؤدي إلى نتائجَ كارثيةٍ، لأنه من منطلَق أن تأتي بشخص ليس له علاقة بالدين أو دراسته لإقناع آخر ملحد بالعدول عن أفكاره.

هذه ليست محاولة للدفاع عن الحكومة أو القيادة السياسية، أكثر من جرس إنذار للابتعاد عن الفتايين الاقتصاديين على الأقل في هذه المرحلة الحرجة، والاطمئنان لحكمة القيادة وصدق التحركات التي لم تخذل المواطن في وعد سابق.

تلك القيادة التي بكرت من تطبيق زيادة الرواتب والمعاشات اعتبارا من أبريل، مع إقرار صرف العلاوة الدورية وعلاوة خاصة، لحماية الشعب من تأثير الأزمة العالمية، ثم قبلها بأيام التحركات في كل الأسواق وضخ السلع في المنافذ بأسعار مخفضة، وحياة كريمة التي تجوب كل شبر في القرى والنجوع، وصوامع القمح بمنظومة تعطي الفلاح حقه في وقته وبسعر الأردب عالميا، وصولا إلى كافة الإجراءات والتحركات الأخرى على المستوى الداخلي والخارجي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق