هل يصحح "كيروش" أخطاء الماضى؟

الأحد، 10 أبريل 2022 01:00 ص
هل يصحح "كيروش" أخطاء الماضى؟
محمد فزاع

 
الاختيارات الهجومية الأسوأ دائما والأرقام تدخله موسوعة «مدرب ركلات الترجيح»
المنتخب بات أحد أفضل الدفاعات بإفريقيا ويعانى هجومياً رغم وجود صلاح
 
 
انتهى حلم مصر في الظهور ببطولة كأس العالم أواخر العام الجاري، بعد السقوط بركلات الترجيح أمام السنغال، لينتهي معه مشوار كارلوس كيروش مدرب الفراعنة، كما نص العقد المبرم بين المدرب البرتغالي والاتحاد المصري لكرة القدم، بُفسخ الاتفاق من تلقاء نفسه حالة فشل قيادة الفراعنة إلى كأس العالم، لكن على الأرض، لازال كيروش هو المدير الفني للفراعنة، خاصة بعدما أعلن اتحاد الكرة في بيان الأسبوع الماضى أنه تم عقد جلسة مع البرتغالي قدم خلالها كيروش تقريرا مفصلا عن رحلة السنغال والأحداث المصاحبة للمباراة والتقرير الفني، واتفق مجلس إدارة اتحاد الكرة خلال الجلسة على حصول كيروش على  راحة سلبية والسفر إلى بلاده لحين الفصل في الطعن المقدم من اتحاد الكرة إلى الاتحادين الدولي والافريقي لكرة القدم، والخاص بإعادة مباراة منتخب مصر أمام السنغال بسبب الأحداث المؤسفة التي شهدتها مباراة الاياب التي أقيمت يوم 29 مارس الماضي.
 
هذا البيان يؤكد وجود نية لاستمرار كيروش، وهو ما أكده أكثر من عضو في الاتحاد، كما أن مقربين من البرتغالى أكدوا أنه قدم عدة مطالب منها تقليل عدد فرق الدورى، وتقليل عدد الأجانب، في خطوة يراها ضرورية لتصحيح مسار الكرة المصرية.
 
وفي 8 سبتمبر الماضي ومنذ اليوم الأول له في مقعد المسؤولية، أعلن كيروش أنه جاء من أجل الصعود بمنتخب مصر لمونديال 2022، والوصول للمرة الخامسة في تاريخه الشخصي والرابعة في تاريخ الفراعنة، ويبدو أن الاتفاق والوعود تبخرت مؤخرا، باتجاه رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم جمال علام، لمنح كيروش فرصة جديدة، بعقد جديد كليا مع الفراعنة، بعد التحجج بالاستمرار حال إعادة مباراة مصر مع السنغال.
 
وبعدها وضع "كيروش" شروطا للتجديد مثل الاهتمام بتطوير أرضية الملاعب في مصر وصالات الجيم والأجهزة العلاجية، ووضع معسكرات وتوقفات ثابتة للمنتخب الوطني، وإقامة مباريات ودية، ومنح الفرصة للاعبين جدد قبل الارتباطات الرسمية، وتقليص المحترفين إلى 3 لاعبين بكل فريق وتقليص عدد أندية الدوري مستقبلا.
 
6 أشهر من الحلم تتبخر
 
تعتبر فترة قيادة "كيروش" للمنتخب، من أكتوبر 2021 إلى مارس 2022، من الفترات الساخنة في تاريخ مدربي الفراعنة، وإذا نظرنا إلى تاريخ مدربي منتخب مصر نجد أن هناك مدربين بقوا لفترات أطول بكثير لكنهم لم يتركوا جدلا كبيرا مثل البرتغالي، وكان آخرهم حسام البدري، والذي استمر عامين بنحو 4 أضعاف "كيروش".
 
ورغم حالة السخط العام، من شكل المنتخب لكنه من أول يوم عمل له، أرقامه تضعه ضمن المديرين الفنيين الناجحين في تاريخ المنتخب المصري، إذ قاد المنتخب لنهائي كأس أمم أفريقيا 2022، وخسر اللقب فقط بركلات الترجيح، بعد تعادل سلبي مع السنغال، لكنها مصر لم تسجل إلا 4 أهداف فقط في مشوار التأهل للنهائي الإفريقي، وهي التي سجلت قبلها بـ12 عاماً نفس عدد الأهداف في مباراتها الأولى في البطولة ضد الكاميرون، وهي نسخة كان الحد الأقصى للمباريات فيها 6 وليس 7 مثل الوضع الحالي، بينما نجحت مصر في تجاوز منتخبات بحجم كوت ديفوار والمغرب والكاميرون ثم خسرت من السنغال في النهائي بركلات الترجيح.
 
خطة الأسماء المغمورة
 
اعتمد كيروش في اللعب على مجموعة أسماء كانت مغمورة لأغلب متابعي الكرة المصرية، وتحولت لأسماء مهمة ولامعة مع البرتغالي في بطولة كأس العرب، التي منحت الجمهور المصري علامات تفاؤل قبل كأس إفريقيا والمرحلة الحاسمة من تصفيات كأس العالم 2022، إذ نجح المنتخب المصري في تصدر مجموعته على حساب الجزائر وسحق السودان بخماسية وتفوق على الأردن في مباراة مثيرة 3-1.
 
وعانى كيروش من عيب البدايات السلبية في البطولتين، حيث فاز أولا بركلة جزاء محمد مجدي "قفشة" على لبنان في كأس العرب، ثم خسر بنفس النتيجة 0-1 أمام نيجيريا في افتتاح مشوار مصر في أمم أفريقيا 2022.
 
وأصر كيروش العنيد في الاختيارات على الدفع بمروان حمدي لاعب الزمالك المعار لسموحة، وورغم النقد الكبير الذي تعرض له مروان فإنه نجح في تسجيل هدف في مباراة الأردن بكأس العرب، وبقي كذلك الأكثر بذلاً للجهد بين لاعبي الخط الأمامي للمنتخب سواء في تلك البطولة أو مقارنة بمن شاركوا في كأس أمم أفريقيا وتصفيات كأس العالم فيما بعد.
 
نأتي للموهوب أحمد رفعت، إحدى المواهب التي ضمها كيروش للمنتخب ونالت الإعجاب، لكن الغريب أنه استبعده بعد التألق بكأس العرب من قائمة المنتخب في كأس أمم أفريقيا ومباراتي السنغال، كما لمعت أسماء أخرى ولم يكن عليها جدال مثل مهند لاشين وأحمد فتوح ومحمد عبدالمنعم.
 
وبدن أسباب استبعد لاعب الأهلي الموهوب أحمد عبدالقادر، في انتقادات حادة لكيروش، ورغم تواجد لاعب مثل أحمد سيد "زيزو" الموهوب في قائمة فريقه فإنه كان يدفع به على مضض في الأوقات النهائية للمباريات، ويبدو أن كل النقد الذي تعرض له المدرب البرتغالي في مصر بشأن الاستبعادات كان بسبب الاختيارات الهجومية.
 
كيروش الاستغلالي
 
كان يتعامل كيروش مع مباريات منتخب مصر، بمبدأ استغلال الأخطاء الدفاعية للخصم، ودفعهم للهجوم بأقصى قدراتهم ثم محاولة خطف أي هدف أو على الأقل الفوز بركلات الترجيح.
 
وما يوضح طريقة تعاملة حسم ركلات الترجيح 5 مباريات لمصر في عهد كيروش، بواقع 3 في كأس أمم أفريقيا، ولقاء في كأس العرب ومثله في تصفيات كأس العالم، وهو رقم قياسي يبقى 100 عام قادمة على الأقل لمدرب واحد أن يلعب هذا الكم من ركلات الترجيح.
 
وتسبب الشكل الدفاعي هجومياً لمصر، في ضعف أرقام وأهداف لاعبي الخط الأمامي، فرأينا نجوم مثل محمد صلاح ومصطفى محمد ورغم زغارة الأهداف مع فريقيهما ليفربول الإنجليزي وجالطة سراي التركي، لكنهما عانى من عقم تهديفي صارخ في عهد البرتغالي.
 
وجات الطامة باستبعاد أسماء مثل محمد شريف ومحمد مجدى قفشة وعبدالقادر ورفعت، مع قلة مشاركة زيزو، وإجراء التغييرات هجوميا على استحياء والاعتماد طوال الوقت على الرباعي محمد صلاح ومصطفى محمد وعمر مرموش ومحمود حسن "تريزيجيه"، جعل المنتخب يظهر بحالة يرثى لها، وكان أفضل لاعبي كيروش الأساسيين سجل هدفين فقط بأقدام صلاح.
 
ورغم مساهمته وصنعه الحقيقي لهدف مباراة الذهاب في تصفيات كأس العالم ضد السنغال، فإن صلاح تعرض لانتقادات حادة في مصر لتراجع المستوى الذي كان سببه الأكثر طريقة لعب كيروش، بينما لم يسجل مصطفى محمد إلا هدفا وحيدا في عهد البرتغالي في 12 مباراة وهو رقم كبير للمباريات قليل للأهداف.
وتحول المنتخب المصري إلى أحد أفضل الدفاعات بإفريقيا في عهد كيروش، فمنتخب الجزائر لم يسجل فيه إلا هدفاً، والسنغال سجلت في مرمى مصر هدفاً في 3 مباريات، والكاميرون فشلت في ملعبها والمغرب لم تسجل إلا من ركلة جزاء.
 
وفشلت مصر في تسجيل أي هدف في 6 مباريات من أصل 18 مباراة خاضتها في عهد "كيروش" بين 5 في تصفيات كأس العالم و6 في كأس العرب و7 في أمم إفريقيا.
 
مدرب وطني هل يصلح؟
 
ويرى أساطير أن الأنسب لمجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم، اختيار مدير فني جديد وطني للمنتخب، مع عدم تحقيق إنجازات خلال المرحلة الأخيرة فضلا عن الراتب الكبير الذي سوف يحصل عليه، ومنح فرصة للمصريين عقب ظهور مدربين أكفاء، قبل تصفيات أمم إفريقيا التي قد تنطلق في شهر يونيو المقبل، قبل عام من إقامة البطولة في كوت ديفوار.
 
يقول مدرب الأهلي السابق فتحي مبروك، إن "كيروش" لم يقدم أي إضافة للكرة المصرية، ولم يتطور أي لاعب معه، ولم نحقق أي استفادة من عمله، ويتحمل عدم الصعود للمونديال، موضحاً أن المدرب المصري هو أفضل اختيار في الوقت الحالي للمنتخب، لأننا نمتلك عددا كبيرا من المدربين الرائعين، متابعا: "إذا كان البعض يقول إن كارلوس كيروش ضم لاعبين جدد للمنتخب مثل محمد عبد المنعم وغيره، فهذا ما كان سيفعله أي مدرب آخر، ولا يعد ذلك إنجازا بالنسبة له".
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق