مستقبل النخيل في مصر.. كيف يمكن أن يصبح محصولا استراتيجيا ومصدرا للدخل القومي؟

الأربعاء، 06 أبريل 2022 02:13 م
مستقبل النخيل في مصر.. كيف يمكن أن يصبح محصولا استراتيجيا ومصدرا للدخل القومي؟
النخيل
ريهام عاطف

تحتل مصر المركز الأول عالميا فى إنتاج التمور حيث يصل حجم إنتاج مصر سنويا إلى نحو 1.6 مليون طن وهو ما يمثل نحو 18% من إجمالي الإنتاج العالمى والذي يبلغ 9 ملايين طن والأولى على المستوى العربى بنسبة نحو 23% من الإنتاج العربى من التمور ورغم ذلك فحجم صادرات مصر لا يتجاوز 2.7% من إنتاجها ، حيث يتم التصدير من خلال 15 مليون نخلة معظمها في محافظات الوادي الجديد، أسوان، الجيزة، الشرقية، البحيرة، دمياط، مطروح، وشمال سيناء، ويتم التصدير إلى 63 دولة تتقدمها إندونيسيا والمغرب وماليزيا وبنجلادش وتايلاند.
البلح
البلح
وتنتج مصر 23 صنفا من التمور منها ما تؤكل ثمارها وهي طرية كالأمهات والزغلول والحياني والسلماني وبنت عيشة ومنها الأصناف النصف جافة التي لا تؤكل إلا بعد تجفيفها أو تصنيعها وأشهرها السيوي والعجلاني
المشروع القومي بشرق العوينات 
علي أرض الواقع يتم تنفيذ أحد المشروعات القومية بمنطقة شرق العوينات وهو أكبر مزرعة للتمور فى العالم والتى تقع فى الركن الجنوبى الغربى من الصحراء الغربية فى مصر على بعد 500 كيلو متر من بحيرة ناصر حيث التربة الغنية والخالية من الملوثات مما يجعلها مثالية حيث تم زراعة 19 ألف فدان من إجمالى المساحة المحددة بنسبة 45% من المستهدف.
وذلك فى إطار توقيع بروتوكول مشترك بين وزارة الزراعة وجهاز الخدمة الوطنية، لزراعة 8 أصناف من النخيل بالصحراء الغربية بالوادى الجديد وأسوان لزراعة أهم الأصناف التي تندرج ضمن أفخر أنواع التمور العربية الشهيرة فى العالم ومنها تمور البرجى والمجدول والصقعى والشيشى والنميشى والخلاص والسكرى والحوى.
المشكلات والتحديات
يقول المهندس جمعة طوغان استشارى هيئة تنمية الصعيد  أن اهتمام القيادة السياسية بقطاع التمور وزراعة النخيل من خلال مبادرة زراعة 2,5 مليون نخلة من الأصناف الفاخرة التي يعتبر بمثابة الدعوة لإعادة الحياة لإنتاج التمور المصرية كمحصول استراتيجي الا ان هناك الكثير من المشكلات والتحديات التي مازالت تواجه قطاع التموروالمتمثلة في التالي :
قله عدد الأصناف التجارية المزروعة من النخيل وهو ما يجعل ثروة مصر التي تقترب من ربع الإنتاج العالمي مهدرة وتحتاج الي عمليات تصنيعية لرفع القيمة المضافة ، حيث يتم زراعة وإنتاج أصناف من التمور منخفضة السعر، ولا نزرع النخيل الذى ينتج أصنافًا تمور مرتفعة السعر.
هناك زيادة كبيرة في نسبة الفاقد بعد الحصاد ،وصعوبة تسويق التمور. 
كما تفتقر مصرالي فكرة انشاء كيان يهتم بالنخلة كمشروع متكامل (شركة متخصصه).
النخيل
النخيل
تنمية وتطوير قطاع النخيل
من جانبه أكد المهندس جمعة طوغان علي ضرورة تنفيذ خطة متكاملة لتنمية وتطوير قطاع النخيل ومزارعه وصناعة التمور لتشمل التوسع في الزراعات المخططة والمميكنة،بجانب التوسع في زراعات النخيل العضوية ومطابقة موصفات الجودة العالمية لمضاعفة الصادرات ورفع سعرها وفتح أسواق جديدة لها،بالاضافه لاقامه مصانع يمكن من خلالها اعادة تدويرها مخلفات النخل حيث تنتج النخلة الواحدة 36.5 كجم من المنتجات الثانوية والتي يمكن استخدامها في صناعه الاخشاب والاعلاف.
بجانب ضرورة التوسع في عمل مزارع مليونية في كل محافظة بهدف  إحلال التمور من الأصناف الفاخرة محل الأصناف التقليدية  بما لا يقل عن 15 الف فدان للمزرعة بهدف زراعة مليون نخلة لزيادة الأنواع المعروضة للتسويق داخليا وخارجيا من التمور النصف جافه فهي الركيزة الأساسية لتطوير ثروة النخيل في مصر وإدخال بعض الأصناف العالمية مثل المجدول والسكري والخضري, عجوة المدينة, السكري, الزهدي, المبروم, البرحى, دجلة نور, الصفاوي.
جمعة طوغان
جمعة طوغان
كما يمكن أيضا انتاج الايثانول من تالف التمر كمصدر مستدام للطاقة والذي يتم استخدامه عالميا ، حيث ينتج الطن من التمور ما يقرب من 280 لتر من الايثانول ، وذلك بخلاف انتاج سكر الجلوكوز والفركتوز الصناعي الخل والخميرة وثاني أكسيد الكربون والفيناس كسماد وغيرها من المنتجات
مؤكدا علي ضرورة  عمل علامة تجارية مناسبة عالمياً للتمور المصرية وربط الابحاث العلمية الخاصة بالتمور بالصناعة وابتكار منتجات غذائية جديده من التمور وتطبيق مخرجات البحث العلمي وبراءات الاختراع.
مشيرا الي أن للنخيل مستقبل تجاري كبير عالميا وذلك لسببين الاول وهو عدم كفاية الغذاء المنتج عالمياً مع الزيادة المستمرة في السكان خاصه في الدول النامية التي يعاني الملايين بها من سوء التغذية أو التي بها مجاعات وهو ما يتطلب توفير الغذاء الكافي مما يبعث على زيادة الطلب للتمور والتي يمكن ان تحقق الامن الغذائي فالنخلة الواحدة تنتج ما بين 60الي 250 كجم من التمور حسب الصنف .
اما السبب الثاني فيرجع لاحتواء التمر على مواد غذائية تفوق الاغذية الاخرى كالثمار والبذور وغيرها ولكونه مصدر جيد للطاقة يبلغ مقدار السكر في الثمار الناضجة لحد 80% ويتألف من سكر العنب وسكر الفاكهة وهي سكريات أحادية يمتصها الجسم مباشرة دون الحاجة لهضمها منتجة طاقة سريعة .
 
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق